تحليل إخباري : محللون سياسيون سوريون : زيارة الرئيس الأسد إلى الامارات تشكل بداية عقد جديد لانفتاح خليجي باتجاه سوريا

2022-03-20 05:16:42|arabic.news.cn
Video PlayerClose

دمشق 19 مارس 2022 ( شينخوا) أكد محللون سياسيون في سوريا اليوم (السبت) أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، ستشكل بداية لانفتاح خليجي باتجاه سوريا ، لافتين إلى أن هذه الزيارة سيكون لها انعكاسات إيجابية في مرحلة لاحقة ، موضحين في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون راضية عن الزيارة ، وستحاول التعتيم عليها .

واختتم الرئيس الأسد زيارة قام بها أمس (الجمعة) إلى الإمارات العربية المتحدة وهي الزيارة الأولى له لدولة عربية منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011 .

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ، اعتبر ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن هذه الزيارة تأتي في إطار حرص أخوي وتنسيق بين البلدين تجاه مختلف القضايا ، مؤكدا أن موقف الإمارات ثابت في دعم وحدة أراضي سوريا واستقرارها.

من جهته ، أكد الرئيس الأسد أن الإمارات دولة تلعب دورا كبيرا في ظل السياسات المتوازنة التي تتبناها تجاه القضايا الدولية ، مضيفا أن العالم يتغير ويتحرك لفترة طويلة في حالة من عدم الاستقرار لحماية المنطقة "علينا الاستمرار في التمسك بمبادئنا وسيادة دولنا ومصالح شعوبنا".

وقال المحلل السياسي السوري الدكتور حسام شعيب لوكالة أنباء (( شينخوا)) تعليقا على زيارة الرئيس الأسد إلى الامارات ، " مما لا شك فيه إن هذه الزيارة تكتسب أهمية سياسية وستنعكس إيجابا على العلاقات بين البلدين في مرحلة لاحقة " ، مبينا ان دولة الامارات العربية المتحدة ستكون "عرابة المرحلة القادمة عربيا خصوصا العمل على عودة سوريا إلى الجامعة العربية " .

وأشار المحلل السياسي السوري إلى أن الزيارة كانت للإمارات العربية المتحدة ، لكنها ضمنا هي بداية عقد جديد لانفتاح خليجي عموما ، باتجاه سوريا ، الذي سيعزز مسألة حضور سوريا في المرحلة القادمة في الجامعة العربية التي من المقرر أن تنعقد في الجزائر .

وأضاف الدكتور شعيب أن " هذه الزيارة ستعكس حالة من آفاق جديدة ليس للتعاون الثنائي بين البلدين ، وإنما في مسألة إعطاء صورة سياسية وقراءة لاحقة في الثبات ليس فقد في تسوية أوضاع المنطقة، أو حتى عودة سوريا إلى الجامعة العربية وإنما هناك شعورا خليجيا أن الإدارة الامريكية الحالية إدارة عاجزة " .

وبعيدا عن الأهمية السياسية للزيارة ، قال شعيب إن الانفتاح التجاري على الدول العربية الأخرى مهم جدا لسوريا نتيجة العقوبات الأمريكية والغربية المفروضة على البلاد.

وأضاف "نتيجة للوضع الاقتصادي والحرب المستمرة ، فإن سوريا بحاجة إلى التعاون ليس فقط على المستوى السياسي العربي ، بل على المستوى الاقتصادي أيضا ، وضرورة التنسيق وإعادة فتح المجال كذلك لتبادل السلع التجارية بين البلدين ".

وأشار المحلل السياسي السوري شعيب إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستندد بهذه الزيارة ، مبينا أن هذه التنديدات لا ترتقي إلى مستوى قطع العلاقات أو حتى المزيد من الضغوطات الأمريكية على دول الخليج .

وعقب الزيارة انتقدت وزارة الخارجية الأمريكية الزيارة قائلة إنها "محبطة ومقلقة بشدة" مما وصفته بمحاولة واضحة لإضفاء الشرعية على الأسد.

وقال شعيب إن التصريحات الأمريكية لم تكن مفاجئة ، متهما أن الدور الأمريكي في المنطقة وفي القارة الآسيوية "دور سلبي" ، ليس فقط في هذه المرحلة ، بل كان دورا سلبيا منذ عقود.

وأضاف "إذا تتبعنا السياسة الأمريكية طوال العقود الماضية ، فسنرى أنها تقوم في الخارج على خلق الفوضى في العالم وإثارة الصراعات الطائفية والدينية والعرقية".

وتابع يقول إن التصريحات الأمريكية تعكس "حالة خيبة الأمل" من قبل الإدارة الأمريكية بشأن التغيير الإيجابي في المناخ العربي تجاه سوريا.

وأضاف شعيب "أمريكا اليوم ليست في أفضل حالاتها أمام التغيرات الجديدة في العالم".

ومن جانبه أكد الكاتب السوري عماد سالم أن أهمية زيارة الرئيس الأسد تأتي لكونها الزيارة الأولى للرئيس الأسد إلى دولة عربية منذ أكثر من 11 عاما ، ما يعني نجاح الدولة السورية في كسر العزلة العربية عنها والتأسيس لانطلاقة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات كما تشكل مقدمة لتصحيح مسار العلاقات البينية العربية - العربية وخاصة علاقات سوريا مع دول الخليج والتي شهدت تطورا ملحوظا خلال الأشهر القليلة الماضية .

وقال سالم وهو محلل سياسي سوري آخر لوكالة أنباء ((شينخوا)) " إن الزيارة هي خطوة في الاتجاه الصحيح خاصة في هذه الظروف التي تشهدها المنطقة والعالم " ، موضحا أن " الزيارة جاءت في الوقت المناسب ، ومن شأنها أن تعيد اللحمة إلى الموقف العربي " .

وأكد سالم أن الدول العربية من مصلحتها إرساء علاقات متوازنة مع جميع الدول ، مشيرا أن الدول العربية في طريقها للتأسيس لدور كبير في مستقبل العلاقات الدولية.

وبدوره أكد شريف شحادة عضو مجلس الشعب السوري السابق أن زيارة الرئيس الأسد ستفتح آفاقا جديدة في العلاقات العربية - العربية .

وقال النائب السابق لوكالة أنباء (( شينخوا)) إن " زيارة الرئيس الأسد إلى الإمارات تأتي في ظل تطورات إقليمية ودولية جديدة " ، مؤكدا أن هناك رغبة سورية في فتح العلاقات مع الدول العربية على أساس العلاقات الطيبة بين الدول العربية ، وعلى أساس أن سوريا اجتازت مرحلة الخطر .

وأضاف أن " هذه الزيارة سوف تفتح آفاقا في علاقات عربية مع سوريا في ظل موقف عربي مؤيد لعودة سوريا لجامعة الدول العربية تقوده الجزائر والامارات، ويتجه نحو تفعيل الدور السوري خاصة وأن الوضع العربي ليس مريحا " .

وبين شحادة أن هناك تذمر عربي واضح من السلوك الأمريكي تجاه المنطقة .

الصور

010020070790000000000000011100001310521355