تعليق ((شينخوا)): لماذا يصب وجود شراكة وثيقة بين الصين وروسيا في صالح الاستقرار العالمي

2021-12-17 11:53:40|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 16 ديسمبر 2021 (شينخوا) في مواجهة سيل من التحديات العالمية مثل جائحة ذات أبعاد ملحمية وصعود للحمائية والهيمنة، تتضافر جهود الصين وروسيا، وهما اثنتان من الدول الكبرى في العالم، بقوة أكبر لتعزيز شراكتهما الاستراتيجية، وتساعدان معا على استقرار عالم فوضوي في هذه الحقبة المضطربة.

ولأن العالم يمر بتغيرات عميقة نادرا ما تُشهد خلال قرن من الزمان، فإن وجود علاقات ناضجة ومستقرة ومتينة بين الصين وروسيا، تخرج من جميع أنواع التجارب بقوة جديدة، أمر مطلوب وتحقق بشق الأنفس. وقد لعب التوجيه الاستراتيجي من جانب رئيسي الدولتين على الدوام دورا حاسما في تعميق الثقة السياسية المتبادلة رفيعة المستوى والصداقة طويلة الأمد بين الجانبين.

منذ عام 2013، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين 37 مرة في مناسبات مختلفة. وفي اجتماعهما الأخير يوم الأربعاء، وهو ثاني اجتماع افتراضي بينهما هذا العام، أشاد الزعيمان بالعلاقات الصينية الروسية "النموذجية"، ويعملان نحو علاقات أقوى في العام المقبل.

تحت رعاية الرئيسين، رسخت شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا لعصر جديد نفسها بالفعل كأصل دبلوماسي واستراتيجي هام يتقاسمه الجانبان. كما أنها جعلت البلدين أقرب إلى بعضهما البعض وهما يصارعان جميع أنواع التحديات الخارجية.

يوافق هذا العام الذكرى الـ20 لتوقيع معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي بين الصين وروسيا. وفي أول اجتماع بينهما عبر الفيديو في وقت سابق من هذا العام، أصدر شي وبوتين بيانا مشتركا، يمددان فيه المعاهدة رسميا.

من خلال الاتفاقية، احترمت الصين وروسيا على مر السنين مسارات التنمية لبعضهما البعض ودعمت كل منهما الأخرى بقوة في القضايا المتعلقة بمصالحهما الجوهرية.

واليوم، مع تزايد قوة العلاقات الثنائية، أصبحت العلاقات الصينية الروسية علاقات قائمة على أعلى مستوى من الثقة المتبادلة والتنسيق والقيمة الاستراتيجية، الأمر الذي أرسى أساسا سياسيا متينا للتعاون الثنائي المثمر.

وعلى الرغم من الجائحة التي ما زالت مستعرة، واصل التعاون العملي الشامل بين الصين وروسيا ازدهاره. فحجم التجارة الثنائية في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2021 تجاوز 100 مليار دولار أمريكي للمرة الأولى، ومن المتوقع أن يسجل الحجم على مدار العام رقما قياسيا جديدا.

وفي مارس، وقعت الصين وروسيا مذكرة تفاهم بشأن التأسيس المشترك لمحطة دولية للبحث العلمي على سطح القمر. وخلال العام الصيني الروسي للابتكار العلمي والتكنولوجي الذي اختتم الشهر الماضي، أقام الجانبان أكثر من ألف حدث لتعزيز الابتكار والتعاون العلمي.

كما لعبت المشروعات الكبرى دورا رئيسيا في تنشيط التعاون الشامل بين البلدين. ففي مايو، بدأ تشييد الوحدتين رقم 7 ورقم 8 بمحطة تيانوان للطاقة النووية والوحدتين رقم 3 ورقم 4 بمحطة شودابو للطاقة النووية. ويعد هذا أكبر مشروع مشترك بين الصين وروسيا في مجال الطاقة النووية حتى الآن.

يشهد المجتمع الدولي حاليا بقلق شديد كيف أن بعض الدول ترتد إلى عقلية الحرب الباردة وتحاول تقسيم العالم إلى معسكرات معادية وهي تعمل على إملاء قواعد الطريق العالمية.

ومن أجل حماية السلام والأمن والعدالة والإنصاف على الصعيد العالمي، أصبحت الصين وروسيا قوتين رئيسيتين لتحقيق الاستقرار في العالم من خلال الالتزام بمبدأ عدم التحالف، وعدم المواجهة، وعدم استهداف أي طرف ثالث.

وإنهما تعارضان بشدة أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى بحجة "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان"، وتقاومان العقوبات القسرية أحادية الجانب. ولنضرب مثالا على ذلك بحملة التشهير ضد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 في بكين التي تقوم بها بعض الدول الغربية. فقد أعرب الجانب الروسي بشكل لا لبس فيه عن معارضته لتسييس الرياضة. ومن المقرر أن يحضر الرئيس بوتين افتتاح الألعاب في إظهار للدعم.

كما أن الدولتين مناصرتان قويتان للتعددية الحقيقية. وقد تعهدتا بحماية النظام الدولي ونواته الأمم المتحدة ونظام دولي قائم على القانون الدولي. كما تعهدتا بتعميق التنسيق بشأن القضايا الساخنة ضمن الأطر متعددة الأطراف مثل مجلس الأمن الدولي ومنظمة شانغهاي للتعاون وآلية بريكس.

وقد أشاد مسؤولون وخبراء بالوضع الحالي للعلاقات الصينية الروسية، واصفين إياه بأنه الأفضل في التاريخ، دون وجود حدود للتعاون الاستراتيجي الثنائي.

ومع التطلع إلى المستقبل، فإن الصين وروسيا، بالتزامهما الثابت بشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة لعصر جديد التي تجمع بينهما، ما زالت أفضل أيام علاقاتهما الثنائية قادمة. وهذا العالم المضطرب للغاية سوف يستفيد من ذلك.

010020070790000000000000011100001310378430