مقالة خاصة: عشرون عاما من الحرب الأمريكية على الإرهاب في الشرق الأوسط... الإنجاز ضئيل والاخفاق كبير

2021-09-12 11:05:09|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 12 سبتمبر 2021 (شينخوا) قبل أقل من أسبوعين من الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر، أكملت الولايات المتحدة انسحابها المستعجل والفوضوي من أفغانستان، منهية عشرين عاما من الحرب على الإرهاب في البلاد، إلا أن هجوم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مطار كابول كشف بوضوح عن فشل الولايات المتحدة في القضاء على تهديد الإرهاب.

وعقب هجمات 11 سبتمبر، شنت الولايات المتحدة حربين في الشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب، لكن بعد فقدان آلاف الجنود وإنفاق تريليونات من الدولارات، لم تتمكن أبدا من اجتثاث جذور الإرهاب حتى خلقت التربة الخصبة لتطور المنظمات الإرهابية. وقد تجاوز الآن عدد المنظمات الإرهابية والأفراد الإرهابيين وكثافة الهجمات ما كان عليه في عام 2001 بكثير، ولا يزال الإرهاب يشكل تهديدا كبيرا لأمن المنطقة والعالم بأسره.

الماضى: قليل من الإنجازات وكثير من الاخفاقات

خلال العشرين عاما الماضية، تصدرت الحروب والصراعات والهجمات وأرقام الضحايا في الشرق الأوسط عناوين الإعلام العالمي، وظهرت وتصاعدت تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وداعش واحدا تلو الآخر.

الآن، لا يزال تنظيم القاعدة ينشط في العديد من الدول مثل أفغانستان والعراق واليمن ويشن هجمات بين الحين والآخر. أما داعش، فلا يزال يشكل تهديدا في العراق وسوريا عبر "الخلايا النائمة" رغم تعرضه لهزائم متتالية في البلدين. وعبر المنظمات الموالية له، توسع نفوذه حتى خارج الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا وإفريقيا وعمل على إنشاء شبكة إرهابية دولية.

تعليقا على الحرب الأمريكية على الإرهاب، قال ما شياو لين، البروفيسور بجامعة تشجيانغ الصينية للدراسات الدولية ومدير معهد دراسات حوض البحر الأبيض المتوسط، إن الحرب حققت إنجازا جيدا في تقليل الهجمات الإرهابية على الأراضي الأمريكية، لكن الأمر مختلف على المستوى الدولي، حيث خلقت حرب العراق وحرب أفغانستان اضطرابات وفوضى هائلة غذت الإرهاب، مما أدى إلى ظهور منظمات إرهابية مثل داعش.

وذكر ما شياو لين أن حرب مكافحة الإرهاب لم تتمكن من اجتثاث جذور الإرهاب، ولا يزال تنظيما القاعدة وداعش متواجدين بقوة في غربي آسيا وشمالي إفريقيا، رغم تراجع تهديد الإرهاب باستمرار من ذروته في عام 2014.

من جانبه، وصف دينغ لونغ، الأستاذ بمعهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، الحرب الأمريكية على الإرهاب بأنها "فاشلة"، قائلا إن نتائج الحرب "ليست جيدة بشكل عام ولم تتخلص من تهديد الإرهاب الذي لا يزال يتوسع في الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا".

وأرجع دينغ الفشل الأمريكي إلى ثلاثة أسباب: أولا، انحرفت الولايات المتحدة عن النية الأصلية لمكافحة الإرهاب، وحولت هدف الحربين في أفغانستان والعراق من مكافحة الإرهاب إلى إجراء التحول الديمقراطي، مما خلق اضطرابات غذت الإرهاب. ثانيا، أدمنت الولايات المتحدة استخدام القوة العسكرية وأهملت استخدام القوى الناعمة في القضاء على التربة المغذية للإرهاب. ثالثا، قامت أمريكا بتسييس مكافحة الإرهاب واتخذت معايير مزدوجة لتشويه الآخرين، مما قوض التعاون الدولي في هذا المجال.

المستقبل: مساعدة الدول المتضررة والتخلي عن المعايير المزدوجة

أمام أنظار العالم، شن داعش هجوما مروعا على مطار كابول، ليجلب نهاية مخزية لعقدين من الحرب الأمريكية على الإرهاب في أفغانستان، وليظهر قوته وقدرته على تهديد أمن العالم.

حول ذلك، قال ما إن الفشل والإنسحاب الأمريكي في أفغانستان بتلك السرعة المذهلة قد يحفز بعض المنظمات الإرهابية، محذرا من احتمال تصاعد الإرهاب مرة أخرى، خاصة على خلفية التراجع الاستراتيجي الأمريكي في الشرق الأوسط.

وفي المستقبل، سيواجه العالم وضعا معقدا وصعبا في مكافحة الإرهاب، بحسب قوله.

وفي هذا الصدد، دعا نيو شين تشون، مدير معهد الشرق الأوسط بالأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، المجتمع الدولي إلى التعاون بشكل خاص في تحسين قدرات الحوكمة في أفغانستان وسوريا والعراق وغيرها من الدول المتضررة من الإرهاب، إذ أن استقرار هذه الدول مهم للغاية لتجنب تصاعد الإرهاب مرة أخرى.

وأكد ما على أهمية معالجة كل من الأعراض والأسباب الجذرية للإرهاب، داعيا المجتمع الدولي إلى التعاون في مساعدة دول الشرق الأوسط في اختيار طرق التنمية المناسبة لها وخفض التناقضات الاجتماعية إلى أدنى مستوى، لإزالة التربة الخصبة للإرهاب. كما دعا إلى تحقيق التعايش السلمي بين الأمم المختلفة في المنطقة لتجنب الصراعات بينها.

ومن جانبه، دعا دينغ لونغ المجتمع الدولي إلى التركيز على حل الأسباب الجذرية للإرهاب ومساعدة الدول التي مزقتها الحرب لتحقيق الاستقرار وإزالة التربة الخصبة للإرهاب، فضلا عن دفع التعاون في التشارك الاستخباراتي والتبادل الفني.

وقال دينغ "إن الإرهاب عدو مشترك للبشرية وتحد دولي يهدد الأمن العالمي، ولا يمكن لأية دولة أن تكافح الإرهاب بمفردها"، داعيا المجتمع الدولي إلى التخلي عن الانحياز والمعايير الدولية المزدوجة في مكافحة الإرهاب.

الصور

010020070790000000000000011100001310182806