(وسائط متعددة) تقرير إخباري: تشييع جثمان المسؤول الفلسطيني صائب عريقات بمراسم رسمية وشعبية في الضفة الغربية

في الصورة الملتقطة يوم 12 يناير 2016، صائب عريقات يتحدث خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الجزائر. (صورة أرشيفية، شينخوا)
رام الله 11 نوفمبر 2020 (شينخوا) شيع الفلسطينيون في مراسم رسمية وشعبية خيم عليها الحزن اليوم (الأربعاء)، جثمان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في الضفة الغربية.
وانطلقت مراسم التشييع الرسمية من مقر الرئاسة في مدينة رام الله بحضور الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ونواب عرب في الكنيست الإسرائيلي وأفراد عائلة عريقات ضمن إجراءات وقائية مشددة بسبب مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وحمل جثمان عريقات الذي كان ملفوفا بالعلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية، على أكتاف أفراد من حرس الشرف العسكريين، بينما وضع آخران باقة ورود.
ولوح عباس ومسؤولون آخرون مودعين للموكب الجنائزي وسط عزف للموسيقى العسكرية، حيث نقل عبر سيارة إسعاف إلى مدينة أريحا التي عاش فيها الراحل أغلب سنواته لدفنه فيها حسبما أوصى عريقات.

في الصورة الملتقطة يوم 11 نوفمبر 2020، أفراد حرس الشرف الفلسطيني يحملون نعش صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين الراحل، خلال جنازته بمدينة أريحا بالضفة الغربية. توفي عريقات أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 65 عاما متأثرا بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد -19). (شينخوا)
وتوفى عريقات (65 عاما)، أمس في مستشفى هداسا الإسرائيلي بمدينة القدس، متأثرا بمضاعفات إصابته بمرض "كوفيد-19" ومن ثم نقل جثمانه إلى مجمع (فلسطين) الطبي في مدينة رام الله.
وأصيب عريقات في التاسع من أكتوبر الماضي، بمرض (كوفيد-19) ونقل للمستشفى الإسرائيلي في 18 من الشهر نفسه لعلاجه من مضاعفات على حالته الصحية.
وكان عريقات يعاني من مرض رئوي حاد منذ عدة أعوام، وسبق أن أجرى عملية زراعة رئة في الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر 2017.
وأذاع تلفزيون (فلسطين) الرسمي، الذي وضع شريطا أسودا أعلى يسار شاشته حدادا على عريقات وقنوات محلية أخرى، مراسم تشييع الجثمان على الهواء مباشرة.
وقال اشتية إن "هذا يوم مؤلم لنا جميعا ولكن سنة الحياة نقبل بها جميعا"، واصفا عريقات بأنه "أحد الأعلام في تاريخ الشعب الفلسطيني الذين يرسمون الطريق للأجيال القادمة".
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن "عريقات كان دائما حاضرا بقوة في كافة المحافل الدولية وعنوانا كبيرا للقضية الفلسطينية وذاكرة حية للتاريخ الفلسطيني وتعرف عليه العالم أجمع".
وأعربت نعمة زوجة عريقات بصوت باكي ومتقطع، عن شكرها للرئيس عباس والقيادة الفلسطينية على إقامة الجنازة الرسمية التي تليق بزوجها.

