مقالة خاصة: ازدهار السياحة الصحراوية بالرغم من آثار جائحة كوفيد-19 في ليبيا

2020-12-04 18:21:47|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

الشويرف، ليبيا 4 ديسمبر 2020 (شينخوا) يتفقد جمعة الغناي سيارات الدفع الرباعي ويتأكد من إحصاء كل سيارة، في مدينة الشويرف التي تحيط بها الرمال من كل حدب وصوب، من هذه النقطة يمكن الدخول إلى الصحراء الليبية من مسارات مختلفة، في منظر يبهر الأعين ويعجز اللسان عن وصف المكان الساحر بصفاء الطبيعة والشمس الساطعة في عمق السماء.

نجح الغناي، الخبير السياحي الليبي ذائع الصيت، في تنظيم حدث ضخم للسياحة الصحراوية، حيث ستنطلق نحو 300 آلية دفع رباعي من مدينة الشويرف (400 كلم) جنوب غرب العاصمة طرابلس، إلى قلب الصحراء الليبية في رحلة تستمر من اليوم (الجمعة) ولأسبوعين، رحلة مليئة بالتشويق والمغامرة، تصل إلى الحدود المشتركة مع دولتي الجزائر والنيجر.

وقال الغناي، في حديثه لوكالة أنباء (شينخوا) من نقطة تجمع الرئيسية تمهيدا لدخول الصحراء، "هذا النوع من السياحة الصحراوية هو نوع يشهد إقبالاً خلال الفترة الحالية، ومع تداعيات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وإغلاق الحدود وصعوبات السفر، تحول شغف الشباب الليبيين إلى استكشاف بلادهم".

وأضاف "هذه الرحلة يتجمع فيها نحو 300 سيارة دفع رباعي، ومن مختلف مدن ليبيا، في صورة تعبر عن الوئام والانسجام بين أبناء البلد الواحد، الذي تجمعه الروابط الاجتماعية والقبلية القوية".

وأشار الخبير السياحي، إلى أن هذه النوع من السياحة الصحراوية، لم يكن شائعا وكان على نطاق ضيق، لكن بات أخيرا يحظى بشعبية وإقبال كبيرين من قبل الليبيين.

وعن ازدهار هذا النوع من السياحة أخيراً، قال الغناي "رحلة تصل إلى نحو أسبوعين تتجاوز مسافة ذهابا وإيابا 2000 كلم، لا تكلف شيئا تقريبا، مقارنة بالرغبة إلى السفر إلى دول أخرى لقضاء موسم السياحة فيها، التي تكلف مئات وآلاف الدولارات".

وتمتاز الصحراء الليبية بمناظر طبيعية خلابة، وتعد سلسلة جبال (أكاكوس) الصخرية في قلب الصحراء أحد أبرز معالمها التاريخية منذ آلاف السنين، حيث صنفت العام 1985 من المواقع الخمسة في ليبيا المصنفة من ضمن التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو.

أما علي المرحاني، أحد المشاركين في الرحلة السياحية الصحراوية، فيرى أنها تأتي في وقت يحتاجه الشباب الليبي، خاصة في ظل ظروف الحرب والانقسام والوباء.

وقال المرحاني في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا) وهو يقوم بتجهيز معدات الرحلة في سيارته "منذ شهور طويلة والوباء ضيق علينا، ولم يمنحنا فرصة للاستجمام والسفر، واليوم باتت الفرصة أمامنا وسانحة، لقضاء أيام رائعة في صحراء ليبيا، التي تعد من أجمل الوجهات في السياحة الصحراوية على مستوى العالم".

وتابع "اتخذنا كافة التدابير، حيث فرض علينا قبل المشاركة إجراء فحص خلو من الإصابة بمرض فيروس كورونا، كما تم مراعاة من طرف المنظمين، تقسيم المشاركين إلى مجموعات فردية منفصلة بأعداد أفراد محددين، وكلها إجراءات لضمان السفر في ظروف صحية جيدة وعدم التسبب في الإصابة بالوباء".

وختم قائلا "في هذه الرحلة ندفع مبالغ قليلة، ونضمن أجواء استثنائية لاستكشاف الصحراء ورمالها الجميلة، وتشجيع الاخرين على المشاركة في مثل هذه الأنشطة السياحية الداخلية".

وتخطى إجمالي إصابات مرض فيروس كورونا الجديد في ليبيا حاجز الـ 84 ألفاً، فيما وصل عدد المتعافين إلى 55 ألفاً والوفيات جراء الإصابة 1212.

وبسبب الأوضاع الأمنية وغياب المرافق السياحية المتقدمة، تواجه السياحة في ليبيا صعوبات كبيرة في تطورها، بالرغم من مناخها المتوسطي المعتدل طوال العام، إلى جانب تمتعها بصحراء كبرى تمتاز بانتشار الأودية والآبار وسلسلة الجبال التاريخية.

وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين الحكومة في طرابلس المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.

   1 2 3 4 5 6 7 >  

الصور

010020070790000000000000011100001395637161