تعليق: انفتاح الصين بصورة أكبر يتيح مزيدا من الفرص لعالم قلق
بكين 30 أكتوبر 2020 (شينخوا) إن الالتزامات الجديدة التي تعهدت بها الصين في الجلسة الرئيسية التي اختتمت لتوها للحزب الشيوعي الصيني بشأن تعزيز الانفتاح رفيع المستوى وتوسيع التعاون القائم على الفوز المشترك ستوفر فرصا جديدة لعالم يتوق إلى أمل التجديد.
وذكر بيان صدر عقب الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني يوم الخميس أن الصين ستتخذ خلال السنوات الخمس المقبلة خطوات جديدة وجريئة في الإصلاح والانفتاح، وستكمل بشكل أساسي بناء نظام سوق عالي المستوى، وستشكل المؤسسات الجديدة لاقتصاد مفتوح على مستوى أعلى.
وأضاف البيان أن الصين ستستفيد أيضا من مزايا سوقها الضخم لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق نتائج تقوم على الفوز المشترك.
على مدى السنوات الأربعين الماضية، من خلال التمسك بالإصلاح والانفتاح، حققت الصين نموا اقتصاديا مطردا وديناميا. وفي غضون ذلك، أصبحت الصين سريعة النمو داعما موثوقا للتنمية الاقتصادية العالمية. فوفقا للبيانات الرسمية، احتلت الصين المرتبة الأولى من حيث المساهمة في النمو الاقتصادي العالمي منذ عام 2006، وساهمت بنحو 30 في المائة في النمو العالمي سنويا منذ عام 2013.
كما أوفت الدولة بالتزاماتها تجاه منظمة التجارة العالمية، وخفضت متوسط معدل التعريفة الجمركية إلى 7.5 في المائة، متجاوزة جميع البلدان النامية الرئيسية الأخرى واقتربت من مستوى البلدان المتقدمة.
وخلال فترة الخطة الخمسية الـ13، التي تمتد من 2016 إلى 2020، مضت الصين قدما في تحقيق مزيد من الانفتاح، وحفز الإصلاح والتنمية والابتكار في الداخل وفي نفس الوقت تقاسم الفرص مع البلدان الأخرى.
وقد ذكر تقرير صدر مؤخرا عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وهو هيئة تجارية تابعة للأمم المتحدة، أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي تعد مؤشرا لعولمة والثقة الاقتصادية، انخفضت إلى النصف على مستوى العالم في النصف الأول من عام 2020 وسط الجائحة، لكن الصين ظلت ثابتة إلى حد كبير في هذا الصدد مع تسجيل انخفاض بنسبة 4 في المائة فقط.
وهذه الأرقام لا تشهد فقط على التزام الصين بسياستها الأساسية المتمثلة في الانفتاح، وإنما أيضا على الثقة العالمية في الحيوية الاقتصادية للصين.
وفيما ثبت أن الانفتاح على العالم هو مفتاح النمو الاقتصادي للصين على مدى العقود الماضية، لا يمكن تحقيق التنمية عالية الجودة للاقتصاد الصيني في المستقبل إلا من خلال انفتاح أكبر وتعاون أوسع.
ويواجه الاقتصاد العالمي المتعثر الآن طريقا صعبا ولا يمكن التنبؤ به نحو الانتعاش وسط جائحة مستعرة، وتواجه العولمة الاقتصادية رياحا معاكسة قوية وسط تزايد الحمائية التجارية والانعزالية في جميع أنحاء العالم.
وما تعلمته الصين خلال الـ40 عاما الماضية هو أنها لا تستطيع تحقيق حلمها التنموي إلا من خلال احتضان عالم أوسع. لهذا السبب قامت الصين بجولات بعد جولات من الجهود الحثيثة للانفتاح على نطاق أوسع على بقية العالم من خلال الالتزام بإصلاحات أعمق، وتعريفات جمركية أقل، وقوائم سلبية أقصر، ووصول أكثر ملاءمة للأسواق، وقواعد سوق أكثر شفافية، وبيئة أعمال أكثر جاذبية.
وفي هذا الوقت المتخم بالتحديات العصيبة، يتعين على جميع البلدان رفض الإغراء الزائف للتوجهات الإنغلاقية. ويتعين عليها تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، ودعم التعددية، والعمل بشكل مشترك على بناء اقتصاد عالمي مفتوح حتى تتمكن العولمة من خدمة مصالح الجميع بشكل أفضل.
في هذا العصر المتسم باتساع الارتباط العالمي، يرتبط مستقبل جميع البلدان ببعضها البعض. ومع تأكيد الصين مجددا على التزامها بالانفتاح، فإنها مصممة على الانضمام إلى بقية العالم لبناء ذلك المستقبل المشترك ليصبح مستقبلا أفضل للجميع.