مُنَسِّقة الألوان وعالمها الزاهي

بكين 25 أغسطس 2021 (شينخوانت) يصادف عام 2021 الحالي الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وعلى مدار المائة عام الماضية، ظل الحزب الشيوعي الصيني يقود الشعب الصيني على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، حيث أصبحت الصين أكثر ازدهارا وقوة، وارتفع مستوى معيشة الشعب بشكل ملحوظ. وعلى وجه الخصوص، سجلت التغيرات التي طرأت على مختلف المهن تحولات كبيرة في حياة الآلاف من العاملين في ظل التنمية الاجتماعية الواسعة النطاق التي شهدتها البلاد.
وتماشيا مع ارتفاع جودة حياة الشعب الصيني، ازداد اهتمام الناس بنوعية الحياة، ولذا ظهرت مهنة جديدة تسمى "مُنَسِّق الألوان".
ويستخدم مُنَسِّق الألوان المعارف والمهارات المهنية المتعلقة بالألوان للمشاركة في تنسيق الألوان والتصميم والتخطيط والتسويق. ويقدم خدمات ألوان احترافية للمجتمع من خلال مطابقة الألوان والاستشارات والأبحاث والتدريبات بشأنها لتحسين قدرة تصميم الألوان وتطبيقها في مختلف المجالات. ويوجد حاليا ما يقرب من 400 ألف مُنَسِّق ألوان في اليابان، كما لدى شركات تصميم الألوان في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى مجموعة من مُنَسِّقي الألوان المتخصصين، حيث يعملون في مجالات المنسوجات والملابس والبيئة والمنتجات الصناعية والمنتجات الإلكترونية، وغيرها من مختلف الصناعات مثل الطلاء والسيارات والمواد الغذائية.
وبعد تخرج السيدة بو لي لي البالغ عمرها الآن 33 عاما، في الأكاديمية المركزية الصينية للفنون الجميلة، عملت في شركة إعلانات. وتسببت الأعمال اليومية الشاقة في مشاكل صحية لها. وخلال فترة بقائها في المنزل، شاهدت ذات مرة فيلما وثائقيا عن مُنَسِّقي الألوان على التلفزيون. وبدأت بو لي لي تحب الألوان منذ نعومة أظفارها وكانت حساسة جدا في شأن تنسيق الألوان، لذلك اتخذت قرارا جريئا لبدء حياة مهنية جديدة مع الألوان.
وعندما نتحدث عن تنسيق الألوان، أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو توجيه مصممي الصور الشخصية لزبائنهم حول كيفية تنسيق ألوان الملابس، لكن الواقع لا يقتصر على ذلك. وبعد تحقيق دقيق، وجدت بو لي لي أن تنسيق الألوان، بوصفه مهنة ناشئة، قد دخل إلى كافة نواحي حياتنا. وبالإضافة إلى تنسيق ألوان الملابس، يؤدي مُنَسِّق الألوان دورا كبيرا في جميع جوانب تطوير المنتجات وحتى التسويق في العديد من الشركات الكبيرة مثل شركة "فولكس فاجن"، وشركة هواتف "إل جي" المحمولة وشركة "آبل" وغيرها. وبشكل عام، تبدو آفاق التوظيف لمُنَسِّقي الألوان واعدة للغاية، ويرتفع مستوى رواتبهم باستمرار، ويتبوَّأون موقعا لا يمكن الاستغناء عنه في مختلف القطاعات.
وبعد التحضير الكافي، افتتحت بو لي لي استوديو خاصا لمساعدة الشركات في تصميم مطابقة الألوان لديكور المكاتب وتنسيق ألوان الزهور لحفلات الافتتاح، وبعض متاجر الملابس في تصميم تنسيق ألوان الأزياء المعروضة، بالإضافة إلى مساعدة العديد من المتزوجين على تنسيق الألوان في مشهد الزفاف.
وفيما يتعلق بخطتها في المستقبل، ترى بو لي لي أنه على الرغم من ازدياد عدد المهنيين في مجال تنسيق الألوان خلال السنوات الأخيرة، إلا أنهم ما زالوا بعيدين عن تلبية احتياجات السوق. وتحتاج الصين، باعتبارها بلدا صناعيا ومستهلكا رئيسيا في العالم، إلى مزيد من الشركات التي تتمتع بقدرات ابتكارية مستقلة قوية، وستكون هناك حاجة لتوظيف مليون مُنَسِّق ألوان على الأقل في غضون السنوات القليلة المقبلة. وبحلول ذلك الوقت، سيُتبني المزيد من التقنيات المبتكرة في تصميم المنتجات وتطوير العلامات التجارية للمؤسسات. وتأمل بو لي لي في فتح مدرسة خاصة في المستقبل لنشر معارف تنسيق الألوان، حتى يتمكن المزيد من الناس من فهم هذا المجال، وتكون حياتهم مليئة بالألوان الزاهية.




