تعليق ((شينخوا)): الإرث المدمر لهوس واشنطن في المواجهة

2021-01-13 13:13:38|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 12 يناير 2021 (شينخوا) خلال السنوات القليلة الماضية، قام نفر قليل من السياسيين الأمريكيين ببناء رأسمالهم السياسي عن طريق التلاعب وإذكاء الانقسامات في الداخل، وتأجيج الأعمال العدائية في الخارج.

وأسهم هوسهم المجنون بالمواجهة في رعاية وحش فرانكشتاين الذي أدى غضبه الهائج في النهاية إلى حصار دموي لمبنى الكونغرس الأمريكي (الكابيتول هِل)، والاضطرابات السياسية المستمرة في الأيام الأخيرة للإدارة الأمريكية الحالية.

بالنسبة للنخب الحاكمة في واشنطن، هناك العديد من الدروس التي يمكن استخلاصها. لكن الأهم هو أن ممارساتهم الأنانية المتمثلة في إثارة الفوضى والصراعات، تهدد السلام والاستقرار في الداخل وفي جميع أنحاء العالم.

كان اقتحام مبنى الكابيتول تتويجا لسنوات طويلة من التحزب المتطرف في السياسة الأمريكية. وبدلا من السعي لتحقيق التوافق الاجتماعي وتوسيع الأرضية المشتركة، اختار اولئك السياسيون أن يحكموا عن طريق شيطنة خصومهم السياسيين.

أما النتائج فكانت رهيبة. هناك استطلاعات رأي أجراها مركز ((بيو)) للأبحاث وآخرون في السنوات الأخيرة، قد كشفت عن أنه بالإضافة إلى اتساع الفجوة في الآراء السياسية، يرى عدد متزايد من الجمهوريين والديمقراطيين أن الطرف الآخر "غير أخلاقي" أو "غير وطني".

ومع اشتداد التناحر السياسي في كلا الاتجاهين، فالعنف في مبنى الكابيتول الأسبوع الماضي، لا يمكن أن يشكل مفاجأة. في الحقيقة، كشفت دراسة أجرتها شركة ((بوليتيكو)) الإعلامية الأمريكية في سبتمبر الماضي، أن 44 في المائة من الجمهوريين و41 في المائة من الديمقراطيين يعتقدون أنه سيكون هناك على الأقل مبرر "قليل" للعنف إذا فاز مرشح الحزب الآخر في الانتخابات. يا للعار!.

والحصار الذي تعرض له مبنى الكابيتول، قد اشار إلى تناقص الثقة في النظام السياسي الأمريكي. وعلى الرغم من أن المشرعين من كلا الحزبين سارعوا إلى إلقاء اللوم على الإدارة المنتهية ولايتها، إلا أنهم يتحملون اللوم لأن التحزب المرير وسياسة حافة الهاوية، قد حولت الكونغرس إلى "مؤسسة ضعيفة غير قادرة على تلبية الاحتياجات الأساسية لبلدنا"، كما وصفها تقرير حديث أصدره أعضاء سابقون في الكونغرس الأمريكي.

وعندما يتعلق الأمر بالشؤون الخارجية، فقد رفع أولئك السياسيون الانتهازيون الأمريكيون، بلا أخلاق أو ضمير، راية "أمريكا أولا"، ولجأوا إلى مثل تلك الأساليب العدائية مثل التعريفات الجمركية العقابية والعقوبات التعسفية، كوسائل دبلوماسية مشروعة.

الصين، مع إنجازاتها الاقتصادية المثيرة للإعجاب، ومكانتها الدولية الصاعدة، ومسار التنمية المختلف، قد أصبحت، للأسف، هدفا للبلطجة المتهورة من واشنطن.

فخلال السنوات الأربع الماضية، لم يدخر الصقور المناهضون للصين في واشنطن، الذين تحجرت عقولهم بأفكار الحرب الباردة والتعصب الأيديولوجي القديم، أي جهد لتشويه سمعة الصين وانتقادها، وقد بلغ ذلك ذروته خلال الوباء المستعر.

وفي آخر أساليبهم لتضخيم وإثارة ما يسمى بـ "الرعب الأحمر" في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا مقالة مكتوبة بطريقة سيئة، وصفت الحزب الشيوعي الصيني بأنه "يهدد السلام والأمن العالميين".

والأكثر من ذلك، وفي آخر ما تبقى لها من أيام في المنصب، تأججت حدة عداء الإدارة الحالية، بشكل لا يمكن تخيله. فقد تحركت لرفع القيود المفروضة على الاتصالات الرسمية مع منطقة تايوان الصينية، وأعادت تسمية كوبا كـ"دولة راعية للإرهاب".

وفي كل تخبطهم البائس لترك بصمة لهم في التاريخ، لن يتمكن السياسيون من صنع شيء لأنفسهم سوى اعتبارهم مجموعة من مثيري الحرائق السياسية. وكما هو الحال مع فرانكشتاين ووحشه، فلن يكون إرثهم البائس سوى العار والموت والدمار.

الصور

010020070790000000000000011101451396638981