مقالة خاصة: تجربة الصين تسهم في الحد من الفقر في العالم

2020-10-17 12:55:55|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 16 أكتوبر 2020 (شينخوا) يملأ سري تشانثا، وهي أم عزباء لثلاثة أطفال وتبلغ من العمر 35 عاما، الأمل في حياة أفضل بعد أن تلقت دعما من المشروع التجريبي للحد من الفقر الذي تدعمه الصين في كمبوديا.

وقالت تشانثا، وهي عاملة بناء سابقة، تعيش في قرية سفاي أمبيا في بلدية سفاي أمبيا في منطقة موك كامبول، الواقعة على بعد حوالي 46 كيلومترا شمال العاصمة بنوم بنه، إن المشروع وفر لها الضروريات اليومية ومصدرا جديدا للدخل.

ومن خلال المشروع، قامت مجموعة من خبراء الحد من الفقر الصينيين، بالتعاون مع السلطات المحلية، بتجديد منزلها الخشبي الذي تبلغ مساحته 35 مترا، وتوصيله بالكهرباء والمياه النظيفة، وبناء مرحاض لها.

كما قاموا ببناء سقيفة فطر لها وعلموها تقنيات زراعة الفطر والخضروات في الأصائص، بالإضافة إلى منحها بقرة.

وقالت تشانثا لوكالة أنباء ((شينخوا)) في منزلها المجدد إنه "بفضل الدعم المقدم من المشروع الصيني، أستطيع كسب لقمة عيشي في المنزل، بدلا من تحمل عناء الذهاب إلى بنوم بنه للحصول على وظيفة، لأحظى بذلك بوقت كاف مع أطفالي".

وأشارت تشانثا إلى أنها تستطيع الآن كسب ما بين 50 ألف ريال (11.25 دولار أمريكي) إلى 70 ألف ريال (17.5 دولار أمريكي) يوميا من بيع الفطر والخضروات.

وتعد تشانثا واحدة من 800 أسرة استفادت من المشروع الذي يمتد لثلاث سنوات وينفذه مركز المشاريع التابع لمكتب التخفيف من حدة الفقر والتنمية في سيتشوان في الصين ووزارة التنمية الريفية في كمبوديا. وقد بدأ تنفيذ المشروع في قريتين -- سفاي أمبيا وتشهيوتيل -- منذ عام 2017.

وقال رئيس بلدية سفاي أمبيا، تشون سري بوف، إن "هذا المشروع وفر لهم (السكان المحليين) فرص عمل جديدة مع مصادر دخل مستدامة ... كما ساعد في تقليل الهجرة من أجل الوظائف إلى المدينة".

وأفاد يوان قانغ، رئيس فريق الخبراء الصينيين للمشروع، إن تجربة الصين الناجحة في الحد من الفقر قد تم تقديمها من خلال هذا المشروع، مضيفا أنها خطوة ذكية لتزويد الفقراء بوظائف محددة بدلا من الإعانات النقدية كون الأخيرة لا يمكنها أن تساعد إلا لفترة قصيرة.

وذكر أن "تعليم الرجل الصيد خير من إعطائه السمك".

وتعتبر تشانثا واحدة من المستفيدين العديدين في جميع أنحاء العالم من تجربة الصين في مكافحة الفقر.

-- يد العون

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية وأكثر، شهدت الصين ارتفاعا في دخل الفرد يتجاوز 25 ضعفا، وانتشلت 850 مليون شخص من براثن الفقر، وساهمت بأكثر من 70 في المائة في الجهود العالمية للتخفيف من حدة الفقر، وفقا للبيانات الرسمية.

ومن خدمات القنوات الفضائية في المجتمعات الريفية في البلدان الأفريقية مرورا بالشركات الناشئة في مجال التجارة الإلكترونية في الأوروغواي وصولا إلى مشروع "العشب الصيني" في بابوا غينيا الجديدة، قدمت الصين يد العون إلى البلدان الأخرى المحتاجة في مسعى لتحقيق النمو الاقتصادي.

وذكر كافينس أدهير، وهو باحث كيني في مجال العلاقات الدولية مع التركيز على العلاقات الصينية الأفريقية، أن "بكين قدمت الموارد المالية والتكنولوجيا والموظفين لمساعدة المجتمعات الأخرى على تحريك الأنشطة الاقتصادية في قطاعات واسعة".

وفي قمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2015، تعهدت الحكومة الصينية بتوفير أجهزة تلفزة تلتقط البث الفضائي لـ10 آلاف قرية أفريقية.

ومع حلول عام 2019، أكملت شركة ((ستار تايمز)) الصينية لخدمات التلفزة المدفوعة مشروعا تلفزيونيا عبر الأقمار الصناعية بمساعدة الصين لألف قرية في نيجيريا و800 قرية في كينيا و300 قرية في الكاميرون.

وأوضح عضو البرلمان النيجيري أودبونمي دوكون أن إنجاز المشروع هو طريقة فريدة للغاية لتوطيد العلاقات الدبلوماسية بين الصين ونيجيريا.

