تعليق ((شينخوا)): حسابات واشنطن غير المعلنة تقف وراء الصراع الروسي الأوكراني

2022-04-03 12:41:48|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 3 أبريل 2022 (شينخوا) بالنسبة لأي شخص لديه إحساس بالإنسانية وبعض المعرفة بالتاريخ، يحزنه أن يرى روسيا وأوكرانيا، وهما دولتان مستقلتان تنتميان لنفس الأصل السلافي، وقد انجرفتا إلى صراع عسكري -- ولكن ليس بالنسبة للساسة في واشنطن.

ثمة مثل صيني قديم يقول: أمام كل ظلم، هناك جانٍ، وأمام كل دين، هناك مدين. في حالة الأزمة الأوكرانية، لعبت واشنطن الدور المزدوج بصفتها الجاني الذي أثار النزاع، والمدين الذي يدين للضحايا بالعدالة والتعويض.

فبعض نخب واشنطن، الذين عمدوا إلى زرع الشقاق بين روسيا وأوكرانيا ودفع البلدين بشكل خبيث إلى زاوية من المواجهة، يحتفلون بتلاعبهم بالكارثة على الرغم من القصف وإطلاق النار الذي يجتاح أرض أوكرانيا.

وهذا ما يفسر أن الساسة الأمريكيين الذين يتحركون ذهابا وإيابا عبر المحيط الأطلسي لحشد الحلفاء وتعزيز الأعمال العدائية ضد روسيا، لا يهتمون كثيرا بالاعتراف بالسبب الجذري للمأساة في أوكرانيا أو التوسط في إيجاد حل سياسي لها.

إن احتواء روسيا كمنافس محتمل للهيمنة الأمريكية لم يسقط قط من أجندة واشنطن. فمنذ انهيار الاتحاد السوفيتي، أخذت الولايات المتحدة تدفع باستمرار انتشارها العسكري شرقا في تجاهل للشواغل الأمنية المشروعة لروسيا ونشرت أسلحة استراتيجية هجومية في أوروبا الشرقية، وداست مرارا على الخط الأحمر لروسيا.

وفي محاولة منها للقتل بسكين مستعار، بذلت الولايات المتحدة قصارى جهدها لخداع الأوكرانيين ليكونوا "رأس جسر" لقمع جارتهم مقابل قبول الغرب، الذي تبين في النهاية أنه وعد فارغ، في حين رفضت تقديم ضمانات أمنية وزرعت بذور الصراع العسكري في أوكرانيا.

للأسف، هل تخيل أحد يوما أن الثقة العمياء في واشنطن يمكن أن تكون تكلفتها دماء عشرات الآلاف؟

فوراء الأزمة الأوكرانية تكمن حسابات واشنطن غير المعلنة بشأن مصالحها الذاتية.

وأولها، بطبيعة الحال، هو الحفاظ على هيمنتها العالمية المتدهورة. فخلال الحرب الباردة، بذلت الولايات المتحدة قصارى جهدها للمبالغة في التهديد الأمني للاتحاد السوفيتي على أوروبا الغربية، فقط لتأجيج خوف دول أوروبا الغربية وتطويقها في فلك واشنطن.

ومع نهاية الحرب الباردة، أصبحت الولايات المتحدة في أمس الحاجة إلى العثور على عدو وهمي جديد لتجميع تحالفها المتصدع بشكل متزايد وتبرير وجود منظمة حلف شمال الأطلسي، وهي من مخلفات الحرب الباردة، وكلها بمثابة حواجز حماية للهيمنة الأمريكية.

والصراع بين روسيا وأوكرانيا يتناسب تماما مع مثل هذه الأجندة.

كما يستعد المجمع العسكري الأمريكي لتحقيق أرباح هائلة من الصراع. "ليس هناك الكثير من المال الذي يمكن كسبه في الدبلوماسية، عادة"، هكذا قال إريك سبيرلينغ، المدير التنفيذي لمجموعة ((جست فورين بوليسي)) المناهضة للحرب، في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)).

ففي أعقاب اندلاع الصراع، أعلن البيت الأبيض عن خطة ميزانية للسنة المالية 2023، تدعو إلى زيادة الإنفاق العسكري. وتشمل الخطة، التي تبلغ قيمتها الإجمالية 5.8 تريليون دولار أمريكي، 813.3 مليار دولار "للدفاع الوطني" منها 773 مليار دولار مخصصة لوزارة الدفاع.

ومنذ بداية العام، شهدت شركات الدفاع الأمريكية مثل لوكهيد مارتن ورايثيون تكنولوجيز بالفعل ارتفاعا صاروخيا في أسعار أسهمها.

مع ارتفاع أسعار الطاقة والاضطراب الحاصلة في الأسواق المالية، يتحمل الناس في جميع أنحاء العالم بشكل أو بآخر وطأة الصراع الروسي الأوكراني، باستثناء نخب واشنطن الذين يحققون أرباحا بالفعل.

وبينما ينعى معظم الناس الضحايا ويحزنون عليهم، فإن الصراع الذي تراق فيه دماء يقف كدليل آخر على حقيقة أن واشنطن هي الفتيل الرئيسي للحروب وأكبر مصدر للاضطرابات في العالم.

ولا يمكن للعالم أن يرى بصيصا من الأمل في سلام دائم إلا عندما تتخلى الولايات المتحدة عن أسطورتها للهيمنة وهوسها بالمنافسة الجيوسياسية.

الصور

010020070790000000000000011100001310542283