مقالة خاصة: عبير الوردة يفوح في شانغهاي مجددا... معرض الصين الدولي للاستيراد ساحة ضخمة لازدهار المنتجات العربية والعالمية

2021-11-10 09:24:55|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 10 نوفمبر 2021 (شينخوا) في غضون فترة زمنية قصيرة، استطاعت منتجات عربية متميزة مثل الوردة الدمشقية وزيت الزيتون والتمر والبرتقال، بل وشركات عربية متخصصة في مجالي الخدمات اللوجستية والتجارة الخدمية، أن تخطو خطوات ملموسة نحو السوق الصينية وترسخ جذورها في هذه السوق الكبيرة على مدى الدورات الأربع من معرض الصين الدولي للاستيراد الذي انطلقت دورته الأولى في عام 2018.

إنه أول معرض مخصص للاستيراد في العالم وقد خرجت دوراته الثلاث السابقة بنتائج مثمرة. وفي الدورة الرابعة من المعرض الذى ينعقد في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر الحالي في شانغهاي، يشارك فيها ما يقرب من 3000 شركة من 127 دولة ومنطقة، ومن بينها 90 شركة من 33 دولة من أقل البلدان نموا.

وهناك عدد كبير من الشركات الرائدة في العالم من قطاعات مختلفة مثل الأغذية والسيارات والهندسة الكهربائية والمعدات الطبية ومستحضرات التجميل، تعرض منتجاتها وتقنياتها في المعرض. وفعليا، تجاوزت أعداد الدول المشاركة والعارضين تلك الخاصة بالدورة الثالثة منه في العام الماضي، كما تم توسيع مساحة المعرض على أرض الواقع إلى أكثر من 360 ألف متر مربع، حسبما أفادت الجهة المنظمة للدورة الرابعة من المعرض.

ومن جانبه، أشار سون تشنغ هاي نائب مدير مكتب معرض الصين الدولي للاستيراد في وقت سابق إلى أنه خلال فعاليات المعرض، ستنضم 58 دولة وثلاث منظمات دولية أيضا إلى المعرض القطري عبر الإنترنت، الذي يتبنى تكنولوجيات، من بينها النمذجة ثلاثية الأبعاد والمحركات الافتراضية، لإنشاء قاعة معارض رقمية، وهي سمة جديدة لمعرض هذا العام يمكن أن تعرض من خلالها الدول المشاركة إنجازاتها التنموية وصناعتها التنافسية وجوانبها الثقافية والسياحية. ومن بينها دول عربية مثل سوريا، وقطر والكويت، وفلسطين.

وعن الأهمية الخاصة لهذه الدورة، قال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هو تشون هوا، رئيس اللجنة المنظمة لمعرض الصين الدولي للاستيراد، إنه نظرا لكون هذا العام يصادف حلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني ومرور 20 عاما على انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، فإن إقامة المعرض بنجاح ستكون ذات أهمية استثنائية.

فـ"معرض الصين الدولي للاستيراد هو معرض استثنائي لأنه يربط بشكل فعال بين استكشاف الأسواق في كل من الإمارات والصين، ويساعدنا على فتح السوق الصينية، ويوفر العديد من الشركاء المتميزين"، هكذا قال نيو لايو، مدير شركة إماراتية متخصصة في مجال الخدمات.

ومع استمرار تطور سلاسل القيمة والإمداد العالمية، يرى رجال الأعمال في العالم أن المعرض يعد بمثابة منصة تعمل على نسج التكامل بين الاقتصادات العالمية وكذا حافز لجميع الدول المشاركة للعمل بشكل مشترك على دفع حجم الطلب متعدد الأطراف في السوق وصولا إلى الهدف النهائي المتمثل في تعزيز آليات تقاسم الفوائد على الصعيد العالمي.

وقد يتبادر إلى الأذهان سؤال عن سبب الاحتياج إلى معرض الصين الدولي للاستيراد؟ والإجابة من وجهة نظر رجل الأعمال السوري طارق الشايب، الذي تُعرض منتجات شركته في المعرض للمرة الرابعة، تكمن في أن السوق الصينية تتمتع بإمكانات هائلة وأن المعرض بدوره يساعد العديد من الشركات الأجنبية كثيرا ويعد أفضل وسيلة أمام العلامات التجارية الجديدة للفت انتباه العملاء الصينيين ويحظى بجهود تنظيمية وترويجية من جانب الحكومة الصينية. ويتوقع الشايب لهذه الدورة نتائج ملموسة وقبولا حسنا لما يطرحه فيها من منتجات جديدة.

ولفت رجل الأعمال اللبناني أمير بدر حسون، إلى أن المعرض يلعب دورا كبيرا في تنمية الصادرات إلى الصين ويعمق التواصل بين رجال الأعمال المشاركين فيه من مختلف بلدان العالم وبين نظرائهم في الصين، ويسهم في إعادة إنماء حركة التجارة والاستيراد والتصدير من الصين وإليها، مسلطا الضوء على أهمية التعاون التجاري بين البلدان العربية والشرق أوسطية والصين والتي قال إنها ترجع إلى أن "الصين من أهم الأسواق الاستهلاكية".

وبدورها أكدت تشيو شو ون، الخبيرة في معهد الحوكمة العالمية والدراسات الإقليمية بشانغهاي، أنه من منظور البناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق"، أصبح المعرض منصة مهمة للبلدان على طول الطريق لعرض صورتها الوطنية وإنجازاتها التنموية الاقتصادية والتجارية ومنتجاتها المتخصصة ومن بينها الدول العربية التي تعد شركاء لا غنى عنهم في إطار مبادرة الحزام والطريق، مشيرة إلى أن المعرض، بما يتضمنه من منصة الخدمة الترويجية الشاملة "6 أيام زائد 365 يوما"، يمثل قوة دفع بالنسبة لجميع المشاركين.

كما أعربت سيدة الأعمال الصينية دونغ جينغ يان وشريكتها السورية رولا أديب، اللتان شاركتا في المعرض منذ دورته الأولى في عام 2018، عن ثقتهما في نجاح المعرض. وقالت دونغ إن شركائها السوريين حققوا تقدما كبيرا في عملهم التجاري، وقد أنشأت في شانغهاي "جناح الاستيراد السوري" وأطلقت فروعا جديدة لتسويق المنتجات السورية في بكين وتشنغدو، كما بدأ المتجر الإلكتروني لـ"جناح الاستيراد السوري" عمله في مايو من العام الجاري على أحد أكبر منصات التجارة الإلكترونية الصينية.

جدير بالذكر أنه على الرغم من تأثير جائحة كوفيد-19، وصل إجمالي حجم التجارة بين الصين والدول العربية إلى 239.8 مليار دولار أمريكي في عام 2020، وهو ما يعد دليلا على القدرة الكبيرة للمرونة والصمود والإمكانات والإنجازات الملموسة للتعاون الصيني العربي.

فقبل عدة سنوات، اقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق للمساعدة في إطلاق العنان للنمو الاقتصادي في البلدان النامية، واتخذت سلسلة من الخطوات الملموسة لتحسين بيئة الأعمال داخل البلاد، وأقامت منصات مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، لتقاسم فرص التنمية مع العالم الأوسع. وتبذل الصين كل هذه الجهود انطلاقا من إيمانها العميق بأن جميع البلدان شركاء متساوون يتشاطرون نفس الكوكب ومستقبلا مشتركا.

الصور

010020070790000000000000011100001310301868