مقالة خاصة: باكستان تواصل المرحلة الثالثة من التجارب على لقاح صيني مع آمال في رؤية مستقبل خالٍ من كوفيد-19

2021-01-19 16:21:37|arabic.news.cn
Video PlayerClose

إسلام آباد 19 يناير 2021 (شينخوا) بعد تطوعه للمشاركة في المرحلة الثالثة من التجارب على لقاح صيني مضاد لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في مستشفي خاص هنا، خالجت ماجد عباسي مشاعر مختلطة.

على الرغم من أن بعض أفراد عائلته عبروا عن قلقهم، إلا أن الطالب (21 عاما) كان حريصا على تلقي اللقاح لأنه سيعطيه فرصة أفضل لهزيمة المرض، وبعبارة أشمل، يمكن أن يكون وجود لقاح آمن وفعال بمثابة مخرج للبشرية للتغلب على الجائحة.

وذكر عباسي "لقد أصابت الجائحة باكستان بشدة. وأصيب مئات الآلاف وتوفي الآلاف بالمرض".

قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) بعد تلقي التطعيم "أعتقد أن التطوع للحصول على اللقاح لن يساعدني فقط على حماية نفسي من المرض، لكنني سأخبر أصدقائي وعائلتي بفخر أنني بذلت مجهودا صغيرا لمساعدة العالم في الحصول على لقاح بكوني واحدا من المتطوعين الذين شاركوا في التجارب".

- تجارب جارية حاليا

ذكر المعهد الوطني للصحة في البلاد أن حوالي 17500 شخص من مختلف الأوساط الاجتماعية والمناطق في البلاد تطوعوا للمشاركة في التجارب الجارية في خمسة مواقع مختلفة في إسلام أباد ولاهور وكراتشي، وهي كبرى المدن الباكستانية.

تجدر الإشارة إلى أن اللقاح، الذي يشار إليه باسم Ad5-nCoV، قامت بتطويره شركة ((كانسينو بيولوجيكس)) الصينية ومعهد بكين للتكنولوجيا الحيوية. ويتعاون مستشفى الشفاء الدولي في إسلام أباد مع المعهد الوطني للصحة في الجانب الباكستاني.

وقالت أميرة نصير، المشرفة على تجارب اللقاح في مستشفى الشفاء الدولي، لـ((شينخوا)) إن "المعايير المطلوب توافرها في المتطوعين بسيطة للغاية: يمكن لأي شخص يتمتع بصحة جيدة وعمره يزيد عن 18 عاما المجيئ والمشاركة في التجارب".

وذكرت نصير "في البداية كان تحفيز المتطوعين يشكل تحديا كبيرا لأنها تجربة جديدة على الباكستانيين"، مضيفة "لكن ما أثار دهشتنا، أن المزيد والمزيد من الأفراد وحتى عائلات بأكملها من المتطوعين تتواصل معنا للخضوع للتجارب بفضل ما يرد على ألسنة المتطوعين الآخرين من كلام إيجابي، وهو ما خلق بدوره وعيا عاما بشأن سلامة اللقاح وتجاربه".

وأشارت نصير، التي عينها المعهد الوطني للصحة للإشراف على إدارة اللقاح، إلى أنها اختارت "هذه الوظيفة الصعبة والمحفوفة بالمخاطر" وهي تعلم أن العمل يتطلب التفاعل مع الكثير من المتطوعين وأنها قد تخاطر بالإصابة بالفيروس ونقله إلى ابنائها.

لكنها قالت إن كونها طبيبة يجعلها تعرف كيف تحمي نفسها "باتباع الإجراءات الوقائية".

وقد كان الإشراف على مرحلة ثالثة من التجارب على لقاح أيضا بمثابة تجربة جديدة بالنسبة لنصير.

وفي هذا الصدد، قالت "لقد درست المرحلة الثالثة من التجارب في الكتب شأني شأن جميع الأطباء الآخرين في باكستان، لأن الدولة لا تملك الموارد والأبحاث الكافية لإجراء التجارب. لذا فهي فرصة عظيمة لباكستان لإجراء مثل هذه التجارب هنا"، مضيفة "لقد ساعدنا ذلك في أن نكون ضمن البلدان التي تعمل على تطوير لقاح وساعدنا أيضا على تعزيز الصداقة الباكستانية الصينية".

