(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: إعادة بناء أشهر مقهى على بحر غزة تضرر في هجمات إسرائيلية

2021-11-21 02:48:20|arabic.news.cn
Video PlayerClose

مشهد لمقهى "مالديف غزة / MALDIVE GAZA" قبالة ساحل بحر غزة. (شينخوا)

غزة 20 نوفمبر 2021 (شينخوا) ينظر إلى مقهى "مالديف غزة / MALDIVE GAZA" على أنه الأشهر قبالة ساحل بحر القطاع لاسيما أن اسمه انبثق من فكرة تحدي الحصار الإسرائيلي المفروض منذ نحو عقد ونصف من الزمن.

ويتكون المقهى من ثلاثة طوابق مقسمة إلى مناطق شمالية وجنوبية ويبرز على ارتفاع 15 مترا فوق الشاطئ الصخري.

ويقام المكان ذو الإطلالة الخلابة على أكثر من 10 أعمدة فولاذية مثبتة في قاع البحر ومتصلة ببعضها البعض في داخلها كتل أسمنتية بينما أقيمت الأرضيات المرتفعة والسلالم والجدران من الخشب المقوى ذات اللون البني الداكن.

ويتمتع الرواد الذين يجلسون بجانب النوافذ أو الشرفة المفتوحة على شاطئ البحر برؤية غروب الشمس في مرفأ ميناء غزة البحري القريب أو طول الشاطئ الذي يمتد نحو 41 كم من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع حتى رفح أقصى جنوبه.

وافتتح المقهى والمطعم الذي يقدم وجبات شرقية وغربية وعصائر استوائية مماثلة لتلك التي تقدم في جزيرة "المالديف" التي تقع بعيدا في المحيط الهندي في أغسطس من العام الماضي للترحيب بالزبائن وسرعان ما أصبح الأكثر شعبية على شاطئ البحر في غزة.

ولم يستطع السواد الأعظم من سكان القطاع الذي يقطنه زهاء مليون نسمة من السفر إلى الخارج خاصة إلى جزيرة المالديف على الإطلاق لأسباب عدة أبرزها الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي المفروض منذ نحو 14 عاما.

ويقول أحمد الفصيح مدير شئون الموظفين في المقهى إن سكان القطاع لم يعتادوا على زيارة جزر المالديف من قبل ويشاهدون صورها عبر الانترنت.

ويضيف الفصيح أنه انجذب بشدة إلى البحر الأزرق والمنازل الخشبية الصغيرة التي تتوسط المياه ولذلك تأثرت في مشاهدة تلك المناظر في القطاع.

ويتابع أن المقهى هو صورة مصغرة لتلك الموجودة في جزر المالديف وتحمل نفس الاسم في رسالة لسكان القطاع أن "المالديف أصبحت عندكم دون عناء السفر".

ومع ذلك، قبل ستة أشهر فقط، كان هذا المقهى في حالة خراب تقريبًا.

إذ في مايو من هذا العام، اندلعت موجة توتر واسعة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لمدة 11 يوما، وسقطت أربعة صواريخ إسرائيلية بالقرب من المقهى.

ويروي بكر الحادثة في حينه "هرعت أنا وزميلي الفصيح إلى الطابق السفلي وركضنا إلى الشارع وأثناء الهروب، رأينا حارس الأمن في المطعم المجاور أصيب بصاروخ ثالث عند بدء تشغيل السيارة وسقط الصاروخ الرابع".

ويتابع أن القصف الإسرائيلي لم يطال المقهى فقط بل أيضا أرواح السكان فكانت لحظات الهروب وصوت الانفجار "كابوس" لم نتمكن وزملائي من النوم على وقع شدة الانفجارات في تلك الليالي.

ولحسن حظ بكر فقد أصيب في الغارة بجروح طفيفة فقط بينما قتل 3 أشخاص بينهم حارس الأمن في المطعم المجاور لهم في تلك الغارة كما يقول، لافتا إلى أن المقهى مغلق منذ ما يقرب من شهر منذ ذلك الحين.

ويوضح أن إعادة الإعمار تتطلب الكثير من القوى البشرية والموارد المادية، ولا أحد يعرف متى سيحدث الصراع القادم أو ما إذا كان سيكون هناك انفجار آخر يمحو كل شيء.

مشهد لمقهى "مالديف غزة / MALDIVE GAZA" قبالة ساحل بحر غزة. (شينخوا)

وأعرب عن أمله في إعادة افتتاح المقهى مرة أخرى في أقرب وقت ممكن، فيما لاقى بكر حالة من الدعم من قبل رواد المكان الدائمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

ويقول الفصيح إن العديد من الأصدقاء الأجانب الذين يفهمون لقاءات المطعم ينشرون أيضًا رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي، من بينهم مستخدمو الإنترنت من جزر المالديف، معتبرا أن الخطوة "تشجيع كبير للعاملين".

ولحل المشكلة استخدم المقهى سياجا لفصل الجانب المتضرر، واستمر الجانب الآخر في العمل، وكانت منطقة الأعمال نصف المساحة السابقة فقط، وتم استخدام المدخل لإعادة الإعمار.

وفي الوقت الحالي، أعيد بناء الطابقين الأول والثاني واستبدال أرضية الطابق الثالث الذي انهار بفعل القصف ومن المتوقع أن يتم ترميم المقهى بعد الشتاء المقبل، حسب ما يقولون القائمون على المكان.

وقبل القصف، كان لدى المقهى خطط لبناء المرحلتين الثانية والثالثة، ومواصلة دفع المنصة داخل البحر، إلا أن الحادثة أجلت خطة التوسيع والأعمدة التي استخدمت كأساس للمرحلة الثانية تم بناء نصفها على البحر، بجانب المقهى.

ويقول بكر إن الأموال ما زالت كافية ويمكننا توسيع المكان، لكن القصف الإسرائيلي وضعنا في مأزق كبيرة والآن هناك سيف معلق فوق رأسي، وهو ما سيدمر حياتي في أي وقت "لكن الحياة يجب أن تواصل ليس لدينا خيار".

010020070790000000000000011100001310323144