تقرير سنوي: اليمنيون يطوون عاما هو الأصعب مع اتساع دائرة العنف وتفشي كورونا

2020-12-16 17:13:21|arabic.news.cn
Video PlayerClose

عدن، اليمن 16 ديسمبر 2020 (شينخوا) يطوي اليمنيون عاما ربما هو الأصعب خلال سنوات الحرب المدمرة وذلك إثر اتساع دائرة العنف وتفشي مرض كورونا (كوفيد-19) على نطاق واسع في البلاد.

وتعيش اليمن في دوامة صراع مسلح منذ ست سنوات، لكن هذا العام توسعت دائرة الحرب جنوبا وشمالا وفي مناطق ذات كثافة سكانية واتسعت معها معاناة ملايين اليمنيين.

الصراع جنوبا بين الحكومة والانفصاليين

شهدت محافظة أبين جنوبي اليمن خلال الأشهر الماضية معارك خلفت عشرات القتلى والجرحى كانت هي الأعنف بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال.

لكن هذا الصراع يبدو بأنه سيطوى مع نهاية هذا العام، في ظل المؤشرات على الأرض، حيث بدأت منذ أيام عملية فصل القوات المتحاربة برعاية من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

وتمهد هذه الخطوة لتشكيل حكومة مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية وفقا لاتفاق رعته السعودية في الخامس من نوفمبر من العام الماضي بين الحكومة والانتقالي الجنوبي.

تمدد القتال في المناطق المأهولة شمالا

منذ مطلع العام الجاري كثف الحوثيون من عملياتهم العسكرية في مناطق ذات كثافة سكانية، وتوغلوا في مناطق واسعة كانت تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وسيطر الحوثيون على مديرية "نهم" شرق صنعاء، والتي تضم معسكرات مهمة ومناطق استراتيجية وسهلت على الحوثيين التوغل في مناطق أكثر أهمية في محافظات أخرى.

كما سيطر الحوثيون خلال الأشهر الماضية على مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، ومناطق أخرى مهمة في المحافظة.

وتوغل الحوثيون في مديريات عدة شمال وغرب وجنوب محافظة مأرب التي تتخذها القوات الحكومية مقرا لها، ولا تزال العمليات العسكرية تدور على أشدها في هذه المحافظة التي تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد.

موجة نزوح داخلي

تسببت معارك الحوثيين في موجات نزوح كبيرة للسكان من مديرية "نهم" بصنعاء ومحافظة الجوف وأطراف مأرب.

واستوطن هؤلاء النازحون الجدد في مخيمات نزوح في مناطق الحكومة في مأرب، ويواجهون ظروفا قاسية للغاية.

وتشير التقديرات، إلى أن مليوني نازح يعيشون في مأرب منذ بداية الحرب أواخر 2014، فيما أكدت المنظمة الدولية للهجرة في نوفمبر الماضي أنها رصدت نزوح أكثر من 158200 شخص في اليمن منذ مطلع العام الجاري، وصلوا معظمهم في مواقع ذات خدمات محدودة للغاية في محافظة مأرب.

وبحسب بيان للمنظمة، اليوم أمس الأول (الإثنين) فإن مواقع النزوح في مأرب مزدحمة ومنذ بداية العام تمت عملية توسيع 4 مواقع نزوح وكذلك إنشاء 11 موقعاً جديداً لاستضافة المزيد من النازحين.

كورونا على أنقاض الحرب

على انقاض الحرب التي تشهدها اليمن، اجتاح مرض كورونا (كوفيد-19) هذا البلد الفقير، وأدخل السكان في دوامة كبيرة.

وكان من الواضح من بداية تفشي المرض في أبريل الماضي، أن النتائج ستكون كارثية، حيث لم تكن هناك استعدادات لكبح حالة التفشي إثر تهاوي المنظومة الصحية في البلاد.

ودمرت الحرب القائمة منذ ست سنوات المستشفيات وقوضت الرعاية الطبية، فيما المستشفيات التي صمدت ظلت تواجه نقصا في الأطباء والمستلزمات الطبية، فيما "نحو 50 ألف عامل رعاية صحية في اليمن لم يتلقوا رواتبهم منذ أغسطس 2016"، بحسب تقديرات لمنظمات دولية.

وقضى مئات اليمنيين نحبهم إثر المرض في منازلهم.

