(وسائط متعددة) تقرير إخباري: مصر تسعى لأن تصبح مركزا إقليميا لصناعة المعارض والمؤتمرات الدولية

في الصورة الملتقطة يوم 10 ديسمبر 2021، فنانة ترتب منتجاتها خلال معرض المنتجات اليدوية في مركز الفيوم للفنون في قرية تونس في الفيوم. (شينخوا)

القاهرة 11 ديسمبر 2021 (شينخوا) تسعى مصر إلى أن تصبح مركزا إقليميا للمعارض والمؤتمرات الدولية، وتملك البنية التحتية التي تؤهلها لذلك، بحسب خبراء.

ونظمت مصر خلال العام الجاري عددا كبيرا من المعارض والمؤتمرات الدولية، كان آخرها 4 معارض متخصصة في الصناعات الهندسية افتتحتها وزيرة التجارة والصناعة المصرية نيفين جامع قبل يومين.

وأكدت جامع، خلال الافتتاح أهمية المعارض في الترويج والتسويق للمنتجات المصرية، والارتقاء بجودة ومواصفات الصناعات المصرية، فضلا عن نقل التكنولوجيات العالمية المتقدمة للصناعة الوطنية، في ظل إقبال شركات من مختلف دول العالم على المشاركة في المعارض المصرية.

وجاء تنظيم هذه المعارض في إطار سياسة مصر بشأن تنظيم وجذب أكبر قدر ممكن من المعارض في كافة المجالات الصناعية والزراعية والعسكرية والعقارية والثقافية وغيرها.

ومن أبرز المعارض التي تم تنظيمها معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية "إيديكس 2021"، الذي أقيم في أواخر نوفمبر الماضي بمشاركة أكثر من 400 شركة من 42 دولة.

كما تركز مصر أيضا على المؤتمرات حيث تشمل الأجندة المصرية تنظيم منتدى "شباب العالم" الذي ستنطلق نسخته الرابعة في مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 10 إلى 13 يناير المقبل تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ومؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP 27" في العام 2022.

وقال الدكتور محمد النظامي رئيس شركة (سمارت فيجن)، المتخصصة في تنظيم المؤتمرات والمعارض، إن "هناك توجه كامل لدى الدولة المصرية بالاهتمام بصناعة المعارض، لأنها صناعة جاذبة للسياحة، بالإضافة إلى أن هذه الصناعة تنعش أكثر من خمسة قطاعات تعمل حولها مثل الفنادق وشركات الإنتاج والإعلام".

وأضاف النظامي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن مصر تهدف إلى تنشيط سياحة المعارض والمؤتمرات الدولية، التي تساهم بدورها في تنشيط حركة التجارة والصادرات المصرية.

وتابع أن مصر تحاول خلال الفترة المقبلة أن تكون مركزا إقليميا في الشرق الأوسط وأفريقيا للمعارض والمؤتمرات الدولية.

وأشار إلى أن مصر تملك البنية التحتية المناسبة لهذا الأمر، وأكد أن "إنشاء مركز مصر للمعارض الدولية (في حي التجمع الخامس بالقاهرة)، فضلا عن مركز كبير آخر في العاصمة الإدارية الجديدة، يعزز من صناعة المعارض في مصر، لاسيما أنه مركز مجهز بشكل احترافي وقوي جدا".

ونوه بأن هذه البنية التحتية تمثل إحدى عوامل جذب صناعة المعارض والمؤتمرات، وحاليا أصبح لدي مصر عدد كبير من المعارض والمؤتمرات الدولية التي تنظمها.

ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور وليد جاب الله إن "المعارض والمؤتمرات هي آليات تنشط مصر في استخدمها خلال السنوات الماضية، ولها دور في الترويج لمصر من الناحيتين الثقافية والاقتصادية".

وأوضح جاب الله، وهو عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، لـ ((شينخوا)) أن "المعارض لها دور متعدد الأبعاد، الأول: التسويق والترويج للمنتجات المعروضة ما ينشط الصادرات المصرية والجهاز الإنتاجي المصري، ثانيا: أن المعارض لها دور إيجابي في قطاع السياحة فهي تؤكد أن هذا القطاع يسير بصورة جيدة وينعم بالأمن والاستقرار".

وأضاف أن "مصر لديها الرغبة في زيادة صادراتها للأسواق الخارجية خصوصا السوق الأفريقية، والمعارض تلعب دورا مهما في تنشيط حركة التجارة والصادرات لأنها أداة للتواصل والمعرفة وفرصة لتلاقي المستثمرين وبالتالي تخلق إطار تعاون ينعش الصادرات المصرية".

وشدد على أن "مصر مؤهلة لكي تكون مركزا إقليميا للمعارض في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لاسيما أنها تمتلك البنية التحتية لذلك من أماكن العرض وخطوط الطيران والمنشآت السياحية والفندقية، التي تشجع الجهات العارضة على القدوم لمصر لعرض منتجاتها وفي نفس الوقت تشاهد المعالم السياحية المتنوعة في مصر".

ومن بين هذه البنية التحتية مركز مصر للمعارض الدولية الذي يعد امتدادا لتطوير تعامل مصر مع صناعة المعارض والمؤتمرات، حيث تم إنشاء المركز على مساحة كبيرة ويوفر أجواء عرض مناسبة وخدمات أفضل للزوار، بحسب جاب الله.

وتابع "كما أن مصر تنظم العديد من المعارض في شرم الشيخ والعاصمة الإدارية، وبالتالي فإن البنية التحتية لديها كافية وجيدة لإقامة المعارض وهو ما يجعلها مؤهلة بالفعل لأن تكون رائدة في تلك الصناعة".

وختم أن " مصر تعمل على تطوير قدراتها.. واتصور أن حصة مصر من المعارض الدولية سوف تكون مناسبة في حدود حجم تلك الصناعة".

وشاطره الرأي المهندس كريم غنيم عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية بقوله إن "تنظيم المعارض له أهميه كبيرة لتنمية الاقتصاد" في مصر.

وأضاف غنيم لـ ((شينخوا))، أن المعارض أصبحت منصات للشركات لتقديم أحدث ما توصلت له من تكنولوجيا ومنتجات، ومكان لتوقيع العقود التجارية وزيادة المبيعات.

وتابع أن تنظيم هذا الكم الكبير من المعارض في مصر يضعها على خريطة المعارض الدولية، ويجعلها بوابة لأفريقيا والشرق الأوسط، وأشار إلى أن تطور البنية التحتية بشكل مذهل في السنوات الأخيرة من مراكز للمعارض وطرق وفنادق ساعد مصر على ذلك.■