تحقيق إخباري: مزارع سوري يستنبت الشعير للتغلب على أزمة الأعلاف بسبب الحصار والعقوبات الاقتصادية
السويداء، سوريا 14 فبراير 2021 (شينخوا) لم يقف المزارع السوري حكمت البني، مكتوف الأيدي أمام النقص الحاصل بمادة الأعلاف بسبب الحصار الاقتصادي والعقوبات التي فرضتها الدول الغربية على بلاده، ولم تكن عائقا أمام تحقيق حلمه في تأمين مادة العلف للحيوانات التي يمتلكها، بل عمل جاهدا وبوتيرة عالية لجعل الحلم حقيقة.
والمزارع السوري البني الذي يبلغ من العمر (37 عاما) استطاع ، وبالتعاون مع أحد الأشخاص الفنيين، أن يبني غرفة كبيرة مجهزة بمناخ يصلح لاستنبات مادة الشعير الأخضر كعلف للثروة الحيوانية، في ظل غلاء أسعار العلف، وقلته، وان يفتح بابا للمزارعين كي يفكروا ببناء غرف لاستنبات الشعير في الفترة المقبلة.
والشاب السوري يعمل بجد ونشاط، وتمكن من لفت أنظار المزارعين في بلدته بريف السويداء الجنوبي لما يقوم به من عمل، واستطاع أن يقنع الكثيرين منهم بالتخلي عن إطعام أبقارهم بالعلف المركز، والاستعاضة عنها بمادة الشعير المستنبت التي تحتوي على الفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى التي تحسن من كمية إنتاج الحليب أولا وحماية الأبقار من الأمراض.
وقال المزارع السوري وهو يحرك بيده حبات الشعير المنقوع في وعاء كبير تمهيدا لاستنباتها "منذ سنتين وانا أفكر بهذا المشروع، إلى أن أبصر النور أواخر العام الماضي"، واصفا المشروع بأنه "مغامرة كبيرة"، ولكن في النهاية أصبح حقيقة وبدأ ينتج كميات جيدة من الشعير المستنبت.
وتابع يقول إن "هذا الشعير المستنبت يغني المزارعين عن جلب العلف لأبقارهم، ويساهم في زيادة كمية الحليب ، كما انه يعطي صحة جيدة للأبقار والأغنام لما يحتويه من فتيامينات والياف"، مؤكدا أن هذا المشروع ناجح ويحقق نتائج جيدة على مستوى الربح المادي وتوفير المادة بشكل مستمر.
وحول مراحل انتاج الشعير المستنبت، قال البني إن "المرحلة الأولى تتم عبر نقع الشعير بوعاء كبير لمدة 24 ساعة بمواد معقمة، ومن ثم يتم وضع هذه الحبوب في أوعية مسطحة ويتم وضعها على رفوف في الغرفة المجهزة لاستنبات الشعير ضمن شروط بيئة معنية، وسقيها على فترات محددة"، موضحا يتم نقل هذه الأوعية من الأعلى الأسفل على مدى سبعة أيام حتى يصبح الشعير المستنبت بطول معين، ليخرج بعدها إلى الخارج ويصبح مادة علفية جاهزة لكي تقدم للحيوانات بعد فرمه عبر ماكينة خاصة تم تصنيعها لهذا الغرض.
وأشار المزارع السوري إلى أن كل شعير حب ينتج ما بين 7 إلى 10 كيلو غرام شعير مستنبت، حسب نوعية الشعير ، منوها بأن كل رأس يحتاج إلى 6 كيلو غرام من الشعير يوميا، لافتا إلى أن مشروعه هذا كلف ما يقارب 33 مليون ليرة سورية أي ما يعادل 11 الف دولار امريكي "كل دولار أمريكي واحد يساوي نحو 3200 ليرة سورية".
وقال البني إن انتاج الغرفة التي بناها لاستنبات الشعير تنتج يوميا ما بين 700 إلى 1000 كيلو غرام من الشعير المستنبت بعد مضي الأسبوع الأول من وضع الشعير في الغرفة"، لافتا إلى أنه يبيع الكيلو غرام من الشعير المستنبت بـ350 ليرة سورية، وهذا حسب رأيه اوفر من مادة العلف لمربي المواشي والأبقار.
وبين المزارع السوري أن هناك صعوبات تواجه عمله حاليا هو عدم توفر مادة المازوت الذي يحتاجه للمولد الذي يغذي الغرفة بالتيار الكهربائي اثناء انقطاع الكهرباء، مؤكدا أن التيار الكهربائي ينقطع لفترات طويلة في الشتاء وهذا الامر دفعه لرفع سعر الكيلو غرام من الشعير المستنبت، لشرائه المازوت من السوق السوداء بأسعار غالية قد يصل إلى 1200 ليرة سورية لليتر الواحد بينما يباع مدعوم من قبل الحكومة السورية بـ250 ليرة سورية.
وأشار إلى أن الشعير المستنبت خضع لعملية تحليل من قبل جامعة البعث في اللاذقية ومخابر وزارة الزراعة السورية وحصل على شهادة تفيد بصلاحية استخدام الشعير المستنبت وفائدته الكبيرة للحيوان، وسلامة الحليب وخلوه من المواد الضارة.
من جانبه، أكد المزارع رائد (44 عاما) أهمية هذا المشروع في توفير مادة العلف للأبقار والمواشي، خلال هذه الفترة التي نعاني من نقص كبير في مادة العلف المركز وغلاء سعره.
وقال رائد لوكالة أنباء (شينخوا) إن "الشعير المستنبت صحي أكثر للأبقار، وينعكس إيجابا على سلامة وصحة الأبقار وزيادة كمية الحليب"، داعيا إلى إقامة العديد من المشاريع التي تهدف إلى تأمين العلف للثروة الحيوانية بأقل تكاليف ممكنة.
يشار إلى أن أهالي محافظة السويداء (جنوب سوريا) يعتمدون بشكل كبير على تربية المواشي والأبقار، ولكن يعاني المزارعون من نقص في مادة العلف المركز، بالاضافة لغلاء سعره.







