لبنان يتطلع إلى "وقفة عربية واحدة" حيال أزماته والجامعة العربية تعرض المساعدة
بيروت 17 ديسمبر 2020 (شينخوا) أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم (الخميس) عن تطلع بلاده إلى "وقفة عربية واحدة" حيال أزماته، وذلك خلال لقاء مع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي.
وذكر بيان صدر عن مكتب إعلام الرئاسة اللبنانية أن عون، أبلغ زكي خلال اللقاء أن "لبنان يتطلع إلى وقفة عربية واحدة حيال الصعوبات التي يعاني منها اقتصاديا واجتماعيا".
وأشار الرئيس اللبناني في هذا الصدد إلى تدفق النازحين السوريين إلى لبنان،الذين بات عددهم يفوق المليون ونصف المليون نسمة، بالإضافة إلى "الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة، لاسيما منها الخسائر الاقتصادية، التي تكبدها لبنان نتيجة ذلك منذ العام 2011 حتى العام الماضي، وفاقت 54 مليار دولار وفقا لتقارير صندوق النقد الدولي".
وشدد عون على "مسؤولية الدول العربية في مساعدة لبنان على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لأنه تحمل الكثير في سبيل القضايا العربية، وفي مقدمها قضية فلسطين".
وأكد أن "الحكومة المقبلة سوف تعنى بإجراء الإصلاحات الضرورية بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي والمؤسسات والإدارات العامة كافة في خطوة أساسية لمكافحة الفساد".
ورأى عون أن تشكيل الحكومة الجديدة يواجه صعوبات يمكن تذليلها "إذا ما اعتمدت معايير واحدة في التشكيل".
وكلف الرئيس اللبناني في 22 أكتوبر الماضي رئيس تيار المستقبل رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، بتشكيل حكومة جديدة إلا أنه لم يتمكن حتى الآن من تشكيلها في ظل خلافات قوية بين القوى السياسية على توزيع الحقائب السيادية، إضافة إلى خلافات تتعلق بالتمثيل الوزاري المسيحي.
ولايحدد الدستور اللبناني أية مهلة زمنية لرئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة، كما يشير إلى أن تأليف الحكومة يتم بالتشاور مع رئيس البلاد.
من جانبه، نقل السفير زكي، إلى عون، "تحيات أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط، ومتابعته القريبة للأحداث في لبنان، والاستعداد لأي دور يمكن أن تقوم به الجامعة لمساعدة لبنان على تجاوز ظروفه القاسية"، بحسب بيان الرئاسة.
وقال زكي في تصريح للصحفيين بعد اللقاء، إن أبو الغيط كلفه الإطلاع من القيادات اللبنانية والرؤساء على الوضع السياسي في البلد ومسألة تشكيل الحكومة والصعوبات التي يواجهها لبنان.
وتابع "يبدو لنا من الخارج أن في الوضع تعقيدات، فرغبنا أن نفهم ماذا يجري وإذا كان هناك من مجال لكي تساعد الجامعة العربية".
وأضاف "عرضنا مساعينا الحميدة في هذا الإطار، ونأمل أن ترى الحكومة النور في أقرب فرصة، ونريد أن نساعد لبنان في الخروج من أزمته الحالية".
وأوضح أن "ما أتينا به لا يعتبر مبادرة، لكن الجامعة العربية تواكب لبنان في كل محطاته ...وهناك عمل لمتابعة كل ما يجري في هذا البلد لأننا نستشعر بأن هناك مسؤولية تجاهه".
وأكد أن الجامعة العربية "ستكون طرفا مساعدا إذا كان اللبنانيون راغبين في ذلك ومهتمين بأن يكون هناك دور عربي لمساعدتهم، ونحن جاهزون لذلك"، لكنه شدد أيضا على أن "هناك مسؤوليات وأحداث تقع على أكتاف المسؤولين والسياسيين في لبنان الذين يتعين عليهم حلها بأنفسهم".
وقال زكي إنه "عندما يتفق السياسيون اللبنانيون على مخرج من هذه الأزمة، فلربما يشكل الأمر إشارة واضحة للخارج العربي أو الأجنبي، على الجدية اللازمة والمطلوبة للخروج من الأزمة، ما يسمح بالتعاطي الجاد مع الوضع في لبنان".
ويعاني لبنان أزمة مالية واقتصادية حادة فاقمتها تداعيات تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وكارثة انفجار مرفأ بيروت، بالإضافة إلى استمرار تعثر ملف تشكيل حكومة جديدة منذ استقالة حكومة حسان دياب، في 10 أغسطس الماضي واعتذار سفير لبنان في برلين مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة.