مقابلة خاصة: دبلوماسي مصري سابق: مؤتمر "فهم الصين 2021" مهم جدا لزيادة التواصل والتفاهم بين الصين والعالم
القاهرة 3 ديسمبر 2021 (شينخوا) أكد سفير مصر الأسبق في الصين محمود علام، أن مؤتمر "فهم الصين 2021"، الذي تم افتتاحه يوم الخميس في قوانغتشو، حاضرة مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، مهم جدا لزيادة التواصل والتفاهم بين الصين والعالم.
وقال علام، وهو أيضا عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن انعقاد مؤتمر "فهم الصين 2021" يوضح "حرص الصين على أن يفهمها العالم"، ويؤكد "مصداقية الصين". وأضاف أن "تنظيم مثل هذا المحفل ودعوة الآخرين ليبدوا فهمهم للصين هو أمر مهم جدا ومحل تقدير واحترام".
وتابع أن الصين "تعلم تماما بأن صعودها على الساحة الدولية سوف يكون له تأثير، والأطراف المعنية في العالم أجمع يجب أن تفهم أن هذا الصعود هو صعود سلمي، وأنها لا تسعى إلى الهيمنة".
وأردف أن "المؤتمر يساهم في زيادة فهم العالم للصين، وهو جزء من الجهود الصينية في هذا الشأن، وأسعدني أني أشارك في بعض الفعاليات (الصينية)، وكلها تشير لحرص الصين على أن تقوم بعرض رؤيتها لذاتها خصوصا في ضوء ما أنجزته تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني وما تسعى إلى إنجازه".
وأشار إلى أن مؤتمر "فهم الصين 2021" وغيره من الفعاليات الصينية يوضح أن الصين "ليست منغلقة على نفسها بل حريصة على التواصل مع الآخرين".
ورأى علام، أن صعود الصين اقتصاديا له شقين، الأول هو "نجاح الصين في تنمية نفسها والتغلب على المصاعب الكثيرة التي واجهتها حتى وصلت إلى هذه المعدلات من النمو والقضاء على الفقر المدقع في عام 2020، وهذا لوحده يعتبر مساهمة للإنسانية".
أما الشق الثاني فيتمثل في أن "الصين أدركت أن صعودها يتطلب أن تفهم هي العالم، والعالم يفهمها، لذلك تعمل الصين وفقا لمبادئ الكسب المشترك بين الدول وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول واحترام سيادتها، مع حرصها أيضا على أن يتم حل النزاعات بطرق ودية وسلمية. وهذا يمكن أن يرسخ مبادئ جديدة في العلاقات الدولية".
وأشاد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية بمبادرة الصين لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، واعتبرها "مبادرة نبيلة يجب أن يدركها الجميع".
وأردف "لقد ثبت على أرض الواقع، في ظل ما يواجهه العالم من جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وآثارها الجسيمة على حياة البشر والاقتصاد، بالإضافة إلى ما نواجهه من أخطار بيئية، أن العالم سوف يدفع الثمن في المستقبل إذا لم نعمل معا"، مشيرا إلى أن ذلك يدعم الرؤية الصينية التي تدعو إلى العمل المشترك.
وعلق الدبلوماسي المصري الأسبق على أداء الحزب الشيوعي الصيني بقوله إنه قاد نجاح الصين خلال العقود الماضية.
وأوضح علام، أن الحزب الشيوعي الصيني يطبق عدة مبادئ في الإدارة والحكم مثل "مبدأ الاستحقاق من خلال الكفاءة حيث يتم اختيار أحسن الكفاءات وبدون تمييز للعمل في الحكومة والدولة".
ومن بين المبادئ أيضا "مبدأ الالتزام الحزبي والحكومي بخدمة الشعب وتحقيق الانضباط وتصحيح المسار من خلال مكافحة الفساد على مختلف المستويات"، وفقا لعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية.
وأشار إلى "قدرة الحزب الشيوعي الصيني وقياداته على تقييم أدائه موضوعيا للتعرف على الإيجابيات والسلبيات من خلال ممارسة النقد الذاتي ورسم أهداف وخطط واضحة لتنفيذها خلال مراحل تالية محددة".
وأشاد بنجاح الحزب الشيوعي الصيني في "تحقيق الاستقرار في المجتمع، وضمان التناغم والعدالة بين مختلف القوميات الصينية، مع خلق روح وقيم وطنية قائمة على مثل عليا تتوارثها الأجيال، وتحقيق قدر كاف من اللامركزية يسمح للمقاطعات والمدن المختلفة بتطوير مجتمعاتها وفقا لظروفها، وهو ما حقق منافسة إيجابية وأتاح الفرصة لخلق نماذج تنمية ناجحة".
وواصل أن "الصين نجحت في الانفتاح على العالم والاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة في المجتمعات الأخرى مع الاحتفاظ بالخصائص الصينية، كما استطاعت الصين التكيف مع العولمة وتطويعها لمصلحتها والتعامل مع سلبياتها والاندماج في السوق العالمية وجذب الاستثمارات حتى أصبحت الصين مصنع العالم".
واستطرد علام أن نمو ونجاح الصين يتم بالتعاون المتبادل مع العالم والتمسك بطريق التنمية السلمية ومنهج المنفعة المشتركة وإطلاق مبادرات صينية مثل مبادرة الحزام والطريق وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية وغيرهما.
وأشار إلى أن "مبادرة الحزام والطريق خلقت واقعا جديدا ولقيت اهتماما كبيرا من الدول بل أن الكثير من الدول بدأت تتفاعل مع المبادرة لتضع نفسها على الخريطة في مسار الحزام والطريق"، مشيرا إلى أن مصر "نموذج حي" للعلاقات في إطار الحزام والطريق.
ونوه بأن "الصين وقفت مع مصر لضمان تعافي اقتصادها والخطوات الجادة التي أخذتها مصر وضعتها على الخريطة بأن تكون طرفا فاعلا في المبادرة".
ولفت إلى أن مبادرة الحزام والطريق لا تقتصر على التجارة فقط بل تأخذ مناحي كثيرة في التعاون والتواصل الحضاري والثقافي وصولا لمجالات العلوم والفضاء والتكنولوجيات الحديثة وغيرها./نهاية الخبر/