(وسائط متعددة) فيديو: تحقيق إخباري: الطلاب السوريون اللاجئون في لبنان يحرصون على التعلم رغم التحديات المختلفة

2022-04-22 14:24:38|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بيروت 23 أبريل 2022 (شينخوا) "أحب قراءة كتب الحياة والعلوم والحيوانات والغابات لفهم العالم الخارجي بشكل أفضل"، هكذا قالت ديلان إبراهيم، وهي فتاة لاجئة تبلغ من العمر 16 عاما كانت تقيم في شمال سوريا.

وتبيَّن خلال حوار وكالة أنباء ((شينخوا)) مع ديلان حرصها على معرفة المزيد عن العالم واتضح أن حلمها الأكثر طموحا هو أن تصبح طبيبة كي تساعد في إنقاذ حياة الآخرين.

وتدرس ديلان مع المئات من أبناء اللاجئين السوريين في مدرسة كمال جنبلاط الرسمية في بلدة المختارة بمحافظة جبل لبنان، وهم يبدون حماسا للقراءة وفهما للفوائد التي يمكن أن تجلبها لمستقبلهم، مع إظهار حرصهم على خدمة الآخرين ومساعدتهم في المستقبل.

وبالنسبة لهالة جابر، وهي فتاة لاجئة سورية تبلغ من العمر 17 عاما، فإنها تنجذب في الغالب إلى الروايات، بالإضافة إلى كتب الرياضيات التي تعلمها تقنيات حول مادتها الدراسية المفضلة. وقالت لـ((شينخوا)) "أحب أيضا الكتب التي تساعدنا في معرفة المزيد عن الحياة والأشياء التي تحدث من حولنا".

وعقدت جابر العزم على التعلم ومواجهة أي تحديات قد تطرأ في المستقبل حتى تصبح طبيبة ناجحة تعمل على مساعدة الآخرين.

من جهتها، شعرت اللاجئة السورية فايان إبراهيم، التي تبلغ من العمر 13 عاما، بسعادة غامرة عند قراءة القصص باللغة الإنكليزية التي قالت إنها تأخذها بعيدا عن الواقع المحزن ومصاعب الحرب والهجرة.

جاءت تصريحات الطلاب السوريين بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي تحتفل به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سنويا في 23 أبريل من كل عام لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب ولتشجيع الناس والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء دفعوا بالتقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية إلى الأمام.

وسلطت ريمي باشناق، مدرسة الرياضيات اللبنانية في مدرسة كمال جنبلاط الرسمية، الضوء على أهمية القراءة للأطفال في جميع الأعمار ودورها في تعزيز شخصياتهم. وقالت لـ((شينخوا)) "ندرس الأطفال مواضيع ومفاهيم مختلفة مثل الرياضيات والعلوم، لكن القراءة ضرورية لتنمية وبناء شخصياتهم وتعزيز الأفكار التي تساعدهم على اختيار المسار الصحيح في الحياة".

وتؤمن مدرسة كمال جنبلاط الرسمية فترتين دراسيتين، الأولى قبل الظهر لنحو 450 طالبا لبنانيا، والثانية بعد الظهر لـ580 لاجئا سوريا وذلك نظرا لضيق المساحة اللازمة لتدريس جميع الطلاب اللبنانيين والسوريين معا.

وقالت منال حديفة، مدير مدرسة كمال جنبلاط الرسمية، لـ((شينخوا)) إن المدرسة بدأت في تعليم الطلاب اللاجئين السوريين منذ عام 2015.

وأشارت حديفة إلى أنه كانت في المدرسة مكتبة حيث يمكن للأطفال اختيار الكتب لقراءتها ولكن تم تحويل المكان المخصص للمكتبة إلى فصل دراسي لاستيعاب الطلاب السوريين اللاجئين في المدرسة.

وذكرت أن المدرسة تولي أهمية كبيرة للقراءة لأنها تمنح الطلاب معلومات عن كل ما يدور حولهم مع إثراء ذكرياتهم وبناء شخصياتهم من أجل المستقبل.

وأضافت حديفة أن التحدي الأكبر الذي يواجه أطفال اللاجئين السوريين في مدرسته هو عدم إصرار أولياء أمورهم على تزويدهم بالتعليم المناسب.

وقالت "عندما يواجه الأطفال أي مشكلة في المدرسة، يظهر آباؤهم تلقائيا استعدادات لإخراجهم من المدرسة وإرسالهم إلى العمل لكسب أقل من 20 ألف ليرة لبنانية (أقل من دولار أمريكي واحد) في اليوم".

وكانت دراسة صادرة عن صندوق الطوارئ الدولي للأطفال التابع لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في يناير 2022 قد أشارت إلى أنه منذ عام 2019 تضاعفت ظاهرة عمالة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما، لتصل إلى 5 في المائة في عام 2021 وأن أعلى معدل لعمالة الأطفال كان بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما.

وشددت حديفة على ضرورة توفير جلسات توعية للآباء والأمهات وتنويرهم بأهمية توفير تعليم مناسب لأبنائهم بدلا من إرسالهم للعمل في سن مبكرة.

ولفتت إلى أن الآباء والأمهات هم أيضا في حاجة ماسة إلى جلسات علاج نفسي للتعامل مع مشاكلهم النفسية وتعليمهم كيفية التعامل مع أبنائهم بسلام دون اللجوء إلى العنف.

وقالت حديفة "لاحظنا أن العديد من الأطفال يميلون إلى العنف مع بعضهم البعض لأنهم تعرضوا للعنف في المنزل".

ولا يزال لبنان البلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين لكل فرد، وتشير تقديرات الحكومة إلى أن لبنان يستضيف 1.5 مليون لاجئ سوري يعيش معظمهم في أكثر من ألف و400 مخيم عشوائي في مختلف المناطق اللبنانية ويعانون من أوضاع معيشية صعبة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع معدلات الفقر في البلاد.

ومن بين اللاجئين ما يقرب من 522 ألفا من الأطفال والشباب اللاجئين السوريين في سن الدراسة والذين تتراوح أعمارهم بين 3 و24 عاما، ويواجهون العديد من التحديات في الوصول إلى التعلم عن بعد أو داخل المدرسة، سواء في التعليم الرسمي أو الخاص.

ووفقا لدراسة صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في ديسمبر 2021، فإن 30 في المائة من الأطفال اللاجئين في سن الدراسة (الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عامًا) لم يذهبوا أبدا إلى المدرسة، في حين أن 11 في المائة فقط من الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما) كانوا مسجلين في التعليم.■

010020070790000000000000011100001310569210