وزير الخارجية الصيني: قمة الرياض تتيح الفرصة لتحديد اتجاه النهوض بالحوكمة العالمية في فترة ما بعد "كوفيد-19"
بكين 20 نوفمبر 2020 (شينخوا) قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي إن قمة الرياض ستتيح فرصة مهمة لتحديد الاتجاه من أجل النهوض بالحوكمة العالمية في فترة ما بعد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
جاءت تصريحات وانغ يوم الخميس في مقابلة مكتوبة مع صحيفة ((الشرق الأوسط)) السعودية.
وأشاد وانغ بالقيادة القديرة للمملكة العربية السعودية خلال العام الماضي، وقال إن مجموعة العشرين استجابت للمرض من خلال الاتحاد وحققت نتائج عملية في العديد من المجالات، بدءًا من تنسيق السياسات الخاصة باللقاحات والاقتصاد الكلي ومعالجة ديون الدول النامية، إلى تعزيز التجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي وتدفق الأفراد.
وقال "لا يزال العالم يتعرض للدمار جراء المرض، وتواجه العديد من الدول موجة ثانية منه، ما يزيد من صعوبة مكافحته وحماية سبل عيش الشعوب واستقرار الاقتصاد"، مضيفًا أن قمة الرياض تستقطب اهتماما كبيرا من جانب المجتمع الدولي الذي يتوقع أن تصدر القمة إشارات إيجابية ومبادرات تعاون عملية.
وأضاف أنه بينما تنظر كل الأطراف بعين الاعتبار إلى نقاط الضعف والقصور في الحوكمة العالمية التي كشف عنها المرض، فمن المأمول أيضًا أن تضع القمة خطة لإصلاح الحوكمة العالمية في حقبة ما بعد المرض.
وقال وانغ إن "قمة الرياض، من وجهة نظرنا، لن تستعرض فقط تعاون مجموعة العشرين خلال العام الماضي وتضع الخطط المستقبلية، بل والأهم من ذلك أنها تتيح فرصة مهمة لتحديد الاتجاه من أجل النهوض بالحوكمة العالمية في فترة ما بعد (كوفيد-19)".
وأوضح وانغ أن الصين تأمل في أن تعزز القمة التعاون في دعم التعددية والنهوض بالحوكمة العالمية، وإعطاء الأولوية للحياة وبناء مجتمع صحة عالمي للجميع، وتدعيم تنسيق سياسة الاقتصاد الكلي، وتعزيز التعافي الاقتصادي العالمي، ووضع التنمية في مقدمة وقلب التعاون الدولي.
كما قال إنه مع السيطرة الفعلية على المرض، تعمل الصين بفعالية من أجل تعزيز نموذج تنموي جديد، وستشرع قريبًا في تنفيذ خطتها الخمسية الـ14، مضيفًا أن الصين ستعمل مع أعضاء مجموعة العشرين الآخرين لدعم قيادة المملكة العربية السعودية في ظل توليها رئاسة مجموعة العشرين، وضمان نجاح قمة الرياض، وتعزيز الثقة الدولية في التغلب على الصعوبات، والتكاتف في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وفي إشارته إلى أن شركات تطوير اللقاحات في الصين تبذل قصارى جهدها وتعمل على مدار الساعة لتطوير اللقاحات وفقًا للقوانين العلمية والمتطلبات التنظيمية وقد أحرزت تقدمًا مشجعًا، قال وانغ إن 11 من لقاحاتها دخلت مرحلة التجارب السريرية، من بينها أربعة حصلت على الضوء الأخضر للانتقال إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في الخارج.
وأضاف وانغ أن الإحصاءات أظهرت حتى الآن أن هذه اللقاحات آمنة وذات قدرة مناعية، مضيفًا أن وتيرة التقدم هذه من بين الأسرع في العالم.
واستطرد وانغ قائلًا، "لطالما التزمت الصين بالتعاون الدولي بشأن تطوير اللقاحات وانضمت إلى عدد من المبادرات متعددة الأطراف مثل مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (مسرّع الإتاحة) وآلية (كوفاكس). سنواصل الانخراط في المناقشات الفعالة مع كل الأطراف بشأن التعاون الدولي حول تطوير اللقاحات".
وفي إشارته إلى أن العالم يمر بتغيرات غير مسبوقة في الوقت الراهن، وأن مرض (كوفيد-19) يعمل على تسريع هذه العملية، قال وانغ، "لن نتمكن من العودة إلى الماضي بعد انتهاء المرض. يجدر بنا النظر إلى ما وراء الأفق وإعداد مستقبل جديد".
وتابع وانغ، "سندعم دائما السلام العالمي، وسنسهم في التنمية العالمية، وسنحافظ على النظام الدولي. كما سنبذل مزيدًا من الجهود بالتعاون الوثيق مع المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي بأسره من أجل دعم التعددية ودعم دور الأمم المتحدة والحفاظ على السلام والأمن الدوليين وتعزيز التنمية المشتركة والنهوض بالحوكمة العالمية".