وقال دوكون إن "إنجاز المشروع ... هو استثمار للشعب لأنه يتعلق بالجماهير ويمكنهم من الاتصال بالعالم الرقمي. إن شعب نيجيريا يشعر بخالص التقدير وسيظل ممتنا للصين".

ودخل موقع "لاتين أمريكان ستايل" للتجارة الإلكترونية في الأوروغواي السوق الصيني عبر تطبيق "ويتشات" متعدد الأغراض، الذي يضم أكثر من 1.15 مليار مستخدم، ولكن فكرته هي التوسع في نهاية المطاف إلى باقي عمالقة التجارة الإلكترونية في الصين.

ويتيح الموقع، الذي بدأ تشغيله على الإنترنت في 21 يونيو، للمستهلكين الصينيين الوصول إلى منتجات الشركات الصغيرة في أمريكا اللاتينية.

وقال مارتن بيريز، أحد الشركاء في الموقع، إنه "في الوقت الحالي، نحن من أوائل الشركات الأوروغوايانية في الصين. وفي مجال التجارة الإلكترونية، نحن الوحيدون".

وفي بابوا غينيا الجديدة، يعيش ما يقدر بنحو 40 في المائة من سكانها على أقل من 1.25 دولار يوميا، وقد حسنت برامج "جيونتساو" وأرز الأراضي الجافة المقدمة من الصين مستويات المعيشة لحوالي 5 آلاف أسرة محلية.

ويطلق السكان المحليون على "جيونتساو"، وهو نوع من الحشائش الخاصة التي يمكن استخدامها في زراعة الفطر الصالح للأكل والتطبيب ولإطعام الماشية والتي ساعدت المزارعين بمقاطعة فوجيان جنوبي شرق الصين على التخلص من الفقر، اسم "العشب الصيني" على نطاق واسع للتعبير عن امتنانهم.

ووفقا لخريطة مساعدات المحيط الهادئ الصادرة عن معهد لوي الأسترالي، تعد الصين من بين أكبر خمس جهات مانحة للمساعدات لمنطقة المحيط الهادئ في عام 2018، مع إجمالي تبرعات يبلغ 241.08 مليون دولار في 77 مشروعا.

-- نموذج للتخفيف من حدة الفقر

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، في سبتمبر عبر وصلة فيديو في المناقشة العامة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الصين لديها كل الثقة في الوفاء بهدف القضاء على الفقر قبل 10 سنوات من الموعد المحدد له في أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 وانتشال جميع سكان الريف، ممن يعيشون تحت خط الفقر حاليا، من الفقر خلال الإطار الزمني المحدد.

وأوضح الخبير الكيني أدهير، الذي وصف سجل الصين غير المسبوق في التخفيف من حدة الفقر بأنه أحد "أكثر السرديات جاذبية"، أن تجربة الصين قدمت حلولا ملموسة للقضاء على الفقر في جميع أنحاء العالم.

وأشار أدهير إلى أن نجاح الصين في التخفيف من حدة الفقر يكمن في التخطيط الدقيق والعمل الجاد والالتزام بالقضية، وإعطاء الأولوية للمجتمع بأسره، وإشراك جميع المواطنين، فضلا عن تطوير التقنيات والفلسفات الخاصة بها.

وظلت الصين تساعد الدول الأخرى باستمرار في مجال الحد من الفقر من خلال مبادرة الحزام والطريق ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي وغيرها من المنصات.

ووفقا لتقرير بحثي نشره البنك الدولي في أكتوبر من العام الماضي، فمن المتوقع أن تنتشل مبادرة الحزام والطريق 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع و32 مليونا من الفقر المتوسط في جميع أنحاء العالم.

وفي معرض الإشارة إلى أن إنشاء منتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2000 عزز التعاون السياسي والاقتصادي بين الصين والعديد من الدول الأفريقية، قال لي شياو يون، الأستاذ بجامعة الزراعة الصينية، إن "النمو السريع للاستثمار والتجارة دفع التحديث الزراعي في أفريقيا وساعد بشكل كبير على معالجة الفقر والأمن الغذائي في القارة".

وذكر أدهير أن "خبرة الصين يمكنها أن تنير إستراتيجيات وكالات التنمية، بما في ذلك الأمم المتحدة، بغية توجيه الموارد وتسخيرها بشكل أفضل لتحقيق هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بشأن الفقر".

وقال فيليب إيدرو، وهو دبلوماسي أوغندي سابق، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "العالم اليوم يحتاج إلى الصين أكثر من أي وقت مضى. إذ أنه من الأشياء الصغيرة إلى الكبيرة، يتم تصنيعها في الصين، وهي أرخص أيضا. إنها الآن قوة اقتصادية عالمية"، مضيفا أنه يمكن للدول النامية مثل أوغندا أن تتعلم من تجربة الصين في مكافحة الفقر.

كما أشاد تيونغ كينغ سينغ، رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي الماليزي والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء الماليزي إلى الصين، بخبرة الصين وحكمتها في التخفيف من حدة الفقر.

وقال إن "الصين ستغدو نموذجا للدول الأخرى في كفاحها الخاص للحد من الفقر".

الصور

010020070790000000000000011100001394472031