مقالة خاصة: نظرة على المنتجات العربية في عيون المستهلكين الصينيين من خلال "تجولهم السحابي" في معرض الصين الدولي للواردات
بكين 11 نوفمبر 2020 (شينخوا) مع حلول عيد التسوق الصيني "11.11" اليوم (الأربعاء)، أخذ المحرر الصيني يوي شانغ، الذي يعمل في دار نشر ببكين، يملأ عربة التسوق خاصته على موقع تسوّق إلكتروني بالمأكولات والمشروبات وغيرها من المستلزمات من العالم العربي.
"اُنظر، هنالك في عربة تسوّقي، يوجد تمور من الإمارات، شوكولاتة من لبنان، وزيت زيتون من تونس، وصابون طين البحر الميت من الأردن. فيوما بعد يوم يزداد استخدام أسرتي للمنتجات العربية في الحياة اليومية"، هكذا قال يوي لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وأشار يوي إلى أنه بدأ يستشعر جمال منتجات العالم العربي منذ أن أهداه صديق له يوما قطعة من صابون طين البحر الميت المصنع في الأردن، مضيفا أنه اشترى أيضا علبة تمور من قطر عندما تضمنت إحدى رحلاته فترة توقف (ترانزيت) في مطار الدوحة الدولي. ومنذ ذلك اليوم، صار طعم هذا النوع من التمور يروق له أكثر فأكثر وقال فيما بعد "لكن للأسف، لم أمكث في الدوحة سوى أقل من يوم ولم أزر أماكن أخرى في العالم العربي الساحر".
ولكن بفضل هذه الدورة من معرض الصين الدولي للواردات، أُتيحت أمام يوي فرصة سانحة لتوسيع آفاقه وتعميق معرفته بالعالم العربي من خلال المنتجات العربية، حيث قال "رغم عدم استطاعتي الذهاب إلى شانغهاي، لكن المعرض جذبني كثيرا وتعرّفت على المنتجات العربية من خلال النافذة الخاصة بمعروضات المعرض على الإنترنت (المعرض السحابي)".
ووصف يوي العالم العربي بأنه متنوع وساحر وجذاب بعدما تعرف عليه عن قرب من خلال الواردات العربية على موقع المعروضات على الإنترنت، قائلا "رؤيتي لمنتجات مختلفة من العالم العربي جعلتني أكثر شغفا إلى القراءة عنه لأجده عالما زاهيا بمختلف الألوان مثل منتجاته المتنوعة".
ولأن مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين هي مسقط رأس يوي، لهذا اعتاد يوي شأنه شأن أهالي مقاطعته على تناول صلصة الفلفل الحار وجميع الأطعمة الحارة. وعبر منصة المعرض، لفتت الصلصة الحارة التونسية (الهريسة) انتباه يوي ونالت إعجابه حيث قال وهو يضع الهريسة في عربة تسوّقه أثناء حديثه مع ((شينخوا)) "سأشتري الهريسة وسأتناولها مع الأرز والمعكرونة لكي أقارن بينها وبين الصلصة الحارة الصينية، فأنا أبحث دائما عن أفضل المقبلات".
وعُرضت في الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للواردات عشرات المنتجات من أكثر من 10 دول عربية من بينها مصر وسوريا والسودان والإمارات والمغرب وتونس وغيرها. كما شاركت فيها عشرات الشركات والبنوك والمؤسسات التجارية من الدول العربية.
أما الطالبة الصينية ليو تشاو لينغ فقد انجذبت لمنتج آخر من العالم العربي. وتحدثت ليو عن المنتج لـ((شينخوا)) قائلة "أنا فتاة، أحب التجميل، طبعا أهتم بمستحضرات التجميل بصورة أكبر". تنحدر ليو من مدينة ينتشوان التي تستضيف بشكل دوري المعرض الصيني-العربي. "مع الأسف الشديد فاتتني فرصة زيارة المعرض الصيني-العربي في إحدى دوراته لأنني كنت أدرس حينها خارج مسقط رأسي، ولكن أُقيمت بعدها فعاليات هذا المعرض بالقرب من منزلي عدة مرات، وعندئذ سنحت لي فرصة لتعزيز معرفتي بالدول العربية".
