(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: تدهور زراعة الزيتون في شمال سيناء بسبب الإرهاب وخطة حكومية لإنقاذها

2022-02-08 03:36:22|arabic.news.cn
Video PlayerClose

مزارع يعرض ثمار الزيتون. (شينخوا)

شمال سيناء، مصر 7 فبراير 2022 (شينخوا) تشتهر محافظة شمال سيناء، شمال شرق القاهرة، بزراعة الزيتون وإنتاج أجود أنواع زيت الزيتون، التي تعد أهم وسيلة لكسب الرزق بالنسبة لسكان هذه المحافظة، الذين كانوا يزرعون أشجار الزيتون في مساحات شاسعة.

إلا أن زراعة هذا المحصول تدهورت كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب الجماعات الإرهابية، التي اتخذت شمال سيناء معقلا لها عقب ثورة 30 يونيو 2013، حيث تسببت هذه الجماعات في احتراق أشجار الزيتون وتجريف الأراضي الزراعية خاصة أنها كانت تتعمد تفجير أبراج الكهرباء وتدمير الآبار الزراعية التي يعتمد عليها السكان في ري أشجار الزيتون.

وحتى العام 2014، كانت المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في شمال سيناء تبلغ 35 ألف فدان، تنتج حوالي 75 ألف طن زيتون سنويا، بحسب المهندس عاطف عبيد مطر وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء.

وأوضح مطر لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن إنتاج الزيتون في شمال سيناء ارتفع تدريجيا حتى وصل إلى 107 آلاف طن سنويا خلال الفترة ما بين 2015 و 2017، قبل أن تتدهور زراعة الزيتون بسبب ظروف الحرب على الإرهاب، حيث تراجعت المساحة المزروعة إلى 9800 فدان فقط خلال العام 2021، تنتج نحو 10 آلاف طن زيتون سنويا.

وعزا المسؤول المصري، هذا التراجع الكبير إلى تجريف مساحات شاسعة من أراضي الزيتون واحتراق الأشجار وانقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة في مدن رفح والشيخ زويد والعريش وتدمير الآبار الزراعية ونزوح سكان بعض القرى بسبب الإرهاب.

وأشار إلى أن المساحات المزروعة بالزيتون تقلصت حاليا في مناطق عديدة حتى بلغت في مدن مثل رفح والشيخ زويد، وهما مسرح العمليات الإرهابية، صفر وذلك مقابل 11326 فدانا كانت مزروعة بالزيتون في رفح في العام 2014، و5751 فدانا في الشيخ زويد.

وأثر هذا التراجع في زراعة الزيتون على صناعة إنتاج زيت الزيتون في شمال سيناء وطبيعة عمل معاصر زيت الزيتون، التي اضطر أصحاب بعضها إلى إغلاقها.

وقال مطر إن عدد معاصر زيت الزيتون في شمال سيناء كان يبلغ 11 معصرة مملوكة للأهالي و6 معاصر تابعة للحكومة، تعمل ثلاث ورديات على مدار اليوم، وتنتج آلاف الأطنان من زيت الزيتون.

وتراجع هذا العدد حاليا إلى ثلاث معاصر فقط، تعمل وردية واحدة في اليوم، بسبب قلة إنتاج الزيتون، وفقا للمسؤول المصري.

من جهته، قال المهندس فؤاد صالح الأزعر صاحب أقدم معصرة لإنتاج زيت زيتون في محافظة شمال سيناء أن الأخيرة تعد أولى محافظات مصر في زراعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وأردف الأزعر لـ((شينخوا)) أن إنتاج شمال سيناء من زيت الزيتون كان يتم استهلاكه محليا وتصديره أيضا، قبل أن يتراجع الإنتاج بشدة.

وتابع أن "الإرهاب تسبب في تراجع المساحات المزروعة بالزيتون في شمال سيناء وتدمير المزارع وقلة إنتاج الزيتون بشكل كبير، ما تسبب في غلق أغلب معاصر زيت الزيتون بالمحافظة".

واستطرد أنه حتى المعاصر الباقية، وعددها 3 معاصر فقط، أصبحت تعمل وردية عمل واحدة مدتها 4 ساعات فقط، بطاقة 100 طن زيتون في اليوم الواحد خلال موسم عصر الزيتون، مقابل 3 ورديات يوميا بطاقة تتراوح بين 800 إلى 1000 طن زيتون في السابق.

وينتج كل طن زيتون قرابة 100 إلى 150 كيلو جراما من زيت الزيتون، حسب الأزعر.

وأثر غلق أغلب معاصر الزيتون وتقليص ورديات العمل بالمعاصر الباقية على العمال.

وقال محمد سلمي (47 عاما)، وهو أحد عمال معاصر زيت الزيتون بمدينة العريش "لقد تعرضنا للتشريد بأعداد كبيرة بسبب غلق المعاصر".

وأضاف سلمي لـ((شينخوا)) أنه "قبل ظهور الإرهاب، كنا نتقاضى أجرا في الوردية الواحدة قرابة 100 جنيه في الوردية، وكنا نعمل أكثر من وردية خلال موسم عصر الزيتون الذي يستغرق 3 شهور فقط، وباقي العام نعمل في حقول الأهالي في زراعة الزيتون بأجر آخر".

وتابع "أما حاليا فقد توقف العمل، وإذا حصلنا على عمل في أي معصرة من المعاصر الثلاث المتبقية يكون بصعوبة مقابل حوالي 150 جنيه في الوردية.. ونعاني من بطالة شديدة طوال العام بسبب تدهور زراعة الزيتون".

ومع نجاح الدولة المصرية أخيرا في تطهير شمال سيناء من الجماعات الإرهابية، عادت الحكومة مرة أخري تشجع على زراعة الزيتون.

وقال مطر، إن "الانتصار على الإرهاب خاصة في مناطق رفح والشيخ زويد وبئر العبد، جعل الدولة تعيد الأهالي مرة أخرى لمزارعها وتقرر تنفيذ خطة جديدة لتوسيع الرقعة الزراعية الخاصة بأشجار الزيتون".

وأشار إلى أن وزير الزراعة السيد القصير أهدى خلال زيارة لشمال سيناء منذ يومين 5 آلاف شتلة زيتون للأهالي لزراعتها، على أن تلحق بها 20 ألف شتلة زيتون أخرى قريبا.

ولفت إلى السماح بزراعة 5 آلاف فدان جديدة بالزيتون بوسط سيناء من خلال 10 تجمعات سكنية زراعية كمرحلة أولى.

وأكد أن الحكومة تستهدف زراعة 500 ألف فدان بسيناء قريبا، وسوف يكون لمحصول الزيتون نصب كبير منها.

010020070790000000000000011100001310459994