(وسائط متعددة) مقالة خاصة: انتعاش خدمة توصيل الطعام خلال تفشي كورونا في العراق

في الصورة الملتقطة يوم 27 يناير 2021، أحد عمال خدمة توصيل الطلبات يسلم الطعام إلى أحد العملاء في العاصمة العراقية بغداد. تشهد البلاد طفرة في خدمة توصيل الطعام وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). (شينخوا)
بغداد 15 فبراير 2021 (شينخوا) انتعشت خدمة توصيل الطعام إلى المنازل في العراق خلال فترة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، الأمر الذي يساهم في توفير فرص عمل في البلاد.
ويعتقد العراقي وسام البالغ من العمر (39 عاما) أن طلب الطعام عبر الإنترنت واستخدام خدمة توصيل الطعام من الأمور الجيدة لأنها تقلل الوقت وتوفر التكاليف ومتاعب الانتقال إلى المطاعم، وتحافظ على التباعد الاجتماعي خلال فترة تفشي جائحة كورونا.
وقال وسام لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أعتقد أنها أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بمرض فيروس كورونا لأنني لن أضطر للجلوس في الأماكن المزدحمة".
وتابع "يمكنني أيضا التحقق من قوائم الطعام من خلال تصفح عدد كبير من مواقع المطاعم دون عناء الانتقال إلى كل المطاعم الواحد تلو الاخر".
ولدى تسلمه وجبة ساخنة أحضرها عامل توصيل الطعام، خاطب وسام صديقه، قائلا "انظر، إذا لم تشعر بالجوع عند رؤيتك هذا المنظر، فأريدك أن تحافظ على رباطة جأشك".
ومنذ تسجيل أول إصابة بمرض فيروس كورونا في العراق في 24 فبراير من العام الماضي، اتخذت السلطات، كما هو الحال في معظم دول العالم، إجراءات وقائية وقيود على مراحل لمواجهة تفشي المرض في البلاد.
وبعد تخفيف قيود كورونا لأشهر، عادت السلطات العراقية قبل يومين لتفرض إجراءات جديدة لمنع انتشار مرض (كوفيد-19) بعد ارتفاع عدد الإصابات خلال الأسابيع الماضية.

في الصورة الملتقطة يوم 27 يناير 2021، صاحب مطعم يتلقى طلبات العميل عبر الهاتف في العاصمة العراقية بغداد. تشهد البلاد طفرة في خدمة توصيل الطعام وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). (شينخوا)
وقرر العراق فرض حظر تجول شامل لثلاثة أيام وحظر تجول جزئي لأربعة أيام اعتبارا من 18 فبراير وحتى الثامن من مارس المقبل، كما قررت إغلاق جميع المرافق السياحية والعامة، لكنها سمحت للمطاعم بالعمل على توصيل الطعام فقط بشرط التزام أصحاب المطاعم بالإجراءات الوقائية داخل المطعم، وهي لبس الكمامة والكفوف.
ويعتقد بعض أصحاب المطاعم أن مثل هذه الخدمة ستزيد عدد زبائنهم بشكل أسرع مما كان عليه قبل الجائحة.
وقال العراقي علي مهدي، وهو صاحب مطعم، لـ((شينخوا)) إنه "بعد تفشي جائحة كورونا امتنع الكثير من الناس عن الذهاب إلى المطاعم خشية من الإصابة، لذلك اضطرت معظم المطاعم إلى إنشاء صفحات على (فيسبوك) لكي يتمكن الناس من طلب الطعام عبر الإنترنت من أي مطعم، وفي الوقت نفسه يحمون أنفسهم".
وأضاف مهدي "أن خدمة توصيل الطعام إلى المنازل تخدم الأشخاص المحجورين في المنازل من المصابين بفيروس كورونا لمساعدتهم في الحصول على طعامهم دون مغادرة منازلهم".
وتابع مهدي أنه "مع انتشار الوباء في جميع أنحاء البلاد، وإصابة العديد من العراقيين بالفيروس، فإننا نقوم بتوصيل الطعام اليهم، ولكن مع توخي الحذر من خلال ارتداء الكمامة وترك الطعام على عتبة منازلهم لتجنب الإصابة".

