رئيس وزراء إيطاليا يجري محادثات في ليبيا في أول زيارة له إلى الخارج

 في الصورة الملتقطة يوم 6 أبريل 2021، رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة (يمين) ونظيره الإيطالي الزائر ماريو دراغي يحضران مؤتمرًا صحفيًا في طرابلس، ليبيا. وقد بحث القائدان مجموعة متنوعة من القضايا لتعزيز التعاون الثنائي، مثل تجديد اتفاقية الصداقة لعام 2008 وفتح المجال الجوي الإيطالي أمام الطائرات الليبية.

طرابلس 6 أبريل 2021 (شينخوا) أجرى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، اليوم (الثلاثاء) في طرابلس محادثات مشتركة مع المسؤولين الليبيين تناولت بحث تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وتفعيل معاهدة الصداقة المشتركة، وذلك خلال أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في منتصف فبراير الماضي.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن دراجي بحث خلال لقاء مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، "تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية بين البلدين".

ونقلت الوكالة عن المتحدث الرسمي باسم المجلس الرئاسي نجوى وهيبة، قولها إن المباحثات تركزت "على التنسيق في كيفية العمل المشترك بين البلدين، وتفعيل بعض بنود معاهدة الصداقة الليبية الإيطالية الموقعة عام 2008، خاصة في مجال البنية التحتية والاستثمارات".

وأضافت وهيبة أن الجانبين ناقشا أيضا "كيفية عودة الشركات الاستثمارية للعمل في ليبيا، وكذلك فتح الأجواء بين ليبيا وإيطاليا في أسرع وقت ممكن"، واصفة اللقاء بـ"المثمر".

كما عقد رئيس الوزراء الإيطالي لقاء مع نظيره الليبي عبدالحميد الدبيبة، بحسب ما أفادت حكومة الوحدة الوطنية على صفحتها الرسمية في (فيسبوك).

وبحث الجانبان خلال اللقاء تفعيل معاهدة الصداقة المشتركة، خاصة فيما يتعلق باستكمال تنفيذ الطريق الدولي، وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، بالإضافة إلى ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وقال الدبيبة، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي "إن ليبيا مستعدة لبناء شراكة استراتيجية مع إيطاليا شعارها (سيادة ليبيا أولاً)".

وأشاد بالدور الذي لعبته إيطاليا في دعم الاستقرار في ليبيا، مشيرا إلى أنها من الدول القلائل، التي استمرت سفارتها في العمل من طرابلس وسط كل الظروف.

وتابع أن حكومة الوحدة الوطنية تتطلع إلى إعادة فتح الأجواء الإيطالية أمام الطيران الليبي، وكذلك تنظيم رحلات للطيران بين شركات البلدين وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة للمواطنين الليبيين بشكل أكبر من خلال زيادة عدد التأشيرات الممنوحة للطلبة ورجال الأعمال والمرضى.

وبشأن ملف الهجرة، قال الدبيبة إن إيطاليا وليبيا تعانيان تحديا مشتركا في ملف الهجرة غير الشرعية، معتبرا أن هذا الملف ليس مسؤولية ليبيا فقط كونها بلد عبور أو حتى إيطاليا كونها بلد مقصد، بل يجب أن يساهم المجتمع الدولي في معالجة السبب الحقيقي لهذا التدفق.

بدوره، قال رئيس الوزراء الإيطالي إن زيارته تأتي في إطار دعم حكومته لليبيا، وتدل على أهمية العلاقة التاريخية بين البلدين، مُبديا تطلعه للمضي قدما في العلاقة مع الاحترام التام لسيادة ليبيا.

وأشار إلى أن المباحثات شملت التعاون في عدد من المجالات، خاصة في مجال المشروعات والبنية التحتية والطاقة وكذلك الجانب الصحي، معلنا عن زيادة عدد المنح الدراسية للطلبة الليبيين للدراسة في إيطاليا.

وأكد دراجي أن إيطاليا راضية عن ما تقوم به السلطات الليبية لإنقاذ المهاجرين، وأنها تقف إلى جانب ليبيا لأنه أمر إنساني.

وأوضح أن المشكلة ليست مقتصرة على السواحل الليبية بل تنشأ من الحدود الجنوبية، وهو أمر أبدى فيه الاتحاد الأوروبي التزامه بمساعدة الحكومة الليبية، بحسب بيان حكومة الوحدة الوطنية.

وشدد دراجي على أهمية استمرار وقف إطلاق النار والسير قدماً نحو البناء والمصالحة بين كل الليبيين.

ووصل رئيس الوزراء الإيطالي في وقت سابق اليوم إلى طرابلس في زيارة رسمية لليبيا، هي الأولى له خارج البلاد.

وتشهد ليبيا زيارات مكثفة لمسؤولين غربيين ومن دول الجوار لتقديم الدعم إلى السلطة الجديدة منذ انتخابها عبر ملتقى الحوار السياسي في جنيف مطلع فبراير الماضي.

وكان آخر هذه الزيارات، زيارة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال السبت الماضي، والتي أعلن فيها دعمه للجهود التي تبذلها الحكومة الموحدة لإخراج البلاد من حالة الفوضى.

وعانت ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، لكن البلاد يسودها في الوقت الحالي وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة منذ أكتوبر الماضي، وتقودها حكومة وحدة.