مقالة خاصة: انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية يعود بزخم تنموي وفرص مواتية على العالم أجمع
بكين 10 نوفمبر 2021 (شينخوا) انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001. وعلى مدى 20 عاما، استطاعت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أن تعود من خلال تطورها السريع بفوائد ضخمة وقوة دفع تنموية وفرص كثيرة على العالم أجمع.
فقد وقعت الصين بروتوكول الانضمام لمنظمة التجارة العالمية في العاصمة القطرية الدوحة في 11 نوفمبر عام 2001، ودخل البروتوكول حيز التنفيذ اعتبارا من 11 ديسمبر 2001، لتصبح الصين منذ ذلك الحين عضوا بالمنظمة.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، استرجع ناصر بوشيبة رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية في المغرب هذا الحدث الكبير قائلا إن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية كان الهدف منه بناء وضع مربح للصين ودول العالم، وخضع لعملية تحضيرية جوهرية طويلة الأمد.
ففي أواخر التسعينيات، أطلقت الحكومة الصينية سلسلة من الحوارات الصادقة مع العديد من الدول. وكان الغرض منها هو كيفية تمكين أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان من الانضمام إلى النظام الاقتصادي العالمي بشكل مسؤول، وفي الوقت نفسه، إتاحة الفرصة أمام الشركات في البلدان الأخرى للاستفادة من السوق الصينية الضخمة، حسبما ذكر بوشيبة.
وأضاف الباحث المغربي "لقد أثبتت الحقائق أنه في سياق التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة في الصين، ساهمت المفاوضات الودية والالتزامات الصادقة بين الحكومة الصينية والدول الأعضاء بمنظمة التجارة العالمية في جعل انضمام الصين للمنظمة يعود بزخم تنموي وفرص مواتية على العديد من البلدان".
يقول المثل العربي "لا يعجز القوم إذا تعاونوا"، فتنمية الصين تحتاج إلى مساعدة من العالم وازدهار العالم يحتاج إلى مساهمة من الصين.
وخلال الـ20 عاما الماضية، حققت الصين نموا سريعا وأصبحت أكبر دولة مُصدّرة في العالم، وثاني أكبر دولة مستوردة في العالم، وثاني أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم.
وأشارت وزارة التجارة الصينية في أكتوبر الماضي إلى أن الصين لا تزال ثاني أكبر مستورد في العالم لمدة 11 عاما متتالية، مضيفة أنه في الفترة من يناير إلى سبتمبر عام 2021، استوردت الصين سلعا قيمتها ما يقرب من 2 تريليون دولار أمريكي، بزيادة 32.6 في المائة على أساس سنوي.
وفي النصف الأول من عام 2021، شكلت واردات الصين من السلع حوالي 12 في المائة من الإجمالي العالمي، كما ساهمت البلاد بنسبة 15 في المائة من زيادة الواردات في جميع أنحاء العالم خلال هذه الفترة، حسبما ذكرت البيانات الصادرة عن منظمة التجارة العالمية.
وأكد محمود ريا، مدير موقع ((الصين بعيون عربية)) الإخباري اللبناني، إنه من حق الصين أن تحتفل بشكل كبير بالذكرى العشرين لانضمامها لمنظمة التجارة العالمية، وهذا حق نابع من الإنجازات الكبرى التي حققتها الصين من خلال هذا الانضمام، "ليس فقط الاستفادة التي حققتها هي من علاقاتها مع الدول الأخرى، من خلال منظمة التجارة العالمية، ولكن أيضا ما قدمته الصين للعالم في هذا المجال".
وسلط الضوء على أن الصين من خلال انضمامها عام 2001 إلى منظمة التجارة العالمية حركت الاقتصاد العالمي ودخلت إلى عمق هذا الاقتصاد وأدخلت دول العالم إلى قلب الصين.
فمنذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، تعهدت الصين ببذل جهود حثيثة مع الدول الأعضاء الأخرى بالمنظمة في الحفاظ على النظام التجاري متعدد الأطراف ومبادئه ودفع تطوير التجارة والاقتصاد على الصعيد العالمي.
ولدى تأكيده على وفاء الصين بالتزاماتها، قال ريا إنه خلال هذه السنوات العشرين نفذّت الصين كل المتطلبات المفروضة عليها بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية، بل ونفذت أكثر مما هو مطلوب منها في كثير من المجالات.
وضرب مثالا على ذلك بقوله إنه "عندما يُطلب منها أن تفتح 100 قطاع اقتصادي، نجد أن الصين قد فتحت أمام التجارة وحسب قواعد منظمة التجارة العالمية حوالي 120 قطاعا، وعندما يُطلب منها أن تكون الضريبة على السلع المستوردة لا تتجاوز 9.8 بالمائة، نجد أن الصين قد خفضت هذه الضريبة إلى حوالي 7.4 بالمائة".
وقد قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمة ألقاها في حفل افتتاح الدورة الرابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد عبر رابط فيديو مساء الخميس، إن الصين ستدعم بثبات التعددية الحقيقية، وستتقاسم فرص السوق مع العالم، وستعزز الانفتاح على مستوى عالٍ، وستحمي المصالح المشتركة لجميع الدول.
ورأى أبو بكر الديب، الخبير الاقتصادي المقيم في العاصمة المصرية القاهرة، أن الصين "تعتبر حائط صد ونقطة حماية من الأزمات الدولية"، إذ لعبت دورا كبيرا في تجاوز الأزمة المالية في عام 2008 كما تساعد دول العالم على الخروج من أزمة كوفيد-19 وتداعياتها الاقتصادية.
وأشار إلى أن الصين مدت يد العون للعديد من الدول في إفريقيا والوطن العربي، مؤكدا أن الصين رفعت مبدأ "الكل رابح" في تعاملها مع الدول سواء في إفريقيا أو الوطن العربي أو آسيا أو غير ذلك. وأضاف أنها "تتعامل مع مبدأ 'الكل رابح'، الكل يتعامل والكل يكسب والكل يربح... رأينا ذلك في مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين".
وشاطره بوشيبة الرأي، قائلا "لذلك، حرصت كل الحرص على تشجيع رواد الأعمال من الدول العربية والإفريقية على إيلاء المزيد من الاهتمام للسوق الصينية من خلال منصات التبادل الدولية التي أنشأتها الحكومة الصينية، والمشاركة في مختلف المنتديات والمعارض الدولية التي تقام في الصين، وتطوير العلاقات بشكل نشط مع رواد الأعمال الصينيين".
وأوضح أن "هذه التبادلات ستفتح مجالا أرحب لتطوير التعاون من خلال الاستفادة من السوق الواسعة وفرص الأعمال غير المحدودة الناتجة عن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية".