إطلاق مبادرة "حياتك عزيزة " للحد من الانتحار في الكويت
الكويت 7 فبراير 2022 (شينخوا) أطلقت رابطة الاجتماعيين الكويتية اليوم (الاثنين) مبادرة "حياتك عزيزة"، لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمواطنين والمقيمين بهدف مواجهة الأفكار السلبية المؤدية للانتحار، وذلك بالشراكة مع عدة جهات حكومية بينها وزارات الداخلية والصحة والتربية والشؤون الاجتماعية والأوقاف وعدد من جمعيات المجتمع المدني .
وقال رئيس فريق المبادرة عبد الله يوسف الرضوان خلال مؤتمر عقدته الرابطة في مقرها في منطقة العديلية بمحافظة العاصمة إن عدد حالات الانتحار بين فئة الشباب والأطفال زاد في الكويت خلال جائحة كورونا، مضيفا "أوضحت العديد من الدراسات أن أسباب الانتحار تعود إلى الاكتئاب الحاد واضطرابات الشخصية والوضع الاقتصادي والإدمان والبطالة، بالإضافة إلى العنف المنزلي والعزلة الاجتماعية".
من جهتها أوضحت رئيسة اللجنة النفسية الوقائية في المبادرة الدكتورة وفاء العرادي أن عدد قضايا الانتحار للأفراد الذين تفوق أعمارهم 21 عاما خلال الفترة بين يناير و 31 ديسمبر 2021 بلغ 43 حالة ،تتضمن كويتيين وغير كويتيين، كما بلغ العدد الإجمالي لقضايا الشروع بالانتحار خلال الفترة ذاتها 41 حالة بينها كويتيون وأجانب .
ولفتت العرادي إلى وجود إشارات تنذر بالانتحار أبرزها ما يخص الأفكار والمشاعر مثل الشعور بالكآبة والإحساس بالذنب الشديد واضطرابات الشخصية والشعور بالوحدة والعجز والضعف، فضلا عن علامات ترتبط بالتغيرات البدنية ،ونجد بينها الافتقار إلى الطاقة والاضطرابات في الأكل والنوم والبقاء في السرير طوال اليوم وعلامات أخرى تتعلق بالتغييرات في السلوكيات مثل البكاء الشديد والشجار على أتفه الأسباب والاندفاع والتهور .
وترى العرادي أن الانتحار من القضايا النفسية التي يمكن الوقاية منها والتي تتطلب التنسيق والتعاون وتضافر الجهود للحد من فرص الوصول إلى وسائل الانتحار ،كما تشير إلى أن الحد من الظاهرة يواجه عدة عقبات في مجتمعاتنا العربية، بينها تعذر طلب المساعدة من قبل من يفكرون في وضع نهاية لحياتهم أو حاولوا الانتحار ،بالإضافة إلى وصمة العار التي تلاحقهم و تحيط بالقضية.
وأوضحت رئيسة اللجنة النفسية الوقائية في المبادرة أن عدد حالات الانتحار في الكويت قليل لكن رابطة الاجتماعيين الكويتية تأمل من خلال هذه المبادرة ،الحد منها ،وأضافت في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن سبل الانتحار الأكثر شيوعا في الكويت "لاحظنا خلال فترة وباء كورونا أن الفتيات تنتحرن عن طريق تناول العقاقير الطبية ،بينما يفضل الفتيان الشنق وقطع الوريد أو الموت غرقا".
ويراهن المشاركون في هذه الحملة بحسب رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام في مبادرة "حياتك عزيزة" الدكتور محمد منيف العجمي على العمل الجماعي والمشترك مع الجهات الحكومية والمجتمع المدني، وقد لبت جميعها النداء إذ أظهرت وزارة التربية استعدادها للتعريف بالمبادرة في جميع مدارس الكويت واستضافة الفاعلين والمختصين من فريقها خلال بعض الأنشطة المدرسية، فيما أعلنت الهيئة العامة للشباب استعدادها للترويج للفكرة من أجل الوقاية من الظاهرة وذلك من خلال توظيف الأنشطة في الحدائق العامة وتنظيم دورات خاصة في المراكز الشبابية المنتشرة في المناطق السكنية.
كما يعتزم القائمون على المبادرة التواصل مع السفارات المعتمدة في الكويت لتزويدها بمنشورات بجميع اللغات لحث رعاياها على ضرورة توخي الحذر من مخاطر الاكتئاب، بالإضافة إلى تنظيم ندوات وملتقيات ودورات تدريبية يشرف عليها الاختصاصيون النفسيون والاجتماعيون وكذلك دورات خاصة لطلاب المدارس يشارك فيها أساتذة من ذوي الاختصاص.
وكانت وزارة الداخلية الكويتية أجرت بين عامي 2014 و2018 دراسة لمعرفة اتجاهات الانتحار في البلاد وأظهرت نتائجها أن عدد حالات الانتحار في تلك الفترة بلغ 297 حالة غالبيتهم من العمال الحرفيين أو العمالة المنزلية و أن 81.1 في المائة من إجمالي الحالات هم من الذكور ،أغلبهم من الهنود بنسبة 60.2 في المائة بينما شكل الكويتيون أقلية بنسبة 7.4 في المائة .
وأوضحت الدراسة أن الموت شنقا هو الأكثر شيوعا بين حالات الانتحار في تلك الفترة ،وأن محافظة الأحمدي هي الأكثر تسجيلا لحالات الانتحار متبوعة بمحافظتي لفروانية ثم الجهراء .
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن معدل حالات الانتحار في الكويت خلال فترة الدراسة التي أجرتها وزارة الداخلية بلغ 2.3 لكل مائة ألف نسمة ،وأما بالنسبة للحالات عالميا فيموت أكثر من 800 ألف شخص سنويا، بسبب الانتحار الذي يعد أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعا في جميع أنحاء العالم.







