تحقيق إخباري: فتيات اليمن يطمحن لتعليم أعلى ومستقبل أفضل

2020-12-02 19:39:17|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

بقلم محمد العزكي

صنعاء 2 ديسمبر 2020 (شينخوا) لا يتوفر الكثير من المختبرات والمعامل التعليمية أو الكتب المدرسية الجديدة أو المدرسين في الكثير من المدارس شمال اليمن الذي مزقته الحرب، لكن يتوفر أمل كبير في عيون هؤلاء الفتيات الصغيرات اللاتي نفضن غبار الحرب من على أقدامهن، ورجعن إلى المدرسة تطلعا نحو تعليما أعلى ومستقبلٍ أفضل.

في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، نظمت المدرسة اليمنية الحديثة رحلة مدرسية إلى وسط المدينة شاركت فيها عشرات الفتيات لزيارة مركز عام تعليمي لإنتاج معدات المعامل التعليمية المدرسية وكذلك لمشاهدة التجارب العلمية وتعد هذه أول رحلة مثيرة لهن منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل حوالي ست سنوات.

وقالت ملاك جاد (16 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "خلال زيارتنا اليوم تعلمنا أشياء كثيرة، بما في ذلك صناعة الأنابيب الزجاجية التي تستخدم في المعامل المدرسية، ومكوناتها وطرق صناعتها وتشكيلها في المعمل".

وأضافت " لقد تعلمنا أيضًا كيفية صنع الهياكل العظمية وأشياء أخرى كثيرة، بالإضافة إلى طرق طباعة الخرائط الكبيرة والرسوم التوضيحية التعليمية".

واستأنف المركز، المكون من مبنى كبير في قلب المدينة والذي تديره السلطات التعليمية المحلية، نشاطه مؤخرًا لدعم العملية التعليمية من خلال انتاج معدات المعامل المدرسية وتوزيعها بالمجان على المدارس العامة في صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية الأخرى.

وقال حمود الهمداني، وهو أحد الفنيين في المركز، لوكالة أنباء ((شينخوا)): "نصنع هنا كل أنواع الأنابيب الزجاجية لتلبية حاجة المعامل في المدارس الابتدائية والثانوية، وكذلك نصنع الدوائر الكهربائية والمكثفات والعديد من المعدات التعليمية الأخرى".

وأضاف: "لكننا نواجه العديد من الصعوبات، من بينها نقص التمويل ونقص في الكادر الفني".

وقال رئيس المركز، عبد الله الحمران، لوكالة أنباء ((شينخوا)): "إن نظام التعليم في اليمن تضرر بشدة بسبب الحرب... لكننا سنواصل العمل لإنجاح العملية التعليمية".

وأضاف قائلا: "لقد انتجنا الكثير من معدات المعامل هذا العام، وقمنا بتوزيعها على العديد من المدارس العامة في صنعاء ومدن أخرى".

وقالت أمل مطهر، معلمة في مدرسة عامة أخرى في صنعاء، أنها لاحظت عودة الكثير من الطلاب هذا العام إلى المدارس.

وأضافت لوكالة أنباء ((شينخوا)) "يريد التلاميذ التعلم ... ولكن للأسف ليس لدى المدارس العامة القدرة على توفير الكتب المدرسية الجديدة... فقط بعض الطلاب يحصلون على كتب مدرسية مستعملة قديمة ممزقة وتالفه... ويدرس الطلاب لمدة حصتين وأحيانا ثلاث حصص فقط، وذلك بسبب النقص في عدد المعلمين الذين اضطرتهم ظروف انقطاع المرتبات لسنوات وغلاء المعيشة إلى البحث عن أعمال أخرى لإعالة عائلاتهم".

وتمنى يحيى علي، من سكان صنعاء وأب لطالب يبلغ من العمر 8 سنوات، أن تنتهي الحرب والمتاعب ويحل السلام المنتظر.

وقال يحيي علي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "متى سيحل السلام؟ لقد سئمنا كثيرا من هذه الحرب الطويلة المدمرة ... نريد العودة إلى حياتنا الطبيعية ووظائفنا ونريد المستقبل الآمن لأطفالنا".

وقالت الأمم المتحدة إن الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات في اليمن دمرت أكثر من 2500 مدرسة وأجبرت أكثر من مليوني طفل على ترك المدارس، ولم يتقاض الكثير من المعلمين رواتبهم لأكثر من أربع سنوات.

وتسبب الصراع في اليمن في مقتل عشرات الآلاف من الناس وتشريد نحو أربعة ملايين شخص ودفع أكثر من 20 مليونًا أخرين إلى حافة المجاعة.

واندلعت الحرب في أواخر عام 2014 عندما سيطرت جماعة الحوثي المدعومة من إيران على بعض المحافظات الشمالية وأجبرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليًا على الخروج من صنعاء.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في اليمن يواجهون مخاطر متزايدة من جميع أشكال الاستغلال، بما في ذلك إجبارهم على الانضمام إلى القتال وعمالة الأطفال والزواج المبكر.

   1 2 3 >  

الصور

010020070790000000000000011100001395586111