خبراء من الصين والدول العربية يؤكدون على إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك الذي تسوده التنمية والازدهار
بكين أول ديسمبر 2021 (شينخوا) عُقدت الندوة الافتراضية بين الخبراء الصينيين والعرب حول الإصلاح والتنمية تحت موضوع "بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك بإرشاد مبادرة التنمية العالمية"، يوم الثلاثاء الماضي.
وركّزت الندوة على موضوعين رئيسيين هما: "تعزيز تبادل الخبرات بين الصين والدول العربية في مجال الحكم والإدارة، ودفع مبادرة التنمية العالمية" و"بناء الحزام والطريق عالي الجودة وإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك الذي تسوده التنمية والازدهار".
وحضر الندوة التي أُقيمت بشكلها الافتراضي، أكثر من 20 خبيراً بارزاً من الصين والسعودية والإمارات ومصر وفلسطين ودول عربية أخرى في مؤسسات البحوث الصينية والعربية، حيث طرحوا العديد من الاقتراحات القيّمة، وتوصلوا إلى توافق بالإجماع على معارضة ممارسات التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت ستار راية الديمقراطية، وتقسيم العالم وشن "حرب باردة جديدة" بالإيكولوجيا، مؤكدين أن ما يحتاج إليه العالم حاليا بشكل مُلح هو التضامن بدلاً من الانقسام، والسلام بدلاً من المجابهة، والديمقراطية بدلاً من الهيمنة.
وفي هذا السياق، قال لي تشنغ ون، سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية، في كلمته الرئيسية، إن مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال حضوره للمناقشة العامة للدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تتماشى مع موضوع العصر المتمثل في السلام والتنمية، كما تتجاوب مع الرغبة الشديدة لشعوب العالم في السعي إلى حياة أفضل.
وأكد لي أنه وبإرشاد هذه المبادرة، يتوجب على الجانبين الصيني والعربي بناء الحزام والطريق عالي الجودة، ومواصلة تعزيز التقارب بين الشعب الصيني والشعوب العربية، وتعميق التعاون العملي في كافة المجالات، والتحضير للقمة الصينية العربية الأولى، والعمل سوياً على إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك المتجه نحو العصر الجديد.
من جانبه، أشاد محمود علّام، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير المصري الأسبق لدى جمهورية الصين الشعبية، أشاد بمبادرة التنمية العالمية ووصفها بأنها ذات أهمية بالغة في التصدي للمخاطر والتحديات، وتحقيق التنمية المتوازنة، وخلق مستقبل أكثر إشراقاً، ما يقدم نموذجاً ناجحاً يُحتذى به لتنمية دول العالم والتعاون في التنمية العالمية.
وبدوره، قال لي وي جيان، نائب رئيس الجمعية الصينية لدراسات الشرق الأوسط، إن الاتجاه العام للتنمية العالمية سيُساعد الشرق الأوسط بأسره على تحقيق السلام والاستقرار، حيث تتمتع مبادرة التنمية العالمية بأهمية عملية كبيرة، إذ تُشير إلى اتجاه تعميق التعاون بين الصين والدول العربية والتشارك في التعاون في التنمية العالمية.
وأشار تشو وي ليه، مدير لجنة الخبراء بمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، إلى أن الصين والدول العربية تتمسك بمفاهيم الاحترام المتبادل والتعاون والكسب المشترك، ونتائج التنمية المشتركة، ما يُعمق ويوطد الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين، مضيفاً أنه وكلما استغلّت الولايات المتحدة والغرب الشؤون الداخلية للصين والدول العربية لنشر الشائعات والاستفزاز، أو أصرّت على موقف الغلو والتطرف لوضع قيم عالمية مشتركة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان في إطار النموذج الغربي، ونبذ الدول النامية والافتراء عليها، ينبري الجانبان الصيني والعربي للدفاع عن مبادئ وقيم الإنصاف والعدالة الدوليين.
وفي السياق ذاته، قال عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، مفوض العلاقات العربية والصين في الحركة، قال إنه ورغم تفشي جائحة كوفيد-19، والتحديات العالمية متزايدة الخطورة، إلا أن التعاون العربي الصيني لم يتراجع، بل يواصل إظهاره مرونة وحيوية قويتين، ما يوجب على الجانبين تعميق ربط الاستراتيجيات التنموية، وتعزيز البناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق، بما يضيف قوة محركة لتحقيق التنمية والرخاء في الدول العربية، وإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.
وقال سيد غنيم، الرئيس التنفيذي لمعهد شؤون الأمن العالمي والدفاع بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن الدول العربية والصين يربطها التطلع إلى مستقبل مشرق قائم على دعائم اقتصادية وثقافية خاصة بعد طرح الصين مبادرة "الحزام والطريق"، مشيراً إلى موقع الشرق الأوسط المتميز جغرافياً والذي يخدم المبادرة.
ودعا غنيم الجانبين العربي والصيني إلى تعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية، ونظام الحوكمة، والتبادلات العلمية، والتعاون الدبلوماسي، في معالجة القضايا الدولية المعنية في ضوء المصالح المشتركة، مع عدم استخدام المنطقة للتأثير على المصالح الحيوية للقوى الكبرى الأخرى بشكل يُضر بالمصالح السياسية والأمنية والاقتصادية للدول العربية والصين.
وأقيمت الندوة تحت رعاية منتدى التعاون الصيني العربي، واستضافها مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية.