مقالة خاصة: من دبي إلى القاهرة... الدول العربية تفتح ذراعيها لاستقبال مجتمع رقمي في عدة مجالات تشمل المعلومات
بكين 30 نوفمبر 2020 (شينخوا) "87 في المائة من المصريين يقضون وقتًا عبر الإنترنت بسبب كورونا"، هكذا قال هشام الناظر المدير الإقليمي لـ"جوجل مصر"، خلال كلمته بمؤتمر مستقبل الإعلام 2020 الذي عقد في مصر في 21 نوفمبر، مضيفا أنه خلال الجائحة ظهرت قيمة أدوات الإنترنت باعتبارها مصدرا رئيسيا للمعلومات.
وخلال المؤتمر الذي شارك فيه عدد من الوزراء المصريين والعرب والخبراء من تسع دول عربية وأجنبية، ناقشت نخبة من خبراء الإعلام أهم تأثيرات التطور التكنولوجي على صناعة الإعلام وكيفية وضع تصور للإعلام محلياً ودولياً في ظل التحولات الذكية في صناعة الإعلام.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري في كلمته المُسجلة خلال المؤتمر "لا شك أن التطور المذهل في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد انعكس على مجال الإعلام بشكل واضح وملموس، وأدى لظهور إعلام جديد له مواصفاته الخاصة، وهي بالقطع مواصفات مختلفة عما نشأنا وتعودنا عليه خلال سنوات وعقود مضت".
وذكر أن الإعلام هو صناعة التأثير، وأن ظهور وسائل التواصل الإعلامي الجديدة أدى بطبيعة الحال إلى زيادة هذا التأثير، مضيفا أن مسألة مستقبل الإعلام يمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الحكومات والسياسيين الإعلاميين أنفسهم أيضا.
وفي هذا الصدد، بذلت الدول العربية جهودا كبيرة وحققت أوجه تقدم ملحوظة. فقد خرج المسؤولون والخبراء والأكاديميون في دبي في بداية العام الجاري، خلال أعمال الاجتماع الخامس عشر للجنة العربية للإعلام الإلكتروني، بتوصيات تعزز دور الإعلام الرقمي العربي.
وناقشت الاجتماعات آليات تنفيذ القرارات الصادرة عن الدورة العادية (50) لمجلس وزراء الإعلام العرب التي جرت خلال شهر يوليو 2019، بشأن "اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني".
وهذا إضافة إلى عدد من البنود المتعلقة بقضايا الإعلام الإلكتروني في المنطقة العربية، من بينها مشروع "مدوَّنة سلوك للإعلام الإلكتروني"، أعدتها لجنة من الخبراء والأكاديميين والجمعيات الأهلية الإعلامية بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك في سياق التشاور للتصدي لما ينتج عن الإعلام الرقمي من قضايا تؤثر سلباً في الأمن المجتمعي العربي.
وأشار تقرير نشرته صحيفة ((البيان)) الإخبارية الإماراتية إلى أن الاجتماعات تضمنت متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن الحلقة النقاشية البحثية حول مخاطر الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف والإرهاب وتأثيرها في المجتمع العربي، والتوصيات المعنية بدراسة المشروعين المقدمين من الهيئة العربية للبث الفضائي المشترك حول إثراء المحتوى الإلكتروني العربي على شبكة الإنترنت ومنصة البث الرقمي ضمن مركز البيانات الإلكترونية العربية.
كما شملت التوصيات التعجيل بمشروع إنشاء المنصة العربية للبث الرقمي والتي تضمن مختلف البلدان العربية من خلالها توزيع المحتويات والمضامين الإعلامية الرقمية دون المرور بوسطاء من أوروبا أو غيرها من البلدان الغربية.
وتم الموافقة على مقترح العراق بشأن تحديث النظام الداخلي للجنة العربية للإعلام الإلكتروني وبالشكل الذي يضمن لها مواكبة التطور الهائل الذي شهده مجال الإعلام، فضلا عن الترحيب بمقترح الجزائر بشأن إنتاج إشعارات إعلامية توعوية للتنبيه إلى خطورة بعض الألعاب الإلكترونية، حسبما ذكرت صحيفة ((البيان)) في التقرير.
وعلى صعيد آخر، بذلت العديد من الدول العربية جهودا كبيرة في مجال التغير الرقمي، فعلى سبيل المثال كشف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري عمرو طلعت في فبراير عن الخطوات التي اتخذتها وزارته لتحقيق إستراتيجية "مصر الرقمية" التي تسعى إلى تحقيق التحول الرقمي.
ووفقا للخطة، ستتحول مدينة بورسعيد إلى مدينة ذكية في مجالي التحول الرقمي وتنمية القدرات البشرية. وستغطي الخدمات العامة الرقمية العديد من المجالات بما في ذلك التوثيق وتجديد رخص القيادة والمرافق والكهرباء والبلديات وموظفي الزراعة والزواج، وهو أمر يرى الكثيرون أنه سيقدم عونا كبيرا لبناء مجتمع رقمي في المنطقة.
ومن الإعلام والمعلومات والاتصالات وصولا إلى جميع المجالات الأخرى المتعلقة بحياة الناس، هناك تقدم بخطى حثيثة نحو "مستقبل رقمي". فقد كشف تقرير نشرته شبكة ((سي آي أو)) الأمريكية في يناير العام الجاري أن الاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتزايد بشكل عام، حيث توقعت شركة ((جارتنر)) الأمريكية الخاصة بالأعمال الاستشارية في مجال تكنولوجيا المعلومات أن يرتفع الإنفاق في المنطقة بنسبة 1.8 في المائة ليصل إلى 160 مليار دولار أمريكي في عام 2019.
وأوضح مدبولي أن خطة الدولة المصرية حتى عام 2030 اشتملت على الكثير من السياسات لتتواكب مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، حيث تم تطبيق سياسات الشمول المالي، والتي تستهدف التحول للاقتصاد الرقمي، كما تم السعي لرقمنة الخدمات الحكومية المختلفة، والعمل على إنشاء بنية تحتية رقمية لكافة الجهات والوزارات المختلفة سعياً للاعتماد مستقبلاً على قواعد البيانات وآليات الذكاء الاصطناعي.
كما قالت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد نجد، في الدورة الرابعة لندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام التي عُقدت مؤخرا، إن العالم الرقمي لم يعد خيارا بل أصبح ضرورة وحاجة إلزامية.