مقالة خاصة: تحقيق يدحض مقالة تشهير حول استثمارات التعدين الصينية في زيمبابوي
موتوكو، زيمبابوي 28 يناير 2022 (شينخوا) زعمت مقالة نشرتها صحيفة ((الغارديان)) مؤخرا أن الشركات الصينية العاملة في تعدين الجرانيت بزيمبابوي أثارت الخوف والانزعاج بين السكان المحليين.
وادعت المقالة، التي جاءت بعنوان "الزيمبابويون الذين يعيشون بالقرب من المناجم المملوكة لـ(شركات) صينية يقولون 'يريدون نقلنا من المكان وأخذ الصخرة' "، أن شركات التعدين الصينية العاملة في منطقة موتوكو بمقاطعة ماشونالاند الشرقية تطرد القرويين ظلما لتمهيد الطريق لعمليات التعدين التي تقوم بها.
ولكن تحقيقا أجرته وكالة أنباء ((شينخوا)) على الأرض أظهر صورة مختلفة عن تلك التي رسمتها صحيفة ((الغارديان)).
-- إدعاءات لا أساس لها
زعمت المقالة أن شركة تعدين صينية أبلغت 50 أسرة في قرية نياماكوب الكائنة بمنطقة موتوكو بأنه سيتعين عليها (الأسر) مغادرة منازلها وأراضيها.
وعلى العكس من ذلك، تم نقل ثلاث أسر فقط في نياماكوب حتى الآن من قبل شركة جيندينغ للتعدين في زيمبابوي، وهي شركة تعدين جرانيت صينية تعمل في المنطقة، وفقا لما ذكره ساليسون رانجيسي، وهو رجل يبلغ من العمر 82 عاما ومن بين الأسر التي تم نقلها.
ذكر رانجيسي، الذي وصفته صحيفة ((الغارديان)) بأنه "انهار عندما سمع نبأ نقله"، أنه لم يغم عليه أبدا، لكنه عانى من ارتفاع ضغط الدم بعد عملية النقل أثناء بناء منزله الجديد.
وأضاف رانجيسي "الناس كذبوا بقولهم إنني أغمي علي. هذا ليس صحيحا. لم يقولوا الحقيقة".
علاوة على ذلك، زعمت مقالة ((الغارديان)) أن الأسر "حصلت على 2500 دولار أمريكي لإعادة بناء منازلها".
وأكد رانجيسي أنه انتقل إلى مسكن آخر بعد توقيعه عقدا وحصوله على تعويض قيمته 4800 دولار، وأنه لم يجبره أحد على المغادرة.
ووفقا لتقرير تقييم سبل العيش الريفية في زيمبابوي لعام 2021 الصادر عن لجنة تقييم أوجه الضعف في زيمبابوي، كان متوسط الدخل الشهري للأسر الريفية في البلاد 75 دولارا في عام 2021، ما يعني أن التعويض الذي حصلت عليه أسرة رانجيسي أكبر بكثير من متوسط الدخل السنوي للأسر الريفية في زيمبابوي.
وكُتب اسم شركة تعدين صينية أخرى، ورد ذكرها في المقالة، وهي "شانغهاي هاويون"، بشكل خاطئ على أنها "شانغهاو هاويينغ" للاستثمارات التعدينية.
"لقد أخطأوا في كتابة اسم شركتنا. ونحن نقوم حاليا بأعمال الاستكشاف المطلوبة قبل بدء عمليات التعدين، ناهيك عن مسألة نقل القرويين"، هكذا أفاد بيان صادر عن شركة شانغهاي هاويون.
وقال روبرت مافهوتا، عضو المجلس المحلي للدائرة رقم 10 في قرية زيسينغوي - نيماغوندي بمنطقة موتوكو، إنه لم يتم نقل أي أسرة في دائرته من قبل شركة "شانغهاي هاويون" التي مُنحت حقوق التعدين في منطقته.
وصرح لـ((شينخوا)) بأنه "في حالة وجود أسرة سيتم نقلها، سنجلس ونتحدث، وسيتم تعويضهم (الأسر) وفقا لذلك وبصورة عادلة"، مضيفا أن إجراءات نقل السكان المحليين ستكون عادلة.
-- فوائد حقيقية
كما أشارت مقالة ((الغارديان))، مستشهدة بعمال المناجم، إلى ممارسات عمل خاطئة من قبل الشركات الصينية، بما في ذلك طول مدة نوبات العمل وانخفاض الأجور، والتي ثبت عدم صحتها.
يعمل باركمور كريمازوندو، وهو مشغل مركبة تحميل أمامي، في شركة جيندينغ منذ عامين.
قال كريمازوندو إنه يعمل ثماني ساعات في اليوم والراتب جيد بالنسبة له، بالنظر إلى أن معدل التضخم مرتفع في البلاد.
قبل وصول الاستثمارات الصينية إلى موتوكو، كان الجرانيت الأسود موردا غير مستغل وليس له قيمة اقتصادية، هكذا أشار روبرت ماتشينغا، وهو قروي محلي ومشغل حفارة مبتدئ في شركة "شانغهاي هاويون".
