تعليق: الجهود المتضافرة على المستوى العالمي هي حاجة ماسة للتنمية الشاملة
الرياض 23 نوفمبر 2020 (شينخوا) تأتي القمة الـ15 لمجموعة الـ20، التي عُقدت افتراضيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، في وقت تتسبب فيه جائحة كوفيد-19 بشلّ الأنظمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
لقد أظهر هذا العام الاستثنائي أن الإجراءات المتضافرة العابرة للحدود، هي وحدها القادرة على التصدي للتحديات العالمية.
لقد واجه كل عضو في مجموعة العشرين تحدياته الفريدة مع الفيروس. مع ذلك، يحتاج قادة الاقتصادات الـ20 الرئيسية، إلى معالجة الوباء برؤية بناء مستقبل شامل ومستدام ومرن للجميع- يمتد خارج المجموعة.
هذا الوباء العالمي يدفع أفقر الناس وأكثرهم ضعفا في العالم، نحو المزيد من انعدام الأمن. ومجموعة الـ20 تتحمل مسؤولية دعم الدول النامية والمهمّشين، ومساعدتهم على التغلب على التحديات الآنية التي يفرضها الوباء.
إن المسؤولية تتماشى مع وزن هذه المجموعة. فباعتبارها واحدة من أبرز المنصات الاقتصادية في العالم، تضم مجموعة الـ20 أكبر الاقتصادات، وتصل إلى حوالي 85 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي. وما تقرره المجموعة له تأثيرات عالمية.
لقد أكد قادة مجموعة الـ20، ومعهم منظمات عالمية، خلال القمة، على الحاجة إلى استجابة منسقة متواصلة ضد الوباء، وخاصة لدعم الفئات الأضعف، مع تعزيز الإنفاق للاستعداد لمواجهة الوباء، لإنشاء أدوات ولقاحات. هناك شعور بالحاجة إلى التنمية الشاملة.
قضية اللقاحات إحدى أولويات هذه القمة الدولية.
وأكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في كلمته الافتتاحية في قمة السبت، على أنه بالرغم من تفاؤل الناس بالتقدم المتحقق في تطوير اللقاحات والعلاجات وأدوات التشخيص لكوفيد-19، "يجب علينا العمل على تهيئة الظروف لوصول منصف وبأسعار معقولة لهذه الأدوات، لجميع الشعوب".
وقضية الديون التي هي مورد تستخدمه العديد من الدول لتجاوز الأزمة، هي موضوع مُلحٌ آخر.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كلمته للقمة، على أهمية تحقيق تنمية أكثر شمولا، وشدّد على أن الصين تدعم تمديد مبادرة تعليق تسديد الديون، وستعزز الإجراءات لتعليق الديون وتقديم الإعفاء للدول التي تواجه صعوبات حقيقية.
كان قادة مجموعة الـ20 قد اتفقوا خلال قمة القادة الاستثنائية الافتراضية حول كوفيد-19، في مارس الماضي، على "بذل أقصى جهد" للقضاء على الوباء، والعمل جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي لحماية الأرواح.
نتيجة لذلك، تم ضخّ مليارات وتريليونات الدولارات الأمريكية، لدعم الأنظمة الصحية والبحث عن لقاح، وتم إعفاء مليارات الدولارات من الديون من خلال مبادرة تعليق تسديد الديون.
لقد اختُتمت قمة الرياض يوم الأحد، لكن دور مجموعة الـ20 في مكافحة الوباء لم ينته بعد. وكلما تعزز العمل المتضافر للمجموعة على المستوى العالمي، كلما أسهم ذلك بالقضاء على الوباء بوقت أبكر.
في بيان صدر مؤخرا، حددت مجموعة الـ20 سقف تطلعات عاليا لقمة الرياض، على أمل أن "تضع الأسس لانتعاش أكثر شمولا ومرونة واستدامة من أزمة كوفيد-19، مما يؤدي إلى عالم أقوى وأفضل، حيث يمكننا تحقيق فرص القرن الـ21 للجميع من خلال تمكين الناس وحماية الكوكب وتشكيل حدود جديدة".
لقد حان الوقت لمجموعة ال20 لإعطاء الأولوية لمستقبل البشرية المشترك وتحويل الالتزام إلى أفعال.