ويرفض الحوثيون الذين يسيطرون على معظم محافظات الشمال اليمني من الإفصاح عن أرقام الوفيات والإصابات بالمرض.

لكن لجنة مكافحة كورونا الحكومية والعاملة في مناطق سيطرة الحكومة قالت إنها سجلت (2083) حالة إصابة منها (606) وفيات و(1383) حالة تعاف، حتى يوم مساء يوم (الأحد) الماضي.

ملفات شائكة

يقول الباحث السياسي اليمني عبد السلام محمد، إن العام 2020 كان هو الأصعب على اليمنيين، حيث برزت جائحة كورونا كأحد الملفات الشائكة والتي كان لها تداعيات عميقة على اليمنيين.

وأضاف محمد، وهو رئيس مركز "ابعاد" للدراسات والبحوث، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن اليمن واجهت خلال العام 2020 عدد من الملفات الشائكة، منها " اتساع رقعة الحرب وتمدد سيطرة حركة الحوثي باتجاه أخر مناطق سيطرة الحكومة في محافظة مأرب".

وتابع "كان لهذا التمدد انعكاسات سياسية وإنسانية خاصة على تجمع النازحين في مأرب".

على الجانب السياسي، فإن الحكومة (المعترف بها) شهدت انقساما داخليا ، إضافة إلى ما لحق بالحكومة من ضرر جراء تراجع حلفائها، نتيجة فرضهم تفاهمات مع الانفصاليين (الانتقالي الجنوبي) وهو الأمر الذي أسهم في المحصلة النهائية إلى إضعاف جبهة مواجهة الحوثيين الموالين لإيران، حسب محمد.

ولفت قائلا : "بدورها إيران حققت اختراقا كبيرا تمثل في تعيين سفيرا لها لدى الحوثيين بصنعاء، مع قبولها بسفير حوثي في طهران".

انهيار العملة المحلية

شهدت العملة المحلية (الريال) انهيارا غير مسبوق في تاريخ البلاد، حيث تجاوز الدولار الأمريكي الواحد حاجز الـ (950 ريالا) والقى هذا التراجع القياسي بظلاله على الأسعار وعلى الحياة عموما.

يقول رئيس مركز "ابعاد" إن إنهيار العملة المحلية جاء في ظل عجز واضح للحكومة، حيث لم نشهد قيامها بأي معالجات اقتصادية ، بل أن هذا الانهيار يأتي في حين أن المرتبات متوقفة على كافة العاملين في القطاع العام والعسكري.

وأضاف، شهد العام 2020 حالة من التوقف التام لتصدير النفط إلى الخارج، وهو ما أنعكس سلبا على الوضع العام وعلى تهاوي سعر صرف العملة المحلية.

وأشار الباحث السياسي اليمني محمد إلى أن الضائقة المالية لليمنيين انعكست وساهمت في تفشي سوء التغذية واتساع رقعة المجاعة، وازدياد دائرة الفقر.

بلد على حافة الانهيار الكامل

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن اليمن يعاني من "أسوء أزمة إنسانية في العالم" وأن ثمانين بالمائة من السكان في هذا البلد بحاجة إلى المساعدات العاجلة والحماية في ظل استمرار الحرب وتفاقمات كورونا.

وحذرت منظمات إنسانية الأسبوع الماضي من أن اليمن يتأرجح على حافة الانهيار الكامل، وذلك خلال فعالية افتراضية نظمتها المملكة المتحدة والسويد، عن "درء المجاعة في اليمن".

وقال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إنه يتم "تجويع" اليمنيين، بسبب حرب تدفع بالبلاد نحو المجاعة، إلى جانب اقتصاد ينهار وتمويل أقل بكثير من المطلوب، حسبما ذكر موقع الأمم المتحدة.

واعتبرت المديرة التنفيذية لـ(اليونيسف)، هنرييتا فور، "أن اليمن قد يكون أخطر مكان على وجه الأرض يكبر فيه الأطفال، إذ يموت طفل كل عشر دقائق بسبب مرض يمكن الوقاية منه، و هناك حاليا نحو مليوني طفل خارج المدرسة، والآلاف قُتلوا أو شوّهوا أو تم تجنيدهم منذ عام".

وتشهد اليمن نزاعا دمويا بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر من العام 2014.

الصور

010020070790000000000000011100001395943801