مقالة خاصة: معرض الصين الدولي للواردات يفتح فرصا وآمالا أمام الشركات الشرق أوسطية المتضررة من الجائحة
بكين 10 نوفمبر 2021 (شينخوا) من الصابون السوري إلى المكسرات التركية والمنتجات البترولية الإماراتية، تروج شركات عدة من الشرق الأوسط بحماس لمنتجاتها في معرض الصين الدولي للواردات المقام حاليا في شانغهاي، وتحدوها تطلعات كبيرة إلى زيادة تواجدها في السوق الصينية الضخمة في ظل التحدي المتمثل في جائحة كوفيد-19.
تشهد الدورة الرابعة من المعرض، وهو أول معرض عالمي على المستوى الوطني مخصص للاستيراد، مشاركة حوالي 3000 شركة من 127 دولة ومنطقة، وتُختتم اليوم الموافق الـ10 من نوفمبر.
-- تكيف مع السوق
بالنسبة لسامر فرحات من شركة ((بسام الغراوي)) اللبنانية، الذي يعرض في المعرض شوكولاتة "الغراوي" اللبنانية التي يجرى إنتاجُها منذ أكثر من 120...130 سنة، تعد هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها عارضا لأي بضاعة لبنانية.
ورأي أن المعرض أتاح له فرصة إحضار الشوكولاتة اللبنانية إلى الصين، مشيرا إلى معرفته الجيدة بالثقافة الصينية والمذاق الذي يحبه المستهلكون الصينيون كونه يعيش في الصين منذ 20 عاما في مدينة إيوو بمقاطعة تشيجيانغ.
وقال في هذا الصدد "بالنسبة للمواطن الصيني، إنه لا يحب الطعم شديد الحلاوة، وإنما خفيف الحلاوة، ويحب الشوكولاتة السوداء، لذلك لدينا حاليا ما بين 40 إلى 45 نوعا من الشوكولاتة التي تتوافق مع الذوق الصيني، بينما فعليا لدينا ما بين 400 إلى 500 نكهة في لبنان".
أما شركة ((آيدن)) التركية المحدودة للمكسرات، المشاركة في المعرض أيضا، فقد تأسست في مدينة صغيرة بتركيا ودخلت السوق الصينية منذ 10 سنوات وتزداد مبيعاتها بصورة مستمرة. ووسط انهماكه في استقبال الزائرين، قال مندوب المبيعات بالشركة كه شا "نأمل في إيجاد المزيد من العملاء من خلال معرض الصين الدولي للواردات".
أوضح أن المنتجين الأكثر مبيعا للشركة في الصين هما الفستق والبندق، اللذين يعدان أيضا من المنتجات المميزة في تركيا، مشيرا إلى أن مناطق إنتاج الفستق الرئيسية هي الولايات المتحدة وإيران وتركيا. وفي الماضي، كان الفستق القادم من الولايات المتحدة وإيران يحظى بحصة كبيرة من السوق الصينية، وبعد دخول الفستق التركي إلى هذه السوق الضخمة، سارت مبيعاته بوتيرة جيدة جدا، ولاقى إقبالا من العملاء الصينيين.
وقال إنه في ضوء ملاحظتهم لاهتمام الصينيين أكثر بالصحة وبالنظام الغذائي الصحي، بدأت الشركة هذا العام في تقديم منتجاتها من المكسرات في عبوات صغيرة لتكون مناسبة للبيع في محال السوبر ماركت.
وفي جناح آخر بالمعرض، ذكر وو وي قانغ، وكيل المبيعات العام الصيني لشركة ((بترول أبوظبي)) الوطنية من الإمارات العربية المتحدة "هذه هي المرة الثانية التي نشارك فيها في معرض الصين الدولي للواردات. بصفتنا أحد العارضين، نحن راضون جدا عن حجم المعرض. منذ العام الماضي، وعلى الرغم من الجائحة الشديدة، يحرص العديد من العملاء والعارضين على المشاركة في هذا الحدث".
ومضى في حديثه قائلا "نأمل من خلال هذا المعرض أن يستمتع المستهلكون الصينيون بمنتجات جيدة في أسرع وقت ممكن"، مسلطا الضوء على أن منتجات شركته تشمل مواد التشحيم الصناعية وزيوت تشحيم السيارات.
"إنها منتجات عالية الجودة تفي فيها على سبيل المثال زيوت التشحيم الجديدة للسيارات التي بدأ طرحُها هذا العام بمعايير محددة، استجابة للدعوة الصينية إلى زيادة كفاءة الطاقة وتقليل انبعاثات الكربون بالنسبة للسيارات، والمساهمة في تحقيق هدفي 'ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والحياد الكربوني' على مستوى الشركة"، حسبما أكد وو.
-- منصة مثالية
قال إيفان ميلينكوف، الرئيس التنفيذي لفرع مجموعة بئر اسحاق للطاقة (BIE) في الصين إن "معرض الصين الدولي للواردات يعد بلا شك أفضل منصة للترويج لشركتنا وما تقدمه من تقنيات".
