الدول الخليجية تؤكد أهمية المصالحة الوطنية والحل السياسي في أفغانستان خلال لقاء مع طالبان
الدوحة 14 فبراير 2022 (شينخوا) أكد ممثلون لدول مجلس التعاون الخليجي اليوم (الإثنين) خلال لقاء بالدوحة مع مسؤولين من حركة طالبان الأفغانية، أهمية تحقيق مصالحة وطنية والتوصل لحل سياسي توافقي في أفغانستان.
وذكرت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والمكتب الإعلامي لوزارة الخارجية القطرية في بيان رسمي "أن ممثلي مجلس التعاون التقوا مع ممثلي سلطة الأمر الواقع في أفغانستان اليوم في مدينة الدوحة".
وأضاف البيان أن ممثلي مجلس التعاون أكدوا أهمية تحقيق المصالحة الوطنية والوصول إلى حل سياسي توافقي يأخذ بعين الاعتبار مصالح كافة مكونات الشعب الأفغاني، واحترام الحريات والحقوق الاساسية بما فيها حق المرأة في العمل والتعليم، تحقيقا لتطلعات الشعب الأفغاني.
وتابع أنهم أكدوا أيضا أهمية تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، والمساهمة في حشد الدعم الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه العمل الإنساني هناك.
وأفاد بأنهم عبروا عن مواقف المجلس الثابتة تجاه أفغانستان واحترام سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
كما عبروا في الوقت نفسه عن القلق بأن تجد التنظيمات الإرهابية فرصة لممارسة أنشطتها لمهاجمة الدول الأخرى أو الإضرار بمصالحها انطلاقا من الأراضي الأفغانية.
وشددوا على أهمية أن تتولى سلطة الأمر الواقع في أفغانستان ضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي جماعة إرهابية أو استغلالها لتصدير المخدرات إلى دول المنطقة.
وأدانوا في هذا السياق "العمليات الإرهابية" التي تتعرض لها أفغانستان وتستهدف المدنيين والمنشآت المدنية، مؤكدين تضامن مجلس التعاون مع أفغانستان لتعزيز الأمن والاستقرار في أراضيها.
ولفت البيان ختاما إلى أن اللقاء أكد أهمية استمرار التواصل لمناقشة هذه الموضوعات بما يساهم في الحفاظ على أمن واستقرار أفغانستان وتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الأفغاني.
وكانت وزارة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، التي شكلتها طالبان قد أعلنت أمس الأحد في بيان على حسابها في (تويتر) أن وفدا برئاسة القائم بأعمال وزير الخارجية أمير خان متقي، توجه إلى قطر لعقد اجتماعات بشأن قضايا مهمة مع ممثلين من مجلس التعاون الخليجي.
كما يلتقي وفد طالبان بوفد من الاتحاد الأوروبي وممثلي البعثات الدبلوماسية في أفغانستان التي تعمل من الدوحة، وفق البيان.
وتلعب قطر دورا كبيرا في المسألة الأفغانية، حيث ساعدت في إعادة فتح مطار كابول لاستقبال المساعدات والرحلات الجوية، وسهلت عملية إجلاء ونقل عشرات آلاف الأشخاص من الأفغان والأجانب من كابول، وقدمت مساهمات مالية ومساعدات لأفغانستان بقيمة 50 مليون دولار، وفق تصريحات رسمية.
ولدى طالبان مكتب سياسي في الدوحة التي احتضنت جولات من المفاوضات بين الحركة والولايات المتحدة الأمريكية توجت بتوقيع اتفاق تاريخي للسلام بين الجانبين في فبراير العام 2020 سُحبت بموجبه القوات الأجنبية من أفغانستان ما مكن طالبان من بسط سيطرتها على البلاد.
ومنذ وصول طالبان إلى السلطة في أغسطس العام الماضي، لم تعترف أي دولة بحكومتها المؤقتة، فيما تعيش البلاد وضعا اقتصاديا وإنسانيا وصحيا صعبا فاقم شدته قيام الولايات المتحدة بتجميد أصول البنك المركزي الأفغاني، فضلا عن توقف التمويل من جانب البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.