تقرير إخباري: الطوائف المسيحية الشرقية الفلسطينية تحتفل بأعياد الميلاد وسط أجواء من الفرحة
بيت لحم، الضفة الغربية 6 يناير 2022 (شينخوا) علت أنغام المزامير وقرع الطبول في ساحة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية منذ ساعات صباح اليوم (الخميس)، إيذانا ببدء احتفالات الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي.
وجابت الفرق الكشفية المحلية من فئات عمرية مختلفة من كلا الجنسين شوارع وأزقة المدينة التاريخية وصولا إلى ساحة الكنيسة التي تتوسطها شجرة عيد الميلاد وتزينت بألوان مختلفة من الإضاءة.
وأدت فرق فنية شعبية فقرات بهلونية بمشاركة العائلات المحتفلة، فيما ارتدى شبان بدلات "بابا نويل" وأقنعة ملونة على الوجه وسط فرحة الحضور.
وساهم اعتدال حالة الطقس من أعداد المحتفلين الذين ارتدى غالبيتهم الكمامات ضمن التدابير الاحترازية لمواجهة مرض فيروس كورونا انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وبدت السعادة على وجه الشابة رنا خير بينما تلتقط صورا تذكارية برفقة أطفالها قرب شجرة الميلاد وسط ساحة كنيسة المهد.
وتقول خير لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الأجواء جميلة ورائعة رغم افتقاد العديد من الأصدقاء والمسيحيين حول العالم الذين لم يستطيعوا الوصول بسبب كورونا.
وأعربت خير عن أملها أن تنتهي أزمة كورونا ويعم الأمن والسلام في كافة دول العالم وأن يزول الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية.
ويحرص أبو خليل وهو مسلم من سكان بيت لحم منذ أعوام طويلة على المشاركة في احتفالات أعياد الميلاد للطوائف الشرقية والغربية وتقديم التهاني لهم.
ويقول أبو خليل لـ((شينخوا))، إن أعياد الميلاد "أعياد وطنية ونحن أبناء وطن واحد وانا حريص على مشاركتهم الاحتفالات كل عام".
والطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي في الأراضي الفلسطينية هي الروم الأرثوذوكس والسريان والأقباط والأحباش الأرثوذوكس.
وعلى وقع الاحتفالات وصل موكب البطريرك كيوريوس كيوريوس ثيوفلوس الثالث في المدينة المقدسة وسائر فلسطين والأردن إلى بيت لحم قادما من مدينة القدس برفقة كبار المطارنة والكهنة ورجال الدين المسيحي.
وبحسب التقليد الديني سار البطريرك وعدد من رجال الدين وشخصيات فلسطينية رسمية، في الساحة على وقع أجراس كنيسة المهد، ومن ثم دخلها وأقام صلاة خاصة استعدادا لقداس منتصف الليل.
وقال البطريرك ثيوفيلوس للصحفيين في ساحة المهد إن "بيت لحم الجميلة تستحق الحياة، ولذلك نصلي من أجل أن تنتهي أزمة كورونا والاحتلال معا وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وسبق ذلك وصل موكب النائب البطريركي لأقباط الأرثوذكس رئيس الأساقفة الأنبا أنطونيوس إلى كنيسة المهد احتفالا بعيد الميلاد المجيد للكنيسة الشرقية وجرى استقباله من قبل مسئولين فلسطينيين حسب الستاتيكوس المتبع.
وقال أنطونيوس في تصريحات مقتضبة "نحن اليوم سعداء بالاحتفال بعيد الميلاد ورسالتنا هي رسالة السلام وأحوج ما نكون إليه هو الوحدة"، متمنيا أن يزول الوباء عن العالم بأسره.
كما وصل إلى بيت لحم قادما من مدينة القدس، موكب النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في الديار المقدسة والأردن الأب شمعون.
وتوجه الموكب مترجلا إلى كنيسة "العذراء" للسريان الأرثوذكس في المدينة وترأس فيها صلاة خاصة، قبل أن يعود إلى نفس المسار الذي سلكه، ودخل كنيسة المهد، وتوجه إلى الجناح الخاص بالطائفة، استعدادا للمشاركة في قداس منتصف الليل.
وقال الأب شمعون "هذا اليوم مبارك نحتفل بكل سرور ونتسلح بالأمل والرجاء بأن يعم الأمن والأمان والسلام وأن يزول وباء كورونا، مشيرا إلى أن "بيت لحم اليوم جميلة يلفها الفرح وتظهر بصورة مشرقة والجميع يحمل معه رسالة المسيح".
ومن المقرر أن يقام قداس منتصف الليل بحضور رجال الدين وقناصل وسفراء لدى السلطة الفلسطينية، ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية وأعضاء من القيادة الفلسطينية.
وانتشر منذ ساعات الصباح على مداخل ساحة المهد والمفترقات والشوارع الرئيسية في المدينة العشرات من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية لتأمين وصول الشخصيات الدينية.
كما قامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بنشر 50 متطوعا مجهزين بحقائب إسعاف أولية في ساحة المهد والشوارع الرئيسية تحسبا لأي طارئ وحث المشاركين على التقييد بالبرتوكول الصحي من خلال ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.
وقال رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس الوزير رمزي خوري في بيان إن "أعياد الميلاد واحدة نحتفل مجتمعين معا لأنها عيد وطني وهذا ما يساهم بدرجة كبيرة في نجاح الاحتفالات".
وأشاد خوري بكافة الجهود التي بذلت من أجل تنظيم الاحتفالات، بهدف إخراج مدينة بيت لحم بأبهى صورها مع التأكيد على التمسك برسالة المسيح التي جاء بها وهي نشر المحبة والسلام.
وسبق أن زار أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون سائح الأراضي الفلسطينية في العام 2019، غالبيتهم إلى بيت لحم، قبل أن يتم إغلاق المدينة على إثر اكتشاف أول الإصابات بفيروس كورونا في مارس من العام الماضي، بحسب إحصائيات رسمية.
وفي مثل هذه الشهور من العام كانت نسبة إشغال الفنادق في بيت لحم تصل إلى نحو 90 في المائة، بحسب ما أفادت جمعية الفنادق في المدينة، فيما بلغ حجم الخسائر في القطاع السياحي حتى نهاية العام الماضي نحو 1.5 مليار دولار.
وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة (المهد) التاريخية التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر العام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح.
ويعتقد أن كنيسة (المهد) هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم، كما أن هناك سردابا آخر قريبا يعتقد أن القديس جيروم الذي كلفه البابا داماسوس أسقف روما العام 383 م بترجمة الأنجيل من الآرامية والعبرية إلى اللاتينية، قد قضى ثلاثين عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس.