إن مجموعة BIE، وهي شركة عائلية مقرها إسرائيل، ليست غريبة على المعرض، حيث شاركت فيه لأول مرة في عام 2019، وبعد ذلك أسست الشركة فرعا لها في شانغهاي. وتغطي أعمالها الآن في الصين مجالات البنية التحتية، والطاقة، ورأس المال الاستثماري، والابتكار العلمي والتكنولوجي.
وألمح ميلنيكوف إلى أن الشركة وصلت إلى أكثر من 400 عميل محتمل من خلال حضور المعرض في العامين الماضيين، مضيفا أن "محاولة تحقيق هذا التأثير من خلال وسائل ترويج تجارية أخرى كان سيكلفنا ملايين الدولارات".
ولدى وصفه المعرض بـ"نافذة" للشركات الأجنبية، قال إن المعرض يتيح فرصة للشركات للتواصل مباشرة مع المزيد من المشترين الصينيين وتطوير استراتيجية تناسب السوق الصينية.
كما شاركت منتجات شركة ((الشرق الأدنى لمنتجات الزيتون)) السورية في الدورات الثلاث الماضية من المعرض. وقال ياسين دياب، مدير المبيعات الإقليمية في الشركة السورية، إن المعرض غير قواعد اللعبة بالنسبة لأعمال الشركة في الصين.
في السابق، كان يركز فقط على تصدير المواد الخام إلى الصين. بعد حضور الدورة الأولى من الحدث في عام 2018، رأت الشركة إمكانات كبيرة في السوق الصينية، وسجلت علامتين تجاريتين محليتين للوصول بشكل أفضل إلى المستهلكين الصينيين.
وخلال مشاركته في المعرض من خلال وكلاء هذا العام، أعرب دياب عن أمله في أن يساعد شركاؤه الصينيون في توسيع نطاق الوصول إلى منتجات الشركة، وقال "نتطلع إلى جعل الصين وجهة تصدير رئيسية لنا".
أما رجل الأعمال التركي رمضان توزين، الذي يدير متجرا في شانغهاي، فهو يمارس نشاطه التجاري في الصين منذ 12 عاما. بعد مشاركته في الدورات السابقة الثلاث، أعرب توزين عن سعادته بكون المعرض يمكنه من زيادة مبيعات منتجاته المتخصصة التركية وتوسيع أعماله.
وقال إن المصنوعات اليدوية والمجوهرات والسجاد والمصابيح الملونة من بين المنتجات الأكثر رواجا في الصين، مضيفا أنه يطمح لتنمية أعماله ليغطي نشاطه المزيد من المدن الصينية.
-- سوق ضخمة
تعكس المشاركة النشطة للشركات الأجنبية في معرض الصين الدولي للواردات ثقتهم في السوق الصينية، حيث قال ميلنيكوف إنه "مع نجاح الصين في مكافحة الفقر وفي تحقيق تنمية اقتصادية خلال السنوات الأخيرة، ازدادت القوة الاستهلاكية لدى الصينيين أكثر فأكثر"، مضيفا "نحن متفائلون للغاية بشأن السوق الصينية، ونعتقد أن الطلب المحلي الصيني سيستمر بالتأكيد في الزيادة".
ومن جانبه، ذكر مراد كولباسي، رئيس شركة ((ارزوم)) التركية للأجهزة المنزلية الكهربائية، إن الشركة ستروج لماكينة القهوة الخاصة بها في المعرض، لأن "استهلاك القهوة شهد زيادة هائلة في الصين".
وأعرب عن اعتقاده بأن الجائحة أحدثت تغييرا في نمط الحياة وبدأ الناس يقضون المزيد من الوقت في المنزل، مشيرا إلى أن هذا يخلق بدوره "زيادة كبيرة في الطلب على جميع أنواع الأجهزة المنزلية الكهربائية" في الصين.
ومن ناحية أخرى، اهتم يفتاش برونر، المدير العام لفرع شركة ((أكويستيا)) في الصين، خلال حديثه بذكر أن شركة ((أكويستيا)) الإسرائيلية تعمل في الصين منذ حوالي 15 عاما، ونشاطها يتركز بشكل رئيسي في مجالي صناعة المياه وتكنولوجيا المياه مع التركيز على الصمامات عالية التقنية.
وأشار إلى أن "السوق الصينية والشعب الصيني من السباقين لتبني الجديد عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا"، مضيفا بقوله "نعتقد أنه عندما نعزز التكنولوجيا الجديدة والمنتج الرائد، يصبح هناك مجال ومتسع لعمل الكثير في الصين".
وفي إطار مشاركة شركته في معرض الصين الدولي للواردات لأول مرة، قال برونر إنه يتطلع إلى تعزيز التعاون مع الشركات الصينية المحلية وكذلك الشركات من الدول الأخرى المتواجدة في المعرض.