(وسائط متعددة) مقالة خاصة: البرتقال أبو سرة... ركيزة أساسية لمكافحة الفقر في قاعدة ثورية بشرقي الصين

2022-01-17 16:27:32|arabic.news.cn
Video PlayerClose

في الصورة الملتقطة يوم 7 ديسمبر 2021، عمال يقومون بفرز ثمار البرتقال أبو سرة في إحدى الشركات الزراعية بمدينة قانتشو في مقاطعة جيانغشي شرقي الصين. (شينخوا)

نانتشانغ 17 يناير 2022 (شينخوا) وقف أو يانغ تشاو تشون، مزارع برتقال في الـ50 من عمره، في بستانه في قرية شياتشوانغ بمقاطعة جيانغشي شرقي الصين، وأخذ يحسب بينه وبين نفسه بأن هذه الأشجار الـ1600 ستجلب له دخلا يتراوح بين 300 ألف إلى 400 ألف يوان (حوالي 47 ألف - 63 ألف دولار أمريكي) في موسم الحصاد، حتى أنه حصل على بعض طلبات الشراء مقدما قبل نضج الثمار.

ولا يعد البرتقال أبو سرة فاكهة غريبة في قرية شياتشوانغ، حيث يمكن رؤيته في الجبال والمزارع وحتى على أرصفة الطرق. وفي الحقيقة، يعتبر البرتقال أبو سرة عمودا صناعيا واقتصاديا للقرية، ولمدينة قانتشو التي تتبعها القرية.

عانى ابن أو يانغ تشاو تشون من المرض والإعاقة البدنية، وهو ما استنزف جميع أموال الأسرة تقريبا من أجل علاجه، ليكون أو يانغ في ذلك شأنه شأن كثير من القرويين الذين كان المرض أو الكوارث سببا في رزوحهم تحت وطأة الفقر.

وتم انتشال أسرة أو يانغ تشاو تشون من براثن الفقر في نهاية عام 2016، حيث قامت الحكومة المحلية بمنحه 500 شتلة وأرسلت خبراء فنيين ليعلّموه زراعة البرتقال أبو سرة. كما ودع 350 شخصا آخرين من 81 أسرة، ما يعادل نحو 15 بالمئة من سكان القرية، ودعوا الفقر بفضل ثمار هذا النوع من البرتقال.

في الصورة الملتقطة يوم 7 ديسمبر 2021، موظفة تفحص البرتقال المعبأ المعد للتصدير في إحدى الشركات الزراعية بمدينة قانتشو في مقاطعة جيانغشي شرقي الصين. (شينخوا)

وتعد مدينة قانتشو قاعدة ثورية بالصين، إذ كانت نقطة الانطلاق لمسيرة الجيش الأحمر الطويلة العظيمة في ثلاثينيات القرن الماضي، ولكنها تأخرت في التنمية الاقتصادية بسبب آثار الحرب ونقص الموارد الطبيعية وضعف النقل والمرور فضلا عن عيوب الهيكل الصناعي وغيرها من الأسباب المعقدة.

وفي الحقيقة، لا يعد البرتقال أبو سرة من الأشجار الأصلية في أرض قانتشو، لأنه تم نقل زراعة هذا النوع من الفاكهة من مقاطعة هونان بوسط الصين في سبعينيات القرن الماضي. ومنذ التسعينيات، بدأت السلطات المحلية في دعم الفلاحين لزراعة البرتقال أبو سرة وتطوير الصناعات ذات الصلة به.

وحظيت الجهود المحلية بالاستجابة والدعم من الحكومة المركزية، حيث طرح مجلس الدولة الصيني عام 2012 ملفا حكوميا يؤكد على تطوير قانتشو إلى أكبر قاعدة صناعية للبرتقال أبو سرة عالي الجودة في العالم، وتحويلها إلى قاعدة وطنية مهمة لإنتاج وتصنيع المنتجات الزراعية الخاصة والأطعمة العضوية.

ومنذ ذلك الوقت، بدأت قرية شياتشوانغ في توسيع مساحة زراعة البرتقال أبو سرة، حيث تزرع كل أسرة أكثر من 300 شجرة ويتجاوز إجمالي المساحة الزراعية في القرية 10 آلاف مو (بنحو 666.67 هكتار).

في الصورة الملتقطة يوم 7 ديسمبر 2021، موظفة تنظم البرتقال المعد للتصدير في إحدى الشركات الزراعية بمدينة قانتشو في مقاطعة جيانغشي شرقي الصين. (شينخوا)

كما تشكلت سلسلة صناعية محلية سليمة لعبت دورا مهما في إنعاش التنمية بهذه القاعدة الثورية القديمة. واجتذبت الصناعة استثمارات من مقاطعات أخرى وتم تصدير البرتقال أبو سرة المنتج في قانتشو إلى الشرق الأوسط والهند وروسيا وغيرها من الدول والمناطق.

وأظهرت البيانات أن صناعة البرتقال أبو سرة قد ساعدت في رفع مستوى معيشة نحو 700 ألف مزارع وتوظيف حوالي مليون شخص من العمالة الريفية، بينما بلغت مساحة زراعة البرتقال أبو سرة في مدينة قانتشو 1.75 مليون مو (حوالي 117 ألف هكتار) في عام 2021 ووصلت القيمة الإجمالية لتلك الصناعة إلى 16.6 مليار يوان (حوالي 2.61 مليار دولار أمريكي).

وقال أو يانغ دونغ شنغ، أمين لجنة الحزب الشيوعي في قرية شياتشوانغ، إن جميع القرويين قد نقلوا إلى مساكن حديثة وآمنة، وزاد متوسط الدخل السنوي لكل أسرة إلى أكثر من 100 ألف يوان (15.74 ألف دولار أمريكي) بفضل زراعة البرتقال أبو سرة، مضيفا أن القرية تعمل حالياً على تطوير المشاريع السياحية لجذب المزيد من الزوار أيضا.

كما لا يزال يوان شو قن، أول رجل ينقل زراعة البرتقال أبو سرة إلى قانتشو، مشغولا في الانتقال بين مزرعة وأخرى لإرشاد المزارعين المحليين وتقديم الدعم الفني لهم، وذلك "من أجل زيادة الصادرات المحلية من البرتقال أبو سرة إلى العالم وتحسين معيشة السكان في القاعدة الثورية القديمة"، حسب قوله.

010020070790000000000000011100001310427977