تعليق شينخوا: على واشنطن أن توقف تسييس قواعد اقتصاد السوق

2021-10-28 09:58:21|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 28 أكتوبر 2021 (شينخوا) الفطرة السليمة تعلّمنا أن اقتصاد السوق يتميز دائما بالانفتاح والإنصاف ومبدأ عدم التمييز. مع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة، سوء استخدام هذه القواعد إلى حد كبير من قبل الولايات المتحدة، كأداة سياسية لتقديم المصالح الذاتية في المنافسة العالمية.

الولايات المتحدة تعلن عن نفسها دوما بأنها رائدة في قواعد السوق. ولكن، عندما تشعر واشنطن أن تفوقها الاقتصادي والتكنولوجي في خطر، فإنها غالبا ما تلجأ للتنمر على الشركات الأجنبية بحجة "الأمن القومي".

هذه الممارسة المُسيّسة أصبحت بالفعل تكتيكات معتادة لها. في أواخر الشهر الماضي، أعلنت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية، عن برنامج بقيمة 1.9 مليار دولار، لتعويض شركات الاتصالات الأمريكية العاملة بالمناطق الريفية على الأغلب، عن إزالة معدات شبكة اتصالات تنتجها الشركات الصينية، ولا سيما ((هواوي)) و((زد تي إي))، لاجئة مرة أخرى إلى ما تزعم أنها "تهديدات للأمن القومي".

هذه الخطوة هي حلقة أخرى من حملة واشنطن للتمييز ضد شركات التكنولوجيا الصينية، في وقت لا يوجد فيه أي دليل قوي يدعم اتهاماتها. إن ما يسمى بـ "الأمن القومي" ليس سوى غطاء سياسي أخرق يخفي دوافعها الاقتصادية التنمرية والحمائية.

إن ما يجعل جيمس كايل، الرئيس التنفيذي لشركة ((أل أتش تي سي-LHTC Broadband)) لاتصالات النطاق العريض، في حيرة من أمره، هو أنه لم ير أبدا أية مشكلة تتعلق بتهديد أمني في معدات هواوي - ليس فقط في الأشهر القليلة الماضية التي تم فيها تأجيج مثل هذه الاتهامات من قبل حكومة الولايات المتحدة، ولكن أيضا في جميع فصول آخر 5 سنوات من الشراكة مع هواوي. شركة السيد كايل تقدم خدمات الهاتف والتلفزيون والإنترنت إلى 7000 موقع ريفي في البلاد. وهناك 1600 موقع من مواقعها تستخدم معدات من ((هواوي)).

إضافة لذلك، قال كايل إن معدات هواوي "تعمل بصورة جيدة جدا"، مع موثوقية ممتازة نادرا ما تتطلب دعما تقنيا.

إذا أرادت الإدارة الأمريكية احترام قواعد السوق التي تدعو إليها، فعليها أن تسمح للشركات المحلية باتخاذ قراراتها الخاصة بشأن من تريد العمل معه. وفي نظر العديد من شركات الاتصالات الأمريكية، فإن شركات مثل هواوي، التي يمكنها تقديم منتجات عالية الجودة وبأسعار معقولة، تعتبر دوما من الشركاء المثاليين.

لقد أثارت مثل هذه الأفعال المتهورة للتدخل في نظام اقتصاد السوق مثل فرض الرسوم الجمركية، وإعاقة الاستثمار الأجنبي وتعطيل سلاسل التوريد العالمية، معارضة قوية وكراهية في المجتمع الدولي بالفعل، وكذلك بين الشركات الأمريكية، وسط دعوات عاجلة لاحترام قواعد السوق.

الرئيس التنفيذي لشركة ((بوينغ))، ديف كالهون، دعا واشنطن في مارس، إلى فصل القضايا السياسية عن التجارة مع الصين "لتشجيع بيئة التجارة الحرة بين هذين العملاقين الاقتصاديين".

إن المعايير المزدوجة لواشنطن بشأن قواعد السوق، تشهد بوضوح على نفاقها وسعيها المتهور للهيمنة العالمية، وتفضحها أمام المجتمع العالمي. في عصر العولمة الاقتصادية، فإن الفصل وبناء الجدران يتعارض مع روح العصر في عالم اليوم، في وقت ينبغي فيه أن يكون الانفتاح والتعاون موجة المستقبل.

يتعين على الولايات المتحدة أن تفهم أنه فقط من خلال الاتباع الحقيقي لقواعد اقتصاد السوق، يمكنها خدمة مصالحها الخاصة على المدى الطويل. وإلا فإنها ستكون كمن يطلق النار على قدميه.

الصور

010020070790000000000000011101451310274674