في الصورة الملتقطة يوم 27 يناير 2021، أحد عمال خدمة توصيل الطلبات في طريقه لمنزل أحد العملاء في العاصمة العراقية بغداد. تشهد البلاد طفرة في خدمة توصيل الطعام وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). (شينخوا)
ومع ذلك، فإن بعض الأشخاص لا يثقون في أن الطعام المطلوب عبر صفحات التواصل الاجتماعي معقم بدرجة كافية، وفي أن عمال التوصيل قد لا يطبقون إجراءات التعقيم المطلوبة.
وقال العراقي مصطفى إبراهيم، وهو مدرس في العقد الرابع "لا يمكنني الوثوق بنظافة الطعام وتعقيم الأدوات، التي يستخدمها العمال هناك خلف جدران المطاعم، لذلك أفضل الابتعاد عن خدمة توصيل الطعام أثناء فترة الوباء".
إلا أن مهدي يؤكد إن أصحاب المطاعم حريصون على حماية زبائنهم من أي مرض، قائلا "في مطعمي، نلتزم بإجراءات الحماية الصحية مثل ارتداء الكمامات والقفازات، وتعقيم جميع الأواني والطاولات، وكل شيء لضمان بيئة عمل نظيفة، بالإضافة إلى طعام نظيف وصحي للزبائن".
ولاتوجد إحصائية رسمية عن عدد المطاعم في العاصمة العراقية بغداد، لكنها تقدر بالالاف.
وقال الشيف إحسان حرب البصري عضو جمعية طهاة العراق وعضو نقابة الطهاة وعمال الخدمة العراقية لـ ((شينخوا)) "لا توجد إحصائيات رسمية بعدد المطاعم في بغداد، لكنها تقدر بالالاف، وهي موزعة على كل مناطق العاصمة".
وأضاف "أن خدمة التوصيل موجودة في أغلب المطاعم".
وتابع "هناك مطاعم وفنادق الدرجة الأولى، التي تقدم خدمة توصيل من نوع خاص، هي خدمة المطعم المتنقل، حيث تقوم ببناء خيمة وترتبها على شكل مطعم في أي مكان يختاره الزبون، ويتم طبخ الطعام الذي يطلبه".
وأشار إلى "أن هذه الخدمة تطلبها العائلات الغنية، وفي بعض الأحيان قسم من الدوائر الحكومية عندما يكون لديها وفود رسمية"، مؤكدا "أن هذه الخدمة تمنع الاختلاط مع بقية الناس العاديين، ويكون زبائنها معروفين من قبل الشخص أو الدائرة المضيفة".

في الصورة الملتقطة يوم 27 يناير 2021، أحد عمال خدمة توصيل الطلبات يتواصل هاتفيا مع أحد العملاء في العاصمة العراقية بغداد. تشهد البلاد طفرة في خدمة توصيل الطعام وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). (شينخوا)
وأكد البصري أن خدمة توصيل الطعام تشهد انتعاشا، وهي تواكب التطورات الحاصلة في جميع نواحي الحياة، مبينا أن هذه الخدمة ستوفر فرص عمل لبعض العاطلين عن العمل.
ونتيجة لهذه الطفرة في خدمة توصيل الطعام عبر الإنترنت خلال فترة تفشي جائحة كورونا، بات على أصحاب المطاعم اتباع أحدث الطرق لكي يكونوا قادرين على المنافسة.
ومن أجل كسب رضا الزبائن وتقديم أفضل خدمة لهم وتسليم طلبات الطعام بأسرع وقت ممكن، لجأ أصحاب المطاعم إلى استئجار سائقي دراجات نارية مجهزة بأكياس توصيل الطعام وأحيانا صناديق عازلة للحرارة.
وقال محمد جعفر البالغ من العمر (25 عاما)، وهو سائق دراجة يقوم بتوصيل الطعام "منذ انتشار فيروس كورونا في العالم، شهد طلب الطعام من المطاعم عبر خدمات توصيل الطعام زيادة كبيرة كوسيلة لمنع انتشار الفيروس".
وتفضل العديد من المطاعم التعامل مع شركات توصيل تم تأسيسها في السنوات الأخيرة، مثل (توترز، السريع ، طلباتي)، وهي أكبر شركات توصيل طعام في البلاد.
وسجل العراق حتى اليوم 646650 إصابة بمرض فيروس كورونا، و608178 حالة شفاء، و13185 حالة وفاة، بحسب وزارة الصحة.■