تقرير إخباري: الحجر الصحي الشامل يحول دون احتفال التونسيين بالذكرى الـ10 للثورة

2021-01-14 23:52:01|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

تونس 14 يناير 2021 (شينخوا) حال الحجر الصحي الشامل، الذي فرضته السلطات التونسية في مسعى للحد من سرعة انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيدـ19)، دون تمكن التونسيين من الاحتفال بالذكرى العاشرة للثورة، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي، في العام 2011.

وتتزامن الذكرى العاشرة للثورة التونسية مع أول أيام الحجر الصحي الشامل، الذي فرضته السلطات لمدة أربعة أيام اعتبارا من اليوم (الخميس) لاحتواء سرعة انتشار مرض فيروس كورونا في البلاد، ضمن حزمة جديدة من الإجراءات الوقائية.

وعلى غير العادة، خلت الشوارع التونسية، خاصة شارع الحبيب بورقيبة بوسط تونس العاصمة، الذي يُوصف بـ "شارع الثورة" من مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى.

وغابت المسيرات والمظاهرات وحلقات النقاش، التي كانت تُنظم خلال السنوات الماضية لإحياء ذكرى الثورة.

ومع ذلك، حاول عشرات التونسيين خرق الحجر الصحي الشامل عبر التجمع في مسيرة رفعوا فيها لافتات كتب عليها "يا شهيد لا تهتم ..الكرامة تُفدى بالدم "، و"يا مواطن يا مقموع زاد الفقر زاد الجوع"، وذلك قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريقهم.

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أكدت مساء أمس أن وحداتها ستتولى تطبيق الإجراءات الوقائية ضد مرض فيروس كورونا.

وقررت وزارة الصحة يوم الثلاثاء الماضي فرض حجر صحي شامل لمدة أربعة أيام ابتداء من الخميس، إلى جانب إقرار حظر للتجول من الساعة الرابعة إلى الساعة السادسة صباحا، ومنع التنقل بين المدن.

واكتفت الأحزاب والمنظمات ومكونات المجتمع المدني بإصدار بيانات استحضرت فيها المكاسب، التي تحققت خلال هذه السنوات.

وجدد رئيس الحكومة هشام المشيشي التأكيد على التزامه وفريقه الحكومي بالمحافظة على مكتسبات الثورة وحماية الحرية وتحقيق الكرامة كاملة للشعب.

وكتب المشيشي، في تدوينة نشرها على صفحة رئاسة الحكومة بمناسبة هذه الذكرى "أترحم على شهدائنا الأبرار، وأتقدم بخالص التهاني للشعب التونسي الأبي".

وأضاف "أجدد التزامي والتزام فريقي الحكومي بالمحافظة على مكتسبات ثورتنا وحماية الحرية وتحقيق الكرامة كاملة لشعبنا،...على العهد باقون وعلى مواصلة البناء مصرون".

في المقابل، تباينت بشكل لافت تقييمات الخبراء السياسيين لحصيلة هذه الثورة.

واعتبر الناطق الرسمي باسم حزب التيار الشعبي التونسي محسن النابتي، أن الذكرى العاشرة للثورة "تحل في واقع أزمة شاملة وحالة احتقان واسع النطاق جراء الانحراف الكبير، الذي قامت به القوى السياسية، التي أمسكت بالسلطة طيلة عقد كامل ولم تحقق سوى التبعية والتجويع".

وقال النابتي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن حصيلة العشر سنوات الماضية كانت "عجافا، وبددت آمال وأحلام غالبية أبناء الشعب في الشغل والحرية والكرامة الإنسانية والسيادة الوطنية".

من جهته، رأى الباحث السياسي التونسي هشام الحاجي، أن النجاحات، التي حققتها الثورة في بلاده خلال السنوات العشر الماضية، "تكاد للأسف أن تكون غائبة إذا ما استثنينا تكريس التداول السلمي على السلطة وتوفير هامش من الحرية".

وقال الحاجي إن السلبيات، التي تم تسجيلها خلال السنوات العشر الماضية، "كثيرة وطالت كل الأصعدة، حيث شهدت تونس خلال العشرية الماضية اغتيالات سياسية غطت على كل ما يمكن اعتباره مكسبا".

وشاطره الرأي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في البلاد، نور الدين الطبوبي، الذي اعتبر أن السنوات العشر الماضية سجلت تدهورا في مجمل المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وقال الطبوبي في مداخلة خلال ندوة فكرية بعنوان "عشر سنوات للثورة أي آفاق لتجاوز الأزمة"، إن السياسات الحكومية "لم تتوفق طيلة العشرية الماضية في الإيفاء باستحقاقات ومطالب الشعب في الشغل والعيش الكريم".

وتابع في هذا السياق أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي تأزم في ظل المحاصصة السياسية خلال سنوات ما بعد الثورة.

وفي هذا الصدد، أكد الخبير الاقتصادي التونسي حكيم بن حمودة، خلال نفس الندوة أن تونس "تعيش اليوم أكبر أزمة اقتصادية في تاريخها الحديث بعد الاستقلال"، مشيرا إلى أن مظاهر الأزمة شملت تسجيل أكبر نسبة انكماش غير مسبوقة وانخفاض الاستثمارات وعجز كبير في المالية العمومية.

وأرجع سبب هذه الأزمة إلى ما وصفه بـ "العجز منذ بداية الثورة إلى اليوم في ضبط سياسات وتوجهات تمكن من تركيز نمط تنموي جديد"، واصفا الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالصعب الذي يتطلب توحيد الجهود من أجل الخروج للأزمة.

وعلى عكس ذلك، لم يتردد رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، في القول إن تونس "لا تزال على الطريق الصحيح ما دام فيها إعلام حر وأحزاب معترف بها وانتخابات نزيهة حرة ومجتمع مدني قوي".

وقال الغنوشي، الذي يرأس أيضا حركة النهضة الإسلامية، التي تُشارك في الحكم منذ السنوات العشر الماضية، في تصريح بثته إذاعة (موزاييك أف أم) المحلية إن الثورة "نجحت إذ أطاحت بالديكتاتورية وأقامت ديمقراطية"، لافتا إلى أن "نجاح الثورة لا يعني تحقيق الازدهار الاقتصادي والصناعي والتعليم الجيد والبنية التحتية"، على حد قوله.

   1 2 3 4 5 6 >  

الصور

010020070790000000000000011100001396684861