تقرير إخباري: قلق دولي على سلامة المدنيين في مأرب ودعوات لوقف التصعيد بالمحافظة التي تؤوي نحو مليوني نازح يمني

2021-11-26 01:41:10|arabic.news.cn
Video PlayerClose

عدن، اليمن 25 نوفمبر 2021 (شينخوا) أعربت منظمات دولية عدة عن قلقها البالغ على سلامة المدنيين مع تصاعد القتال في مأرب، داعية إلى الوقف الفوري للتصعيد في المحافظة التي تؤوي نحو مليوني نازح يمني والواقعة على بعد (170 كلم) شرق صنعاء.

وتشهد مأرب الغنية بالنفط والغاز معارك عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين إثر الهجوم العنيف والمستمر للجماعة المسلحة اثر مساعيها الحثيثة للسيطرة على المحافظة والتي تتخذها القوات الحكومية مقرا لها منذ العام 2015.

وقال مصدر محلي مسؤول اليوم (الخميس) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن القوات الحكومية والمقاومة الشعبية (مقاتلون قبليون موالون للحكومة) صدوا خلال الساعات الماضية هجمات مكثفة للحوثيين في منطقتي "ذنه، وروضة جهم" في مديرية صرواح غربا، ومنطقتي "الفليحه وام ريش" في مديرية الجوبة جنوبي محافظة مأرب.

وقال وزير الدفاع في القوات الحكومية أثناء زيارة ميدانية له اليوم إلى مركز مديرية رغوان شمالي محافظة مأرب إن مليشيات الحوثي تتمادى في ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق اليمنيين وقصف المدن والاحياء والأعيان المدنية وتدمير البنى التحتية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والمفخخة.

وأعلنت القوات الحكومية إسقاط طائرة مسيرة من دون طيار (مفخخة) في مديرية صرواح، أطلقها الحوثيون.

من جانبها، قالت جماعة الحوثي إن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية شن عدة غارات على مديريتي الجوبة وصرواح في محافظة مأرب.

بدوره، قال التحالف العربي إنه نفذ 8 عمليات استهداف ضد المليشيا الحوثية في مأرب خلال الساعات الـ 24 الماضية، حسب وكالة (واس) السعودية.

وأوضح أن الاستهدافات دمرت 5 آليات عسكرية، وقضت على أكثر من 60 عنصرًا إرهابيًا، مشيرا إلى أنه يدعم الجيش اليمني لتحقيق التقدم على الأرض ويسهم في حماية المدنيين.

وعبرت منظمات دولية عن قلقها البالغ لسلامة المدنيين في مأرب التي تشهد قتالا مستمرا وعنيفا.

بدورها، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن تصاعد القتال بين القوات الحكومية والحوثيين في محافظة مأرب اليمنية أجبر نحو 45 ألفا من السكان على الفرار من منازلهم.

وقالت المنظمة عبر بيان لمكتبها في اليمن، إنها "تدق ناقوس الخطر بسبب تدهور الوضع الإنساني في محافظة مأرب حيث يتسبب النزاع المسلح في خسائر فادحة في صفوف النازحين والمهاجرين والمجتمعات التي تستضيفهم".

ودعت المنظمة "بشكل عاجل" جميع الأطراف إلى "إنهاء الأعمال العدائية الجارية" ودعت إلى الحصول على "تمويل عاجل لدعم المتضررين".

وبحسب البيان، فإن الخطوط الأمامية النشطة شهدت تغييرات في الشهرين الماضيين أكثر من أي وقت مضى في هذا العام، وتزايد عدد الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من منازلهم في مأرب، حيث فر العديد منهم للمرة الرابعة أو الخامسة، إلى أكثر من 45,000 نازح منذ سبتمبر، وفقاً لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.

وأكد البيان أن "مواقع النزوح البالغ عددها 137 موقعا في المحافظة شهدت زيادة بنحو عشرة أضعاف في عدد الوافدين الجدد منذ سبتمبر".

وأعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها البالغ بشأن سلامة وأمن المدنيين في محافظة مأرب اليمنية، من ضمنهم أكثر من مليون شخص من النازحين داخلياً.

وأضافت المفوضية، في بيان نشرته الثلاثاء على موقعها الرسمي، أنه "ومع تحول خطوط المواجهة واقترابها من المناطق المكتظة بالسكان في مأرب، فقد باتت حياة هؤلاء الأشخاص معرضة للخطر وأصبحت إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية أكثر صعوبة".

وحذرت المفوضية "من أن أي تصعيد إضافي في النزاع سوف يؤدي إلى نشوء المزيد من حالات الضعف بين صفوف السكان في مأرب - وخاصة النازحين داخلياً - داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن".

وأشارت المنظمة إلى موجة النزوح الجديدة بالمحافظة، والتي فاقمت الاحتياجات الإنسانية القائمة، وضاعفت بشكل كبير الحاجة إلى المأوى، والمواد المنزلية الأساسية، والمياه ومرافق النظافة، والتعليم، وخدمات الحماية - خاصة للأطفال.

واعتبرت المفوضية أن الظروف الصحية مثل الإسهال الحاد والملاريا والتهابات الجهاز التنفسي العلوي شائعة بين النازحين حديثاً؛ وهناك حاجة ماسة لإجراء فحوصات جماعية لتوفير الرعاية الصحية ومنع انتشار الأمراض المعدية.

وأشار بيان المفوضية إلى أنه تم إغلاق خمسة مواقع للإيواء تديرها المفوضية في الأسابيع الأخيرة، جراء الاشتباكات المسلحة والمكثفة، وقد اضطرت بعض العائلات للنزوح خمس مرات حتى الآن منذ بدء الصراع الذي اندلع في العام 2015.

إلى ذلك، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أن الهجوم المستمر على مأرب يقوض فرص الوصول إلى تسوية تفاوضية في هذا البلد، داعيا في الوقت ذاته إلى خفض تصعيد العنف وإعطاء الأولوية لمصالح المدنيين بدلاً من تحقيق المكاسب العسكرية.

وأوضح مكتب المبعوث الأممي في بيان صحفي أن غروندبرغ اختتم الأربعاء زيارة إلى القاهرة حيث ناقش التطوّرات العسكرية الأخيرة في اليمن ، والوضع الإنساني المتدهور.

وقال غروندبرغ "إن الهجوم المستمر على مأرب تسبّب بالفعل في تداعيات متوالية في جميع أنحاء اليمن، كما يستمر هذا الهجوم في تقويض فرص الوصول إلى تسوية تفاوضية للنزاع".

وأكد المبعوث الأممي غروندبرغ قائلا "لا يوجد حلّ عسكري مستدام للنزاع في اليمن؛ يجب على جميع الأطراف المتحاربة خفض تصعيد العنف وإعطاء الأولوية لمصالح المدنيين بدلاً من تحقيق المكاسب العسكرية".

وتعاني اليمن من نزاع دموي منذ أواخر 2014، وتسبب هذا النزاع في " اسوأ أزمة انسانية في العالم"، فيما أدخلت نحو 15.6 مليون يمني في مستوى الفقر المدقع، ونحو 5 ملايين يمني في سوء التغذية، و22 مليون يمني مرحلة الحاجة إلى المساعدات والحماية، بحسب التقديرات الأممية.

الصور

010020070790000000000000011100001310333094