هذا الحجر، المعروف باسم رخام زيمبابوي، مثالي لتكسية المباني وتزيين المطابخ والحمامات.
وقال "اعتدنا أن نرى هذه الأحجار ولم يكن لدينا أي فكرة عن أن هذه الأحجار تمثل ثروة، ولكن مع قدوم المستثمرين الصينيين الذين جلبوا فرص عمل، صار بإمكاننا أن نرى حياتنا تتغير".
وذكر أن شركات التعدين الصينية أفادت أيضا المجتمعات المحلية من خلال مبادراتها لنقل المهارات.
وأضاف "لقد اكتسبت مهارات في تشغيل الآلات. وبات في مقدور العديد من الناس الآن إعالة أسرهم، على عكس ما كان يحدث في السابق حيث تستيقظ وتقضي اليوم جالسا في المنزل. لقد تغيرت أشياء كثيرة".
قال ماتشينغا إنه مع قدوم المزيد من شركات التعدين الصينية إلى المنطقة، ستتحسن سبل معيشة القرويين بشكل كبير.
في الواقع، خلقت الشركات الصينية في زيمبابوي العديد من فرص العمل وساهمت كثيرا في الاقتصاد المحلي. ففي جميع أنحاء البلاد، قامت ببناء الطرق والجسور والآبار والمدارس.
في عام 2020، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وزيمبابوي 1.399 مليار دولار، بزيادة 4.2 في المائة على أساس سنوي، وفقا للأرقام الصادرة عن وزارة التجارة الصينية.
وقد صرح قوه شاو تشون، السفير الصيني لدى زيمبابوي، بأن "الشركات الصينية ترحب بالمنافسة، لكن ليس التشهير الخبيث. دعونا نتنافس على لقب أكبر مساهم في اقتصاد زيمبابوي ورفاهية شعب زيمبابوي".
-- دافع خفي
إن الدول الغربية تريد خروج الصين من زيمبابوي وقطاع الموارد الطبيعية المربح بها من أجل دفع زيمبابوي إلى فخ التنمية، حسبما أشارت أكبر صحيفة يومية في زيمبابوي وهي صحيفة ((هيرالد)) في مقال افتتاحي، مضيفة أن الخطاب المناهض للصين في الصحافة الغربية يهدف إلى تشويه العلاقات بين زيمبابوي والصين.
وذكرت أنه "بدافع الغيرة والحسد والغضب الشديد، بدأت الدول الغربية حملة شرسة ضد الاستثمارات الصينية في زيمبابوي باستخدام كتيبة من الإعلام الفاسد والنشطاء المأجورين ومنظمات المجتمع المدني".
ووفقا لتحقيق أجرته ((هيرالد)) العام الماضي، قيل أن الصحفيين المحليين تلقوا أموالا لنشر أكاذيب وإثارة قضايا من خلال تصوير الشركات الصينية على أنها غير أخلاقية ومتهورة وإجرامية وتلحق ضررا بالمجتمعات والبيئة والعاملين.
وقيل أنه تم عرض 1000 دولار على الصحفيين مقابل كل مقال يكتبونه ويكون مناهضا للشركات الصينية.
وردا على تقرير تشهير حول الاستثمارات الصينية أطلقه مؤخرا عدد من مجموعات المجتمع المدني في زيمبابوي ونُشر في 20 يناير، قال كريستوفر موتسفانغوا، عضو المكتب السياسي في حزب زانو- بي إف الحاكم وسكرتير الإعلام والدعاية بالحزب إن جميع الاستثمارات مرحب بها في زيمبابوي بغض النظر عن أصولها.
ونقلت صحيفة ((صنداي ميل)) الحكومية عن موتسفانغوا قوله إن "زيمبابوي تواصل "الترحيب واستقبال الاستثمارات من جميع أنحاء العالم ومن صديقتنا في جميع الأجواء الصين، فيما يستثمر آخرون في العقوبات والعداء" تجاه الشعب الزيمبابوي المثابر والمضياف.
في أعقاب تصاعد الخطاب المناهض للاستثمارات الصينية، قال رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا مرارا أن الاستثمارات من هذه الدولة الآسيوية موضع ترحيب كبير.
وتعليقا على مقال ((الغارديان))، قال رانجاريراي شوكو رئيس تحرير وكالة أنباء إنتر-أفريكا زيمبابوي الجديدة إن وسائل الإعلام الغربية فقدت مكانتها المهيمنة التي شغلتها في العالم بنشرها للأكاذيب.
"هؤلاء الأشخاص يخوضون حربا اقتصادية ضد الصين. وتُلعب في أماكن مثل زيمبابوي وناميبيا وزامبيا"، حسبما ذكر شوكو.
وأضاف "لم أعد أقلق كثيرا على الإعلام الغربي. إنه يقوم بعمل جيد في تشويه سمعة نفسه وقتل نفسه".