وأوضحت نصير أن الخبراء الصينيين قدموا لهم كل الدعم الفني والمعارف المتعلقة بالتجارب، ما مكنهم من إجراء التجارب بكفاءة. وقد اكتملت بالفعل حوالي 95 في المائة من التجارب، حسبما أضافت.

وذكرت أنه سيتم إرسال عينة تجريبية إلى جهة مراقبة من طرف ثالث والتي ستقدم تقييمها النهائي للقاح.

-- توقعات بارتفاع الطلب

ذكر المعهد الوطني للصحة أن نصف المتطوعين حصلوا على جرعة دواء وهمي، فيما حصل الآخرون على اللقاح لأغراض البحث من خلال دخول محوسب. لا يعرف المتطوع ولا المشرف ما إذا كانت الجرعة علاجا وهميا أم لا، ولكن أولئك الذين حصلوا على الدواء الوهمي سيحصلون على اللقاح بعد إطلاقه رسميا.

وفي حديثه لـ((شينخوا))، قال قيصر سهيل، مدير أحد فروع شركة (أيه دي أم فارما)، وهي شركة أدوية شريكة في التجارب وسوف تقوم على رعاية اللقاح في باكستان بعد إطلاقه النهائي في الصين، إن الناس ينتظرون بفارغ الصبر اللقاح في باكستان لمكافحة الارتفاع في حالات الإصابة والوفاة بكوفيد-19 خلال الموجة الثانية، وهو أيضا عامل محفز للمتطوعين في التجارب.

وأشار سهيل إلى أن "المعهد الوطني للصحة يهدف إلى إشراك 18 ألف شخص في التجارب، وتشير النتائج الحالية إلى أن اللقاح مناسب جدا للباكستانيين، لذلك من المتوقع أن يرتفع الطلب عليه في البلاد بعد إطلاقه رسميا في الصين".

وأضاف سهيل أن "التجارب طورت ثقة الناس هنا بشأن سلامة اللقاح الصيني، حيث حصل عليه عدد كبير من الناس وبقوا في أمان".

أما إعجاز أحمد خان، طبيب الأطفال وأخصائي الأمراض المعدية في مستشفى الشفاء الدولي، فهو الباحث الرئيسي في تجارب اللقاح بباكستان ويظل على اتصال وثيق مع المتطوعين لمراقبة حالتهم بعد التطعيم.

وقال خان "التجارب تجري بسلاسة تامة حتى الآن، ولم نرصد أي أعراض جانبية خطيرة كبيرة حتى الآن... نعتقد أن هذه الفترة الأولية أثبتت، إلى حد ما، سلامته وملاءمته للباكستانيين".

-- آفاق جديدة للتعاون

أعرب خبراء طبيون هنا أيضا عن اعتقادهم بأن تجارب اللقاح فتحت آفاق جديدة للتعاون الباكستاني الصيني في قطاع الصحة، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتصنيع في إطار الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.

وقالت غزالة بارفين، رئيسة قسم الإنتاج البيولوجي في المعهد الوطني للصحة في حديثها لـ((شينخوا)) "لطالما لعبت الصين دورا رئيسيا في مساعدة باكستان في مختلف القطاعات ...الآن قدمت لنا الصين المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، ما يساعدنا على تطوير القطاع الصحي".

وأضافت أن العديد من الدول النامية، بما فيها باكستان، تعلق آمالا كبيرة على الصين في تطوير لقاح وتوزيعه.

تقول إدارات الصحة الباكستانية إن اللقاحات الصينية مثالية. "يمكن تخزينها عند 8 درجات مئوية، وهي نفس درجة الحرارة التي يتم فيها تخزين معظم اللقاحات الأخرى المتوفرة في البلاد. تحتوي على جرعة واحدة فقط، وهو خيار مثالي للمجتمع الذي ينتظره بشدة"، حسبما ذكرت بارفين.

في وقت سابق من هذا الشهر، وفي أحدث محادثة هاتفية بين عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الباكستاني شاه محمود قريشي، اتفقا على إنهاء التجارب في باكستان في وقت مبكر لطرح اللقاح للجمهور.

وقال وانغ إن الصين مستعدة لتزويد باكستان بأكبر قدر ممكن من الدعم لمساعدة باكستان على هزيمة مرض فيروس كورونا الجديد.

الصور

010020070790000000000000011100001396805571