تعليق ((شينخوا)): سحر دبلوماسية كرة الطاولة مرة أخرى

2021-04-10 15:59:08|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 10 إبريل 2021 (شينخوا) قبل خمسين عاما، في مواجهة غير متوقعة لكنها سعيدة، اخترق لاعبو كرة الطاولة الصينيون والأمريكيون الحواجز الأيديولوجية الراسخة بعمق وبدؤوا عملية إعادة تشكيل العالم التي أعادت في نهاية المطاف ربط بلديهما بعد 20 عاما من الخصومة والقطيعة المتبادلة.

بعد نصف قرن، مع وجود قوى واضحة في واشنطن تحاول فصل اللاعبين الرئيسيين المترابطين بالفعل بشكل وثيق على حساب الصالح العالمي، فإنه من الأهمية بمكان إعادة استذكار هذا الإرث الرائع والاستفادة مرة أخرى من قوة دبلوماسية كرة الطاولة.

ما يمكن تعلمه من القصة الأسطورية هو أن الاختلافات في الإرث الثقافي والأنظمة السياسية ليست عقبات حقيقية أمام التبادلات بين الناس، والأهم من ذلك، أن البلدين تحليا بالشجاعة والحكمة لتوجيه علاقاتهما في الاتجاه الصحيح.

عندما صعد لاعب كرة الطاولة الأمريكي غلين كوان بطريق الخطأ إلى الحافلة التي كانت تقل الفريق الصيني في ذلك اليوم الربيعي من عام 1971، في منتصف الحرب الباردة، تلقى من اللاعبين الصينيين إيماءات على حسن النية والاحترام، بدلا من أي أعمال عدائية.

وساعدت تفاعلاتهم الودية البلدين المتباعدين منذ فترة طويلة على معرفة المزيد عن بعضهما البعض وبشكل أفضل. واغتنم القادة السياسيون في كلا البلدين الزخم الإيجابي ودفعوا مساعيهم لتطبيع العلاقات الثنائية، مما أدى إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة بعد ثماني سنوات. لقد حركت الكرة الصغيرة العالم الكبير.

وعلى مر العقود، تضاعفت المعرفة المتبادلة بين الصينيين والأمريكيين، وقطعت التفاعلات بينهما خطوات كبيرة، مما حقق فوائد هامة للبلدين وبقية العالم.

وهناك اتفاقات توأمة بين 50 مقاطعة وولاية و231 مدينة في البلدين. وأيضا، كانت الصين واحدة من أكبر مصادر الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة لسنوات.

وعلى الصعيد الاقتصادي، شهدت التجارة الثنائية بينهما ارتفاعا مذهلا من مستوى يكاد لا يذكر عند 2.5 مليار دولار أمريكي تقريبا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي إلى قرابة 600 مليار العام الماضي.

ما حققته الصين والولايات المتحدة في العقود الفائتة يظهر أن الدول والشعوب ذات الأنظمة والقيم المختلفة يمكنها احترام بعضها البعض والعيش معا في سلام، طالما تحلت بالإرادة لإدارة الاختلافات والنظر إلى ما هو أبعد من فترة عيشها للحصول على فوائد أكبر وطويلة الأجل.

للأسف على مدى السنوات الأربع الماضية، حاول بعض الصقور من ذوي المواقف المتشددة تجاه الصين في واشنطن فك الارتباط بين أكبر اقتصادين في العالم. لقد شنوا حروبا تجارية وعرقلوا التعاون العلمي الثنائي الطبيعي وفرضوا قيودا على الطلاب والمسافرين الصينيين وروجوا لأكاذيب منافية للعقل حول الصين بشأن الوباء. لقد ألحقت هذه الأفعال أضرارا بالغة بما يعتبره كثيرون أهم علاقة ثنائية في العالم.

وهي بالفعل لحظة حيوية أخرى للاختيار بالنسبة لهذين البلدين الرئيسين في العالم. قبل خمسة عقود، اختار قادة الصين والولايات المتحدة آنذاك اغتنام الفرصة التي أوجدها رياضيوهم وأنهوا القطيعة بين البلدين. لقد انبهر المجتمع العالمي بشجاعتهم وفطنتهم السياسية.

وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في محادثته الهاتفية مع نظيره الأمريكي جو بايدن عشية عيد الربيع في فبراير، فإن الرغبة المشتركة لكلا الشعبين والمجتمع الدولي الأوسع هي رؤية تنمية سليمة ومستقرة للعلاقات الصينية الأمريكية.

على الرغم من أن أيام دبلوماسية كرة الطاولة مختلفة تماما عن تلك السائدة اليوم، فإن التعاون والتواصل يظلان السبيل الوحيد للمضي قدما للجانبين. في الواقع، تواجه الصين والولايات المتحدة فرصا أكبر وكذلك مطالب العمل مع بعضهما البعض في عالم يشهد ارتفاعا في التحديات العالمية وتزايدا في الترابط.

وبالتالي، يتوجب على صانعي القرار في واشنطن الانضمام إلى بكين في تنمية العلاقات الشعبية بين البلدين. وقد يبدأ ذلك بتراجع واشنطن عن جميع الإجراءات السامة التي قامت الإدارة الأمريكية السابقة بفرضها وذلك لتطبيع التبادلات بين البلدين.

فك الارتباط ليس ولا ينبغي أن يكون خيارا أبدا. من أجل مصالح كلا البلدين والمجتمع الدولي الأوسع، يجب على صانعي السياسة في واشنطن التحلي بمثل هذا النوع من الشجاعة والحكمة التي أظهرها أسلافهم قبل نصف قرن واختيار الخيار الجريء والصائب.

الصور

010020070790000000000000011100001398713091