مقالة خاصة: متحف جديد بالقاهرة يحكي الحضارة المصرية من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث
القاهرة 5 أبريل 2021 (شينخوا) في مبنى مهيب يعلوه هيكل هرمي يرتكز على أربعة أعمدة ويحيطه ساحة شاسعة تطل على بحيرة طبيعية، يروي المتحف القومي للحضارة المصرية الذي افتتح حديثا بالقاهرة تاريخ الحضارة المصرية منذ فترة ما قبل الأسرات وصولا إلى العصر الحديث.
وعند المرور من الباب الرئيسي يسلك الزوار رواقا لامعا يشبه الأنبوب يؤدي إلى المبنى الرئيسي الذي يتضمن قاعة العرض المركزية، والتي يحتوي مدخلها على درج يؤدي إلى قاعة المومياوات الملكية الواقعة بالأسفل.
وتم افتتاح القاعتين مساء أمس الأول (السبت) من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحضور المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أودري أزولاي والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي.
وجاء افتتاح القاعتين بالمتحف خلال الاحتفال بموكب ملكي مهيب لنقل 22 مومياوات ملكية لـ 18 ملكا وأربع ملكات من المتحف المصري بميدان التحرير بوسط القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط على بعد كيلومترات.
ووصف أحمد غنيم، المدير التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، المتحف بأنه "منارة للثقافة والسياحة في مصر والعالم العربي وأفريقيا".
وأشار غنيم إلى أن مساحة القاعة المركزية تبلغ حوالي 2000 متر مربع، بينما تبلغ المساحة الإجمالية للمتحف قرابة 33 فدانا، أي حوالي 138600 متر مربع.
وصرح مدير المتحف لوكالة أنباء ((شينخوا))، بأنه "لدينا الآن بالفعل 65 ألف قطعة أثرية لكن مخازننا يمكن أن تستوعب 100 ألف قطعة أثرية، ويوجد منها حوالي 1600 قطعة معروضة هنا في قاعة العرض المركزية".
وتعرض القاعة المركزية قطعا أثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، مرورا بالعصور الفرعونية والإسلامية والقبطية وانتهاء بالعصر الحديث، وإلى جانب التماثيل والآثار الفرعونية، تعرض القاعة المركزية هيكلا عظميا بشريا يعود تاريخه إلى 35 ألف عام، بالإضافة إلى أقدم طرف اصطناعي في التاريخ والذي يدل على تقدم المصريون القدماء في الطب، بحسب المدير التنفيذي للمتحف.
وتنتمي المومياوات الملكية التي تم نقلها إلى المتحف القومي للحضارة المصرية إلى ملوك وملكات من الأسر الفرعونية الـ 17 والـ 18 والـ 19 والـ 20، والتي يعود تاريخها إلى حوالي 3000 عام، ومنها مومياء الفرعون المصري رمسيس الثاني والملكة حتشبسوت.
وسوف يتم فتح قاعة المومياوات الملكية للزوار في 18 أبريل بالتزامن مع يوم التراث العالمي.
وأوضح سيد أبو الفضل المشرف على القاعة المركزية وقاعة المومياوات، أن "قاعة المومياوات الملكية ستعرض حوالي 150 قطعة منها الـ22 مومياء وتوابيتها، ولأول مرة سوف تعرض كل مومياء بجانب التابوت الذي عثر عليها فيه".
وبفضل الجهود المشتركة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والحكومة المصرية، تم وضع حجر الأساس للمتحف القومي للحضارة المصرية في عام 2002 وافتتحت قاعة العرض المؤقتة في عام 2017.
وقالت وزارة السياحة والآثار إنه تم بيع ما لا يقل عن 800 تذكرة للمتحف القومي للحضارة المصرية يوم أمس (الأحد)، أي في اليوم الأول من فتح القاعة المركزية للزوار.
ووصف وليد أحمد، وهو مهندس مدني مصري كان يقوم بجولة داخل القاعة المركزية، الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي والخارجي للمتحف بأنه "أكثر من ممتاز"، مضيفا، "لم أكن أتوقع أن المتحف سيكون بهذا الشكل الرائع".
وقال الزائر المصري، "أنا سعيد بالتصميم وطريقة العرض والتكنولوجيا المستخدمة، وأعتقد أنه سيكون مزارا سياحيا مهما في القاهرة".
أما ليتشا سونير، وهي شابة سويسرية، فأكدت أنها قررت زيارة المتحف بعد أن شاهدت "الموكب الذهبي" الرائع للفراعنة الذي رافق المومياوات الـ22 أثناء نقلها إلى المتحف.
وقالت السائحة السويسرية لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن المتحف، "إنه حقا مثير للإعجاب"، مضيفة أن "كل القصص المصرية القديمة رائعة جدا لكن المومياوات هي أكثر ما تعجبني".