مقالة خاصة: ممارسة رياضة الباركور وكرة السلة متنفس لشبان مبتورو أطراف في غزة
في الصورة الملتقطة يوم 25 يناير 2021، محمد عليوة، مواطن فلسطيني يعاني من بتر في الساق في مدينة غزة يستعد لممارسة الرياضة.
غزة 31 يناير 2021 (شينخوا) بقدم واحدة يتبادل شابان فلسطينيان من ذوي البتر أدوارهما في القفز من أعلى مكعبات أسمنتية كبيرة متواجدة في ساحة منتزه الكتيبة غرب مدينة غزة.
وعادة ما يخلع الشابان قدميهما الصناعيتين قبل البدء بممارسة رياضة الباكور كي يتمكنا من الحركة بسهولة أكثر والقفز من مكان إلى آخر بسلاسة أكبر.
ويقول الشاب محمد عليوة (18 عاما) من سكان غزة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه يشعر بالفخر بأنه تمكن أخيرا من تحقيق حلمه وممارسة رياضة الباركور التي عادة ما تحتاج لقدرة عالية على التحكم بالجسم.
وكان عليوة فقد قدمه اليمنى في نوفمبر عام 2018 أثناء مشاركته في مسيرات "العودة الكبرى" الشعبية شرق لقطاع غزة قرب السياج الفاصل، بعد قنصه من الجيش الإسرائيلي.
ويروى عليوة "ما إن استيقظت من الغيبوبة وعرفت بأنني فقدت قدمي، رحت أصرخ بأنني أريد أن ألعب كرة القدم"، مشيرا إلى أنه كان خائفا أن يصبح مستسلما لإصابته ويبقى جليس الفراش طوال حياته عاجزا عن استكمال حياته.
ويوضح أنه خضع للعديد من جلسات العلاج النفسي التي كانت سببا رئيسيا في اتجاهه نحو الرياضة، كوسيلة للتخلص من الضغوط النفسية التي رافقته بعدما فقد قدمه.
ويقول "أذكر في أول مرة شاهدت فيها أصدقائي وهم يعلبون كرة القدم ويمارسون الباركور بأنني بكيت، وقررت أن أمارسهما في الوقت ذاته".
ويضيف "بدأت التمرين على الباركور لوحدي دون أن أطلب من الآخرين مساعدة"، مشيرا إلى أنه سقط أكثر من مرة على الأرض لكنه أصر أن يكمل مشواره في هذه الرياضة.
ولم يقتصر عليوة على تحديه في ممارسة الباركور فقط، ولكنه يتقن لعب كرة السلة أيضا مع مجموعة من رفاقه (جميعهم مبتوري الأقدام ويضعون أقداما صناعية).
ويشارك أحمد أبو ذقن (17 عاما) وهو مبتور القدم من مدينة غزة صديقه عليوة في جميع الرياضات التي يمارسها منذ بداية عام 2019.
ويقول أبو ذقن لـ ((شينخوا)) إنه التقى عليوة في أحد جلسات العلاج الطبيعي أثناء تدرب الأخير على ارتداء قدمه الصناعية وكيفية استعمالها.
وكان أبو ذقن فقد قدمه اليمنى في عام 2007، بعدما صدمته شاحنة كبيرة مما تسببت ببتر قدمه، فيما ركب طرفا صناعيا في عام 2008.
وينوه إلى أن لقاءه مع عليوة وغيره من الشبان مبتوري الأقدام كانت بمثابة تبادل خبرات فيما بينهم، فبالنسبة له "ساعده عليوة على الانخراط في المجال الرياضي والتطور فيه".
فيما ساعد أبو ذقن رفاقه على تقبل وضعهم وعدم الاستسلام للسلبية والنظرة التشاؤمية للحياة، مشددا على أن الحياة ستستمر بجميع الأحوال.
وشارك الشابان في العديد من المسابقات الرياضة ضمن المنتخب الفلسطيني، من بينها بطولة لكرة السلة أقيمت في فرنسا.
ويشعر الشابان بالفخر أنهما تمكنا في فترة قياسية من حصد عدة جوائز دولية، معتبرين بأنهما ساهما بشكل كبير في رفع اسم فلسطين في الأندية الرياضية العالمية.
ويقول أبو ذقن لـ ((شينخوا)) "نحن أصبحنا ننشر الطاقة الإيجابية ليس فقط لأنفسنا ولكن للآخرين من خلال التأكيد بأن ذوي الإعاقة لديهم القدرة على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي، بل وتحقيق الأفضل بالنسبة لهم ولمستقبلهم في حال استثمروا مواهبهم بطريقة صحيحة".
أما عليوة فيقول "إن العزيمة هي القوة الحقيقية التي يمكنها أن تساعدنا على تجاوز كافة العقبات".
ويوجد في قطاع غزة قرابة 49 ألف شخص من ذوي الإعاقة بما يعادل 2.4 من إجمالي سكانه يعيشون أوضاع "صعبة لا يكاد يحتملها نظراؤهم من ذوي الإعاقة في المجتمعات الأخرى الموجودة في العالم" بحسب مسئولين في جمعيات فلسطينية.