تحقيق إخباري: الألغام قاتل خفي يتربص بالنازحين العائدين إلى بيوتهم في اليمن
بقلم: محمد العزكي ومحمد الوافي
حجه، اليمن 20 ديسمبر 2020 (شينخوا) يعد ميكانيكي السيارات المهندس خمج شويع أحد ضحايا الألغام في محافظة حجة شمال اليمن، بدأت مأساته مطلع هذا العام، عندما قرر هو وزوجته وأطفاله الستة العودة إلى البيت بعد خمس سنوات من الحياة البائسة في مخيم النازحين على الحدود مع المملكة العربية السعودية.
كان شويع يخطط لمستقبل أفضل، ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، وقال الأب البالغ من العمر (39) عاما لوكالة أنباء ((شينخوا))، راثياً محنته "أتمنى لو أنني لم أعد إلى البيت".
يتابع "لقد غيّر ذلك القرار مسار حياتي كاملا، فبعد أن عدت في فبراير الماضي، وبينما كنت أتفقد بقايا منزلي وورشتي بعد أن دمرتهما المعارك ، انفجر لغم تحت قدمي، وفقدت كلا ساقي".
شويع يجلس الآن على كرسي متحرك في كوخ في قرية الخضراء وخططه قبل انفجار اللغم قد تلاشت تماماً.
استعادت القوات الحكومية هذه القرية وعدة مناطق مجاورة أخرى في مديرية حرض من أيدي جماعة الحوثي في يونيو العام 2019.
وزرع الحوثيون عشرات الآلاف من الألغام قبل انسحابهم، بحسب بيانات منظمات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، ستبقى هذه الألغام وصمة عار ضد الإنسانية.
ومثل شويع، أجرت ((شينخوا)) مقابلات مع الكثير من المدنيين الآخرين الذين دمرت حياتهم وقطعت أطرافهم هذه الألغام في جميع أنحاء اليمن منذ العام 2015.
وقال تقرير أذاعته أخيرا وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية، إن قوات الجيش تمكنت من إزالة أكثر من 32 ألف لغم في مديريات حرض وحيران وميدي وعبس بمحافظة حجة منذ بداية العام 2019.
وأكد ياسر الروحاني، رئيس شعبة هندسة الألغام في القوات الحكومية، إن العمل على إزالة الألغام مستمر.
وقال الروحاني، في مقابلة مع (شينخوا) إن جماعة الحوثي زرعت بشكل عشوائي آلاف الألغام الأرضية في القرى والمدارس والمزارع قبل انسحابهم، وقد يستغرق تطهير هذه المناطق من الألغام سنوات.
وسيطر الحوثيون على عدة محافظات شمالية بعد أن توغلوا جنوبا من معقلهم بمحافظة صعدة في أواخر العام 2014، مجبرين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا على الخروج من العاصمة صنعاء، مما أدى إلى اشتعال حرب أهلية دامية شاملة.
وتدخل تحالف من القوات بقيادة المملكة العربية السعودية في الصراع اليمني في العام 2015 لدعم القوات الحكومية اليمنية ضد جماعة الحوثي.
ويحاول المشروع السعودي لإزالة الألغام (مسام) في اليمن مساعدة الحكومة اليمنية على تنظيف البلاد من الألغام من أجل السماح للنازحين بالعودة إلى ديارهم.
وقال أسامة القصيبي، مدير المشروع في اليمن، في مقابلة مع (شينخوا) "المشروع أزال أكثر من 200 ألف و 400 لغم وعبوات ناسفة من جميع أنحاء اليمن منذ منتصف 2018 حتى هذا الشهر".
وتحاول الأمم المتحدة إنهاء الحرب في اليمن التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الناس، أغلبهم من المدنيين، وشردت 4 ملايين ودفعت أكثر من 20 مليون شخص إلى حافة المجاعة.
ودمرت الحرب الدائرة منذ نحو 6 سنوات البنية التحتية لليمن، والمؤسسات الصحية، والتعليمية والاقتصادية في البلاد، وحولت أكثر من 80 في المائة من السكان إلى فقراء يعتمدون على المساعدات الإنسانية الأجنبية.
تصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ على هذا الكوكب، حيث قتل الجوع وسوء التغذية الحاد والأوبئة والحصار الاقتصادي الآلاف من أطفال اليمن.