تقرير إخباري: خبراء عرب: خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ في اجتماع "أجندة دافوس" الاتجاه والمخرج لحل المشكلات التي يواجهها العالم

2021-01-27 13:29:19|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 27 يناير 2021 (شينخوا) لقي الخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ في اجتماع "أجندة دافوس" للمنتدى الاقتصادي العالمي من بكين عبر رابط فيديو يوم الاثنين إشادة واسعة من جانب الخبراء العرب الذين رأوا فيه الاتجاه والمخرج لحل المشكلات التي يواجهها العالم في هذه الحقبة التي تخيم عليها جائحة كوفيد-19، كما أنه عزز الثقة في ترسيخ التعددية وضخ القوة لمواجهة التحديات لدى المجتمع الدولي.

وفي خطابه الخاص الذي جاء بعنوان "لنجعل شعلة تعددية الأطراف تضيء طريق البشرية إلى الأمام"، أكد الرئيس شي أن القضايا التي تواجه العالم متشابكة ومعقدة، ويتمثل المخرج منها في صيانة وتطبيق تعددية الأطراف وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وأشار الخبير السياسي، ومساعد وزير الخارجية الفلسطيني السابق لشؤون آسيا وإفريقيا، مازن شامية إلى أن خطاب الرئيس شي محل اهتمام وترحيب وتقدير كونه ينادي بتعزيز التعددية والتعاون المشترك بين كافة دول العالم وضمان المنفعة المتبادلة والحقوق المتساوية في التنمية لجميع الدول.

وقال إنه يتعين على دول العالم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة التنسيق من أجل إحداث قفزة نوعية على صعيد تحقيق التعاون المشترك بين جميع الدول وليس الاستمرار في التفرقة والعداوة والاحتكار والتهديد، على النحو الذي أشار إليه الرئيس الصيني في خطابه.

وأضاف أن التعددية مهمة جدا والعالم عبارة عن عالم واحد تكنولوجيا ووبائيا، وبالتالي فإن الوباء عابر للحدود، ولذلك على العالم كله أن يستنفر ويتعاون سويا لاتخاذ الإجراءات المطلوبة ومن خلال المنصات متعددة الأطراف كمنظمة الصحة العالمية وغيرها للتصدي لهذه الجائحة وأيضا الاستثمار في تطوير اللقاحات اللازمة دون النظر للأرباح المرجوة من ذلك.

بدوره، يرى الصحفي السعودي والخبير في الشؤون الصينية عبد العزيز الشعباني أن كلمة الرئيس الصيني جاءت واضحة ومختصرة كخريطة ترشد العالم إلى طريق أفضل لمستقبله، وجاءت صريحة لتذكرنا بأن التاريخ هو أفضل من يخبرنا بأن المواجهات والعداوات بين الدول لن تقودها إلا إلى الإضرار بمصالحها جميعا.

وأضاف أن الحروب الباردة أو الساخنة أو التجارية أو التكنولوجية ستقوض في النهاية رفاه الجميع، مبينا أن هذا واقع ومشاهد تاريخيا، لذا فالمطلوب هو العمل على تحقيق تعاون عالمي مشترك وتكاتف أكبر بين الدول.

وكان الرئيس شي أشار في خطابه إلى أن تكوين "دائرة صغيرة" وإشعال "حرب باردة جديدة" على الساحة الدولية وإقصاء وتهديد وتخويف الآخرين وفك الارتباط وقطع الإمداد وفرض العقوبات بدون مبرر وافتعال التباعد وحتى الانعزال لأمر سيدفع العالم إلى اتجاه الانقسام وحتى المجابهة، مشددا على أنه لا نقدر على مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية في عالم منقسم، وستقودنا المجابهة إلى طريق مسدود.

بينما ذكر الخبير في الشؤون الصينية والمستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر ببكين أحمد سلام أن كلمة الرئيس الصيني تضمنت مفتاح النجاح والتعاون في إطار المصير المشترك، حيث أن العالم كله أصبح قرية كونية صغيرة. لذلك، يتعين الإصرار على الانفتاح والتسامح والالتزام بالقوانين واللوائح الدولية والمثابرة على التعاون عبر المشاورات ومواكبة العصر.

وأوضح أن الفيروسات والأوبئة لا تعرف حدودا وأن البشرية تشترك في مصير واحد، ولا بد من التضامن والتعاون للعمل علي التخلص من الوباء، مشيرا إلى أن أبحاث وتطوير اللقاحات في الصين تحتل المرتبة الأولى في العالم، وهذا يوفر دعما مهما للصين لمكافحة الوباء والمشاركة في التعاون الدولي في مجال اللقاحات.

وأشاد أحمد سلام برؤية الرئيس شي في خطابه حول إنجاز المهام الرئيسية الأربع التي تواجه الناس في عصرنا، قائلا إن التعددية والتعاون الدولي مهمان للغاية في البيئة العالمية الحالية. وفي ظل جائحة كوفيد-19 الحالي، يجب على البلدان التعاون في البحث عن اللقاحات وتطويرها ومناقشة إستراتيجيات التنمية الاقتصادية بشكل مشترك. وأشار إلى أن الصين لعبت دورا مهما في تعزيز التعاون العالمي، معربا عن اعتقاده بأن الصين ستواصل تقديم المزيد من الإسهامات في المستقبل.

وأورد الرئيس شي في خطابه المهام الأربع الواجب إنجازها في عصرنا:

-- أولا، تعزيز التنسيق في السياسات الاقتصادية الكلية، وتضافر الجهود لتحقيق النمو القوي والمستدام والمتوازن والشامل للاقتصاد العالمي.

-- ثانيا، نبذ التحيز الأيديولوجي والسير على طريق التعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك.

-- ثالثا، تجاوز الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية والعمل سويا على تعزيز التنمية والازدهار في كافة الدول.

-- رابعا، العمل سويا على مواجهة التحديات الكونية وخلق مستقبل أجمل للبشرية.

وحول دور الصين في دفع التعافي للعالم في الفترة ما بعد الجائحة، قال مازن شامية إن الصين ثاني اقتصاد في العالم ولها مصالح متشعبة مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية ونحن نرى انعكاسات وتأثيرات هذه الجائحة على الاقتصاد العالمي بالتالي سيكون للصين دور مهم في صياغة المنظومة الاقتصادية الدولية.

وشاطره الرأي أحمد سلام الذي اعتبر أن الأداء الاستثنائي للصين في عام 2020 ساعد الاقتصاد العالمي على مواجهة جائحة كوفيد-19، متوقعا أن يؤدي الأداء الاقتصادي المتفوق للصين في نفس الفترة إلى النهوض بالاقتصاد العالمي ككل من خلال الوصول بمساهمته المعتادة إلى الضعف تقريبا.

وأكد أحمد سلام أنه كي تنجو دول العالم من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن كوفيد-19، عليها التعاون والتآزر للوصول إلى نتائج مرضية للجميع في إطار المصالح المشتركة مع الاستفادة من التجربة الصينية، كل بحسب ظروف دولته.

وكما قال الرئيس شي في خطابه، "يمضي التاريخ قدما إلى الأمام دائما، ولا يعود العالم إلى ما كان عليه. كل خيار وخطوة نتخذها اليوم ستقرر مستقبل العالم".

الصور

010020070790000000000000011101451397008851