تعليق: الحظر الذي تفرضه واشنطن لن يعيق المسيرة الطويلة للصين في مجال التكنولوجيا
بكين 20 ديسمبر 2020 (شينخوا) تعتبر أحدث عقوبات تفرضها الإدارة الأمريكية الحالية ضد شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية، مجرد إظهارٍ واضح آخر لمحاولتها اليائسة لاحتواء التنمية في الصين، والإضرار بأهم علاقة ثنائية في العالم، قبل ترك منصبها.
تشمل القائمة السوداء التي أصدرتها الإدارة الأمريكية يوم الجمعة، عملاق صناعة الطائرات بدون طيار الصينية ((SZ DJI)) وشركة ((أس أم آي سي - SMIC)) المُصنعة للرقائق الإلكترونية. وهذه الشركات هي بوضوح مجموعة أخرى من ضحايا الاستغلال المتهور المستمر لواشنطن وتلاعبها بسلطاتها الرسمية لقمع الشركات الصينية.
وفي ظل سعي واشنطن إلى التنمر على شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية، فإنها لن تجني سوى محاولات بائسة لكبح سعي الصين المشروع والحازم إلى التقدم العلمي والتكنولوجي.
في الأسابيع القليلة الماضية، جلب مسبار الفضاء الصيني "تشانغ آه-5"، أول عينات للبلاد، تم جمعها من القمر. وكشف العلماء الصينيون عن نظام الحوسبة الكمومية "جيوتشانغ" الذي يمكنه حساب كمية معلومات أعقد وأوسع بسرعة 100 تريليون مرة أسرع من أسرع كمبيوتر عملاق موجود في العالم.
ومن المؤكد أن المجتمع الدولي سيشهد المزيد والمزيد من شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية الناشئة الناجحة تتبرعم وتزدهر خلال السنوات والعقود القادمة، مع مواصلة البلاد استثمارها بكثافة في مجالات التعليم والتمويل والسياسات، لدعم تطورها العلمي والتكنولوجي. فهل يمكن لواشنطن أن تحظرها جميعا؟
إضافة لذلك، فإن العقوبات التعسفية التي تفرضها الإدارة الأمريكية الحالية ضد الشركات الأجنبية، في انتهاك صارخ لقواعد التجارة الدولية ومعايير العمل المتعارف عليها، قد ألحقت بالفعل ضررا بالغا بسمعة الولايات المتحدة كمساهم يُفترَض أن يكون عادلا في التعاون الدولي.
في الوقت نفسه، ستؤدي هذه المناورات السياسية إلى إعاقة بالغة للتجارة الدولية المُعانية أصلا، ولسلاسل الصناعة والتوريد العالمية، وستضر في النهاية بمصالح الولايات المتحدة نفسها.
المنطق المريض للإدارة الأمريكية الحالية بسيط: وهو أنها مستعدة لفعل أي شيء لإزاحة كل من تعتبره تهديدا لتفوقها التكنولوجي. لقد فشل أولئك السياسيون المناهضون للصين، في معرفة أن هذا عصر تزايدت فيه أهمية الانفتاح والتعاون، حيث لا يمكن الاستغناء عنهما في تعزيز التطورات التكنولوجية الكبيرة.
وإذا لم تستطع واشنطن التخلي عن أسلوب تفكيرها الاستعماري الذي عفا عليه الزمن، وقبول حقيقة أن كل دولة لها الحق في تطوير التكنولوجيا الفائقة، والعودة إلى المسار الصحيح للتعاون، فلن يبقى أمامها سوى ابتلاع الثمار المُرّة الناجمة عن أفعالها.
وفي هذا المعنى، قد تُدين الصين ببعض الفضل لأسلوب الحرب الباردة المتنمر الذي تنتهجه واشنطن، لأن مثل هذا التصرف قد سمح للصين وللعالم أجمع، بمزيد من المعرفة حول الطبيعة الحقيقية لهذه القوة العظمى ذات الأنانية المتفاقمة، وعزز عزم بكين على زيادة الابتكار التكنولوجي المحلي بمجالات أساسية، منها على سبيل المثال لا الحصر صناعة الرقائق الإلكترونية.
الصين تقف دوما على استعداد لتعاون متبادل المنفعة مع الولايات المتحدة. ولكن، إذا ظلت واشنطن متمسكة بعناد، بتصرفات الحظر ضد بكين، فإنها لن تكسب سوى إعطاء الشعب الصيني أسبابا إضافية للمزيد من شحذ حكمته وإصراره على جعل الصين أكثر إبداعا وازدهارا.