في الصورة الملتقطة يوم 11 نوفمبر 2020، نعمة عريقات، زوجة صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين الراحل، تنتحب خلال جنازته بمدينة أريحا بالضفة الغربية. توفي عريقات أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 65 عاما متأثرا بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). (شينخوا)
وقالت نعمة إن "وصية عريقات لكم فلسطين والمصالحة" في إشارة إلى الوحدة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.
وتجمهر عشرات الفلسطينيين والفلسطينيات منذ ساعات الصباح قبالة منزل عريقات في أريحا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، وسط بكاء محبيه وأصدقائه.
ورفع المشاركون في التجمهر، الأعلام الفلسطينية وتوشحوا بالكوفية تزامنا مع الذكرى الـ 16 لوفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وصور عريقات وأبرز شعاراته التي كان يرددها رفضا للمخططات الإسرائيلية والأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وقال نادر وهو أحد العاملين معه منذ 20 عاما لوكالة ((شينخوا))، إن عريقات كان "يستغل عمله على مدار الساعة خدمة للقضية الفلسطينية وحل القضايا العالقة للشعب الفلسطيني".
وأضاف أن "وصية عريقات هي استمرار النضال في كافة المحافل الدولية لنيل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وبعد استكمال المراسيم، نقل نعش عريقات إلى مسجد (أريحا القديم) في المدينة حيث جرت الصلاة عليه بحضور العشرات، ثم سارت الجموع بصحبة الجثمان إلى مقبرة المدينة لدفنه.
وعزفت الفرقة الموسيقية العسكرية لبعض الوقت، في حين أطلق 21 طلقة كتحية عسكرية لعريقات.
وأعلنت محافظة أريحا في السلطة الفلسطينية، عن تقبل التعازي بوفاة عريقات لمدة 3 أيام للنساء والرجال ابتداء من اليوم وحتى الجمعة القادم.
وقدم قادة الدول ورؤساء الحكومات تعازيهم في وفاة عريقات وتدفقت عبارات الثناء والرثاء من شتى أنحاء العالم، فور إعلان النبأ.
وعريقات من مواليد مدينة أريحا عام 1955، وشارك في مفاوضات اتفاق أوسلو للسلام الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في البيت الأبيض بواشنطن في 13 سبتمبر عام 1993.
ويعد من الشخصيات السياسية الفلسطينية المعاصرة ومحاورا للمبعوثين الأجانب، كما أنه نجح في بناء علاقات قوية بين الفلسطينيين والفصائل والقوى.

في الصورة الملتقطة يوم 11 نوفمبر 2020، سيدة فلسطينية حزينة خلال جنازة صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين الراحل، بمدينة أريحا بالضفة الغربية. توفي عريقات أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 65 عاما متأثرا بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد -19). (شينخوا)
وحصل عريقات على الشهادة الجامعية من جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية وجامعة برادفورد البريطانية التي حصل منها على درجة الدكتوراه في دراسات السلام.
وعمل عريقات محاضرا للعلوم السياسية في جامعة النجاح في نابلس كبرى الجامعات الفلسطينية، إلى جانب إلقاء المحاضرات السياسية في الأراضي الفلسطينية وخارجها، كما ألف نحو عشرة كتب، منها كتاب بعنوان "الحياة مفاوضات" تحدث فيه عن تجربته بالمفاوضات مع الطاقم الإسرائيلي.
وسبق أن انتقد عريقات التطبيع الأخير المعلن بين إسرائيل ودول عربية، واعتبره "يقتل" حل الدولتين و"يقضي على" أي إمكان لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويبدو أن غياب عريقات سيترك فراغا كبيرا في المنظومة السياسية الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات التي كان يقودها مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ويوصف بأنه أرشيف هذه المفاوضات.
وبحسب موقع الرسمي لمنظمة التحرير، تقلد عريقات منصب وزير الحكم المحلي في أول حكومة شكلتها السلطة الفلسطينية بقيادة عرفات، كما كان نائباً لرئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد عام 1991 وما تلاه من مباحثات في واشنطن خلال عامي 1992 و1993، ثم عين رئيسا للوفد الفلسطيني المفاوض عام 1994.
وفي 1995 حاز على لقب كبير المفاوضين الفلسطينيين، وانتخب عضوا للمجلس التشريعي الفلسطيني ممثلاً عن أريحا عام 1996 وكان مقربا من عرفات إبان اجتماعات كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في طابا عام 2001.
وفي عام 2003 عين وزيرا لشؤون المفاوضات ضمن حكومة الرئيس الحالي محمود عباس، كما عين وزير دولة لشؤون المفاوضات ضمن حكومة أحمد قريع في نفس العام وحتى عام 2005، كلف خلالها بمتابعة شؤون وزارة الإعلام وفي عام 2009 اختير عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.■