تعليق شينخوا: كيف تحول واشنطن مكافحة الإرهاب نفسها إلى إرهابية
بكين 19 سبتمبر 2021 (شينخوا) اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) يوم الجمعة، بأن الضحايا الـ10، ومن ضمنهم سبعة أطفال، الذين لقوا حتفهم في غارة الـ29 من أغسطس، بغارة نفذتها طائرة مسيرة في أفغانستان، كانوا مدنيين أبرياء، وليس ما زعمت في البداية من إرهابيي تنظيم "الدولة الإسلامية". لقد أضافت أدلة جديدة على أن واشنطن نفسها تشكل تهديدا فظيعا للأمن الإقليمي على الرغم من شعار "مكافحة الإرهاب".
في الوقت نفسه، تحدث براندون براينت، وهو مشغل طائرات مسيرة أمريكي سابق، تحول إلى مُبلغ عن مخالفات، تحدث منتقدا الفظائع التي أُجبر على القيام بها أثناء خدمته في الجيش الأمريكي. قال براينت لوسائل إعلام إنه بعد أن قتل طفلاً بطريق الخطأ في أفغانستان، قال له رؤساؤه "إنه مجرد كلب".
عمليات القتل بدم بارد للأبرياء يمكن رؤيتها في كل مكان وفي كل لحظة في العملية الكاملة لـ"حرب مكافحة الإرهاب" الأمريكية في أفغانستان، وقد تحولت الحملة إلى اتجاه ضد البشر.
هذه الحرب التي استمرت عقدين في أفغانستان، شهدت إراقة دماء مروعة وسقوط ضحايا مدنيين. والإحصاءات غير المكتملة تشير إلى أنه منذ دخولها ساحات المعارك في أكتوبر 2001، تسببت القوات الأمريكية في مقتل أكثر من 30 ألف مدني.
إن أشد ما يحزننا هو وفيات الأطفال. بين عامي 2016 و2020، قُتل حوالي 1600 طفل في الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان، وفقا لمنظمة ((التحرك ضد العنف المسلح))، وهي منظمة خيرية مقرها لندن.
قامت بعض القوات الأمريكية في أفغانستان بقتل مدنيين "من أجل متعة القتل". في عام 2010، تم اتهام 12 عسكريا أمريكيا لتشكيلهم "فريق قتل" سري، قام بتفجير وإطلاق النار على أفغان بشكل عشوائي، وقطع أصابعهم وجمعها كجوائز.
ووفقا لشهادة عسكريين آخرين، تحدث كالفن غيبس، الرقيب السابق في القوات الأمريكية، عن مدى سهولة "إلقاء قنبلة يدوية على شخص ما، وقتله"، عندما كان يخدم في العراق.
ومن المثير للسخرية أن المهمة الأمريكية التي انتهت للتو في أفغانستان، والتي كلفت أكثر من 2000 جندي أمريكي وأكثر من 2 تريليون دولار أمريكي، قد أثبتت مؤخرا أنها فاشلة، حيث قفز عدد الجماعات الإرهابية على الأراضي الأفغانية من عدد مفرد الرقم إلى أكثر من 20 خلال الـ20 سنة الماضية.
إن الحرب التي شُنت باسم محاربة الإرهاب في أفغانستان، لم تسهم إلا بجعل هذا البلد أكثر فقرا وضعفا وفوضى.
وحتى عام 2020، كان 47.3 في المائة من سكان أفغانستان يعيشون تحت خط الفقر الوطني، وفقا لبيانات من بنك التنمية الآسيوي. في عام 2019، كان 34.3 في المائة من العاملين في البلاد يحصلون على أقل من 1.9 دولار في اليوم.
وعبر مواجهة الإرهاب بالإرهاب، كانت "حرب واشنطن على الإرهاب" محكوم عليها بالفشل. وقبل أيام من انسحاب القوات الأمريكية أخيرا من أفغانستان، تسببت الهجمات الإرهابية قرب مطار كابول، بقتل وإصابة مئات المدنيين الأفغان. وقد كشف بعض المصابين عن أن القوات الأمريكية، أطلقت النار على المدنيين بعد الانفجارات، وأدى ذلك إلى سقوط المزيد من الضحايا.
ومن المؤسف جدا أن بعض وسائل الإعلام الغربية تستخدم كل الوسائل لتبرير الفظائع الأمريكية ضد الإنسانية في جميع البلدان الضحية. حياة الشعبين الأفغاني والعراقي مهمة مثل حياة أي بلد. ويجب على واشنطن أن تفكر بجدية وتتحمل مسؤوليات ما فعلته في جميع أنحاء العالم، وأن تضمن عدم تكرار المآسي الدموية.