وأشارت ليو إلى أنها تلقت هدية مميزة من إحدى صديقاتها وكانت الهدية عبارة عن علبة بها قناع طين البحر الميت من الأردن، وبعد استخدامه وجدت ليو أن فعاليته جيدة للغاية وذو قدرة عالية على التنظيف، وقالت "البحر الميت، يا له من بحيرة سحرية! لأن طينه مكنني من تجميل وجهي وسأزوره بعد جائحة كوفيد-19".
وانطلاقا من رغبتها في الاطّلاع على البضائع العربية، فتحت ليو موقع الشبكة الرسمية لمعرض الصين الدولي للواردات ورأت الكثير من المنتجات العربية. وأعربت عن أملها في أن تصبح المنتجات العربية مع حلول التسوق الصيني "11.11" متوافرة بصورة أكبر من ذي قبل على ((تي مول)) و((جينغ دونغ)) وغيرهما من منصات التجارة الإلكترونية الصينية.
وهكذا يمكننا أن نرى أن أنظار المستهلكين الصينيين يوي وليو قد تركزت خلال الدورة الثالثة من المعرض على منتجات أردنية. كما كانت مجموعة منير سختيان الأردنية من بين الشركات الأردنية الكبرى المشاركة في هذا الحدث. وقالت ديما سختيان، المديرة التنفيذية لمجموعة منير سختيان الأردنية، إن معرض الصين الدولي للواردات يكون بمثابة جسر للشركات العالمية للوصول مباشرة إلى السوق الصينية والاستفادة من فرص الأعمال الكبيرة.
وأضافت سختيان في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الصين تلعب دورا مهما في التجارة والاقتصاد العالميين، حيث كنا نحاول الاقتراب ونرى كيف يمكننا التعاون في كل من الاستيراد والتصدير".
وبالطبع تتخذ الصين إجراءات إيجابية بشأن الاستيراد مثل استضافتها لمعرض الصين الدولي للواردات، حيث قال تشن تشون جيانغ مدير إدارة تجارة الخدمات والخدمات التجارية التابعة لوزارة التجارة الصينية خلال مؤتمر صحفي عُقد في الـ6 من الشهر الجاري خلال الدورة الثالثة من المعرض لإصدار تقرير حول واردات الخدمات الصينية، إن وزارة التجارة الصينية ستتخذ إجراءات متعددة لمواصلة تعزيز واردات الخدمات عالية الجودة.
وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من التأثير المؤقت لجائحة كوفيد-19 على الاقتصاد الصيني، إلا أن هدف البلاد طويل الأجل لاستيراد الخدمات لم يتغير. وفي السنوات الخمس القادمة، من المتوقع أن تنمو واردات الصين من الخدمات بشكل أسرع من المتوسط العالمي لتصل إلى 2.5 تريليون دولار أمريكي مشكلة بذلك أكثر من عشرة في المائة من الإجمالي العالمي.
"إن الصين سوق كبير وتعزيز الاستيراد يساعد على ازدهار الاقتصاد الصيني"، هكذا ذكر ما شياو لين، البروفيسور بجامعة تشجيانغ الصينية للدراسات الدولية ومدير معهد دراسات حوض البحر الأبيض المتوسط.
وقال ما لـ((شينخوا)) إن معرض الصين الدولي للواردات إلى جانب المنصات النشطة في عيد التسوق الصيني "11.11" تتيح جميعا للمستهلكين الصينيين فرصة كبيرة لمعرفة المنتجات العربية. فـ"المأكولات العربية مثل التمور والجبن والزيوت والحمص وغيرها قادرة على توفير أصناف مختلفة من الأطعمة ذات مذاقات لذيذة على مائدة الطعام الصينية وتحسين هيكل تغذية الصينيين وزيادة الخيارات أمامهم، حتى أن بعض الصينيين يرون أن تناول الأطعمة العربية يعد رمزا للذوق الرفيع والدرجة العالية في الاستهلاك والمعيشة"، حسبما أشار ما.
كما رأى ما أن توسيع الصادرات العربية يساعد من ناحية أخرى على زيادة القيمة المضافة للمنتجات العربية وتعزيز عملية تنويع اقتصادات الدول العربية، وهو ما يساعد بدوره الدول العربية على التصدي للتحديات بصورة أفضل والارتقاء بمكانتها في سلسلة الصناعة العالمية.
وذكر ما أنه "مع اختتام معرض الصين الدولي للواردات ومجيء عيد التسوق الصيني 11.11 بعده، تحدونا الثقة بأن تتوافر المنتجات العربية أكثر فأكثر على منصات التجارة الإلكترونية بعد هذا المعرض العالمي الهام".