مقالة خاصة: قادة يدعون خلال لقاء أجندة دافوس إلى دعم التعددية والتوزيع العادل للقاحات
جنيف 26 يناير 2021 (شينخوا) دعا قادة أوروبيون يوم الثلاثاء إلى مزيد من التعاون متعدد الأطراف، والتجارة الحرة، والتوزيع العادل للقاحات كوفيد-19، وذلك في اليوم الثاني من الحدث الافتراضي لأجندة دافوس للمنتدى الاقتصادي العالمي، كحلول لأزمة كوفيد-19.
ورددت كلماتهم صدى كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، للقاء دافوس يوم الإثنين، حيث دعا العالم للبقاء ملتزما بالانفتاح والشمولية بدلا من الانغلاق والإقصاء.
جعل اللقاحات منفعة عامة عالمية مشتركة
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كلمتها الخاصة، إنه "في ظل الوباء، لا يوجد وقت نضيعه. نحن بحاجة إلى نهج جديد بين القطاعين العام والخاص للكشف المبكر، والتطوير معا والتصنيع أسرع، على نطاق واسع".
وأضافت "لقد استثمرت أوروبا المليارات للمساعدة في تطوير أول لقاحات كوفيد-19 في العالم، لخلق منفعة مشتركة فعلا"، وحثت شركات الأدوية ومصنعي اللقاحات على الوفاء بوعودهم في التسليم.
وقالت أيضا "الآن، يجب على الشركات أن تطرح وتفي بالتزاماتها. ولهذا السبب سننشئ آلية شفافة لخبراء اللقاحات. أوروبا مصممة على المساهمة في هذه المنفعة العامة العالمية".
وتعرض طرح اللقاحات في الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة، لانتقادات لكونه بطيئا مقارنة بالمناطق المتقدمة الأخرى، في وقت يكافح فيه الاتحاد للتغلب على الوباء الذي أودى فعلا بحياة أكثر من 2.1 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
تعددية الأطراف
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الثلاثاء "هذه هي ساعة التعددية"، مؤكدة أن منظمة التجارة العالمية والتجارة الدولية العادلة هما حجر الزاوية لمزيد من التعاون الدولي.
وأوضحت "أعتقد أن منظمة التجارة العالمية مهمة جدا إذا أردنا فعلا أن نكون صادقين بشأن التعددية. نرى عددا من الاتفاقيات التجارية الثنائية، والاتفاقيات التجارية متعددة الأطراف في آسيا، ونرى اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP)، الرائعة فعلا، فيها بلدان ذات هياكل مختلفة تماما، ولكن مترابطة بهذه الآلية".
تم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP)، بين 15 دولة مشاركة، في نوفمبر، ما أدى إلى إطلاق أكبر كتلة تجارة حرة في العالم.
وفي ديسمبر، اختتمت الصين والاتحاد الأوروبي مفاوضات بشأن اتفاقية استثمار، من المتوقع أن تعزز التجارة الحرة وتضخ زخما في التعافي الاقتصادي العالمي.
تغير المناخ
إلى جانب المعركة ضد الوباء، وجهود دفع التنمية الاقتصادية، هناك قضايا عالمية أخرى تدعو أيضا إلى تعاون متعدد الأطراف وقواعد، مثل مكافحة تغير المناخ.
في كلمته يوم الثلاثاء، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن التحدي المناخي يمثل أولوية قصوى.
وقال "لقد اتفقنا على اتفاق باريس. في هذه المرحلة، لم نفِ بالتزاماتنا. أولويتنا القصوى هي بذل أقصى جهودنا للوفاء بتعهداتنا. لا يمكن أن يكون هناك أي متهربين".
في الأسبوع الماضي، وقع الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، أمرا تنفيذيا يعيد الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ، مخالفا قرار سلفه دونالد ترامب بالتخلي عن الاتفاق.
قال ماكرون "نحتاج إلى تطبيق (اتفاق باريس) هذا على المستويين المحلي والإقليمي. نحتاج إلى تسعيرة كربونية عالية بما يكفي، ونحتاج إلى آليات تدعو الشركات إلى السير في هذا الطريق، نحتاج إلى آليات عقوبات".
من المقرر عقد مؤتمر الأمم المتحدة المقبل لتغير المناخ (COP26) في جلاسكو، في اسكتلندا، في نوفمبر من هذا العام.
وقال ماكرون أيضا "خلال القمة المقبلة، نحتاج إلى أن نكون قادرين على التفاوض على ما يعادل اتفاق باريس، (لحماية) التنوع البيولوجي"، و"ما نقوم به من أجل المناخ نحن بحاجة إلى القيام به للتنوع البيولوجي. هذا العام علينا التوصل إلى قواعد مشتركة".
الاقتصاد الرقمي
خلال لقاء يوم الثلاثاء، احتلت اللوائح الخاصة بالاقتصاد الرقمي أيضا اهتماما كبيرا، مع قيام فون دير لاين، بالتحذير بأن قوة شركات الإنترنت بحاجة للاحتواء، واقتراح "كتاب قواعد" عالمي جديد.
وقالت "نريد أن تكون المنصات شفافة بشأن كيفية عمل الخوارزميات الخاصة بها. لا يمكننا قبول أن القرارات التي لها تأثير بعيد المدى على ديمقراطيتنا تتخذها برامج الكمبيوتر وحدها".
وأضافت "يمكننا إنشاء كتاب قواعد للاقتصاد الرقمي يكون صالحا في جميع أنحاء العالم. إنه يمتد من حماية البيانات والخصوصية إلى أمن البنية التحتية الحيوية. مجموعة من القواعد القائمة على قيمنا".
وتعهدت بأن يضاعف الاتحاد الأوروبي الدعم المالي للمشاريع الرقمية ويغذي النظم البيئية المبتكرة "ليصبح (الاتحاد) مركزا عالميا للذكاء الاصطناعي ..."
وتحت شعار "عام حاسم لإعادة بناء الثقة"، شارك أكثر من 2000 زعيم في الحدث الافتراضي لأجندة دافوس للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يستمر حتى الجمعة، لتبادل الأفكار حول القضايا العالمية.