تحقيق إخباري: الثلوج المتساقطة في سوريا عززت المخزون المائي وتبشر بموسم زراعي جيد

2022-02-02 12:45:58|arabic.news.cn
Video PlayerClose

دمشق أول فبراير 2022 (شينخوا) شهدت سوريا خلال الأيام القليلة الماضية هطولات ثلجية كبيرة شملت معظم المحافظات السورية، وكانت كمية الهاطل الثلجي كثيفة بلغت في بعض المناطق أكثر من 50 سنتيمترا تقريبا، وفي أماكن أخرى تجاوزت المتر، الأمر الذي ترك، وفقا لما ذكره الخبراء، انطباعا إيجابيا لدى بعض السوريين وخاصة الفلاحين والمزارعين منهم.

رغم تعرض الكثير من الناس للبرد الشديد بسبب نقص وقود التدفئة، كانت هذه الهطولات الثلجية مبعث أمل للفلاحين الذين كانوا ينتظرون نزول المطر والثلج الذي يعزز من المخزون المائي في التربة وفي الآبار الجوفية، ويبشر في ذات الوقت بموسم زراعي جيد يحسن من واقعهم الحياتي، ويشبثهم في أرضهم التي تعد مصدر زرقهم.

أعلنت الهيئة العامة للموارد المائية في سوريا أن الهطولات التي رافقت المنخفض الجوي الأخير أدت إلى تحسن المخزون المائي وارتفاع كبير بنسب الامتلاء في بعض السدود والسدات ما يبشر بموسم ري جيد في بعض المناطق، بحسب وكالة الأنباء السورية ((سانا)).

وقال الدكتور باسل كمال الدين معاون مدير عام الهيئة للموارد المائية إن المنخفض أدى إلى تخزين كميات جيدة من المياه في بحيرات سدود الساحل الصغيرة بعد فترة الانحباس المطري والتي امتلأت بالكامل، مشيراً إلى أن السدود الرئيسة في محافظة اللاذقية ولا سيما سد 16 تشرين مخزونها جيد جداً وصل إلى 80 بالمئة ومن المتوقع بنهاية موسم الهطولات المطرية أن تمتلئ بنسبة مئة بالمئة.

وبين كمال الدين أن تحسن مخازن المياه ستنعكس على استخدامها لري الأراضي في الصيف حيث سيكون موسم الري القادم جيدا.

وقال أبو بسام (53 عاما)، من محافظة السويداء (جنوب سوريا)، الذي انتظر بفارغ الصبر تساقط الثلوج بهذه الكثافة في السويداء، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الثلج كما يقال هي خميرة الأرض، وإذا لم يسقط الثلج في فترة مربعانية الشتاء، فلن يكون هناك موسم جيد"، مؤكدا أن الثلوج التي تساقطت خلال الأيام القليلة الماضية عززت آمال الفلاحين بموسم جيد.

وأشار أبو بسام إلى أنه سيزرع مساحة كبيرة من القمح بعد أن تجف الأرض، لأن الموسم، حسب رأيه، "تأمن وكمية الأمطار التي نزلت تكفي لانضاج موسم القمح".

وفي منطقة ظهر الجبل "شرقي مدينة السويداء"، وفي مشهد لم يراه الناس منذ سنوات وصلت سماكة الثلج إلى أكثر من مترين ونصف في بعض المناطق، كما بدأت بعض الوديان بالجريان بعد تساقط الثلوج وبدء ذوبانه، في مشهد يعكس عودة الحياة لهذه الأرض التي اشتاقت للماء والثلج.

ومن جانبه عبر أبو علاء، (47 عاما) وهو فلاح آخر من صحنايا بريف دمشق الجنوبي الغربي عن سروره بتساقط الثلوج في محافظتي ريف دمشق والقنيطرة (جنوب غرب سوريا)، مبينا أن الثلج هو الحياة لكل شيء بالرغم من شدة البرد الذي يترافق بتساقطه.

وقال أبو علاء لـ((شينخوا)) إن "جبل الشيخ لبس ثوبه الأبيض وبسمكة كبيرة، ما يعني أن مخزون المياه سيكون جيدا، إضافة إلى موسمي التفاح والكرز سيكونان بحالة جيدة".

وتابع يقول "عندما أرى الجبل مكللا بالثلج أشعر بالارتياح، لأن ريف دمشق الجنوبي يتغذى منه بمياه الشرب، ولو لم يتساقط الثلج في هذا الوقت كنا سنواجه أزمة كبيرة في مياه الشرب في الصيف القادم"، مؤكدا أن الوضع الآن بات أفضل ولم يعد مقلقا.

في ريف دمشق الشرقي، عبر الأهالي عن فرحتهم بتساقط الثلوج والمطر وبكميات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدين أن هذه الثلوج والأمطار هي التي انتعشت آمالنا بموسم جيد.

وقال أبو جهاد (51 عاما)، من جرمانا بريف دمشق الشرقي، لـ((شينخوا)) إن الكثير من الناس تعرضوا للبرد الشديد بسبب نقص وقود التدفئة، إلا أن تساقط الثلوج كان حاجة ضرورية للأرض، فهي تقضي على الحشرات وبعض الآفات التي يمكن أن تفتك بالأشجار أو المزروعات الأخرى".

الصور

010020070790000000000000011100001310450699