عون يرحب بأي مبادرة لجامعة الدول العربية في حل الأزمة اللبنانية

2021-04-08 22:07:16|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بيروت 8 ابريل 2021 (شينخوا) رحب الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الخميس) بأي مبادرة تقوم بها جامعة الدول العربية في حل الأزمة اللبنانية الراهنة، معبرا عن تقديره لاهتمام الجامعة حيال لبنان واستعدادها لمساعدته على حل أزماته.

جاء ذلك بحسب بيان صدر عن مكتب الاعلام الرئاسي خلال استقبال عون الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي موفدا من الأمين العام أحمد أبو الغيط.

وعرض عون خلال اللقاء الأسباب التي حالت حتى الان دون تشكيل الحكومة والعراقيل التي وضعت في سبيلها.

وأكد "التزام لبنان تطبيق اتفاق الطائف الذي انبثق منه الدستور والذي يجب أن يكون محترما من الجميع، والعمل استنادا الى بنوده لاسيما في كل ما يتصل بإنشاء السلطات الدستورية وعملها وانحلالها".

واعتبر ان "كل ما يقال خلاف ذلك او يوحي بأن اتفاق الطائف مهدد، هو كلام لا يستند الى الواقع وتروجه جهات معروفة ومعنية بالتأليف"، مذكرا بأن "رئيس الدولة هو الوحيد الذي يقسم اليمين على الدستور للمحافظة عليه".

و"اتفاق الطائف" أو وثيقة الوفاق الوطني اللبناني كانت وضعتها الأطراف المتنازعة في لبنان في مدينة الطائف السعودية في سبتمبر 1989 بوساطة السعودية وبرعاية أمريكا وفرنسا وسوريا وانهى 15 عاما من الحرب الاهلية اللبنانية.

وعارض الاتفاق حينها ميشال عون الذي كان يتولى رئاسة حكومة عسكرية متحصنا في القصر الرئاسي الذي اخرج منه بالقوة عام 1990 ونفي بعدها 15 عاما الى فرنسا التي كان لجأ إلى سفارتها في بيروت.

وأدت اصلاحات في اتفاق الطائف الى جعل السلطة الاجرائية بيد مجلس الوزراء مجتمعا بعد ان كانت بمعظمها بيد رئيس البلاد، وفي المقابل نص الاتفاق على تكريس رئاسة الجمهورية للموارنة المسيحيين ورئاسة البرلمان للشيعة ورئاسة الحكومة للسنة.

وأقر الاتفاق المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في الحكومة ووظائف الفئة الاولى وفي البرلمان حيث اعطي الموارنة ضمن 7 طوائف مسيحية أخرى 34 نائبا من أصل 64 مقعدا نيابيا، بينما تقاسم السنة والشيعة والدروز والعلويون المقاعد الـ64 الأخرى، حيث حصل السنة والشيعة على 27 مقعدا نيابيا لكل من الطائفتين.

وأوضح البيان الرئاسي ان زكي، نقل الى عون تمنيات أمين عام الجامعة بان يتوصل الفرقاء اللبنانيون الى حلول للازمات التي تعصف حاليا بلبنان، واضعا إمكانات الجامعة بتصرف أي خطوة تساعد على تسهيل الاتفاق بين الأطراف اللبنانيين في المجالات كافة.

وقال زكي في تصريح ادلى به بعد اللقاء، ان الوضع في لبنان متأزم وان هناك أزمة سياسية واقتصادية ضخمة لافتا الى ان الازمتين متلازمتان، وانه لا يمكن حل الازمة الاقتصادية من دون الوصول الى مخرج وتسوية للأزمة السياسية.

وأوضح انه عرض على عون استعداد امين عام الجامعة للمساعدة في الاتصالات بين الاطراف الرئيسية في الازمة إذا كان هناك داع لتدخل الجامعة.

ونقل عن عون ترحيبه بهذا الطرح مؤكدا انه "سوف تكون هناك اتصالات مع الاطراف السياسية لحلحلة الوضع السياسي".

وفي تصريحات بعد لقاءات شملت رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ورئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، قال ان "الوضع الذي نعمل عليه هو تنفيذ فكرة تخرج المأزق السياسي الحالي من الوضع الذي هو فيه، والجامعة سبق ان ايدت المبادرة الفرنسية من حيث تشكيل حكومة اختصاصيين تنقذ البلد".

وقال زكي "نحن لا نحمل مبادرة ولا نضغط على الاطراف لكن نحن قلقون من الوضع في لبنان سياسيا واقتصاديا ونأمل من الجميع ان يضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الاخرى".

وجدد القول أن جامعة الدول العربية مستعدة للقيام بأي دور يطلب منها، سواء من خلال دبلوماسية مكوكية بين الأطراف اللبنانية الرئيسية أو في شكل توفير سقف عربي متمثل بالجامعة، للقاء الفرقاء السياسيين اللبنانيين.

ووصف الافكار التي طرحها رئيس البرلمان نبيه بري بأنها جيدة جدا ويبنى عليها ويمكن ان تشكل مخرجا من مأزق تشكيل الحكومة لافتا الى انه سيتم بحث الطرح مع كافة الأطراف للوقوف على المعوقات.

ويواجه لبنان شغورا حكوميا منذ اغسطس الماضي بسبب خلافات المسؤولين على حصصهم الوزارية وشكل وطبيعة الحكومة العتيدة.

ويرافق الشغور الحكومي تفاقم أزمات البلاد التي أدت لارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المائة وإلى تفاقم البطالة والتضخم وانهيار العملة المحلية والقدرة الشرائية وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي.

ويشهد لبنان منذ اكثر من 3 أسابيع احتجاجات شعبية بسبب تردي الأوضاع المعيشية في وقت يواجه البلد أزمة مالية غير مسبوقة أدت إلى تعثر سداد ديونه السيادية ووقف المصارف لسحوبات الودائع بالدولار وتقييدها بالعملة المحلية.

الصور

010020070790000000000000011101451398675161