(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: مدارس الأونروا في الأردن تبذل جهودا إضافية لتشجيع طلابها اللاجئين على القراءة في اليوم العالمي للكتاب

2022-04-23 15:03:30|arabic.news.cn
Video PlayerClose

عمان 23 أبريل 2022 (شينخوا) يشارك الأردن بقية دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للكتاب الذي يصادف 23 أبريل من كل عام بعد أن تم إقراره من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ويُبرز فعاليات هذا الاحتفال في معظم مدارس المملكة التابعة لوزارة التربية والتعليم والمدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

تشرف وكالة الأونروا على تعليم أكثر من 120 ألف طالب من أبناء اللاجئين في 13 مخيما من المخيمات الفلسطينية في الأردن، إضافة إلى تقديم خدمات الصحة والتنمية الاجتماعية في هذه المخيمات.

وعلى الرغم من بساطة الحياة في المخيم وظروف العيش فيه، إلا أن القائمين على التدريس في هذه المدارس يبذلون جهودا إضافية من أجل تشجيع الطلبة على الإقبال على التعلم والقراءة من خلال تنظيم المسابقات الثقافية والعلمية في القراءة لتعزيز دور الكتاب في حياة الطلبة.

الطالبة حنين خلف في مكتبة المدرسة. (شينخوا)

وذكر الدكتور أشرف عبدالرحيم ابو سبيت المتخصص في لسانيات ونحو اللغة العربية ومدرس في وكالة الغوث ومحكم في مسابقات أدبية ولغوية في مدارس الوكالة على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية أن "القراءة تعزز من تسهيل عملية الدراسة على الطلاب، خاصة إذا كانت مرتبطة بالمناهج الدراسية"، موضحا بقوله "إذا كانت هناك قصص موجودة في المناهج الدراسية، نعود إلى المصادر والمراجع الأصلية لهذه القصص فتُربط القصص بالمنهاج، وهو ما يختصر الوقت على الطالب ويجعله يتخذ المنهاج مهارة بالقراءة وليس معزولا عنها ويحاول الربط بين المنهاج والثقافة".

وأضاف في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) أن القراءة تمنح فرصا أكثر للطلبة اللاجئين كي يحصلوا على فرص أفضل في المستقبل سواء في المجال الدراسي أو المهني لاحقا.

وأشار إلى أن الطالب يقرأ كتبا فيها معاناة لكاتب معين أو مجتمع معين فيتعلم من هذه القراءات كيف يتجاوز المعاناة التي يعيشها هو، كما يقرأ روايات فيها قصص قد تنمي له النشاطات وقد تحببه في بعض الألعاب الرياضية وترشده إلى العمل في التجارة أو التوجه نحو الدراسات العلمية.

وأضاف أن القراءة تمكنه كذلك من الإطلاع على تجارب دول أخرى والسفر إليها عبر الكتاب وهو في مكانه.

وقال ابو سبيت إن القراءة تساعد الطالب في تحديد التخصص العلمي الذي يطمح إليه، موضحا أنه عندما يقرأ الطلاب يجدون في بعض الأحيان أن الكتّاب أطباء أو مهندسون أو محامون، فالطالب المتابع للقراءة يربط مستقبله بهذه النجاحات التي حققها هؤلاء أصحاب الكتب.

وأضاف "نتمنى أن تصبح القراءة عميقة بمعنى أن نتجاوز مرحلة مهارة القراءة التعليمية حيث تكون المهارة أداة لكشف النصوص".

الطالب عبد الرحمن فوزي في مكتبة المدرسة. (شينخوا)

وذكر أن تنمية هذه المهارة تحتاج إلى انتقاء الكتاب وانتقاء المعلومة والحكم على الكتاب ونقده، مشيرا إلى أن الطالب القارئ يجب أن يكون لديه القدرة على الإنتاج الفكري والأدبي أو الحكم على النصوص الأدبية.

وأشار ابو سبيت إلى أنه شارك في مسابقة تحدي القراءة العربية وهي مبادرة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي وكانت المملكة الأردنية الهاشمية أحد الدول العربية المشاركة والتي وصلت إلى مراحل متقدمة في اجتياز المسابقة بتفوق وحصلت على عدد كبير من الجوائز من ضمنها للطلاب في مراحل عمرية متنوعة، موضحا أن المسابقه تسعى إلى دفع الطلاب إلى القراءة وتنويع قراءاتهم وحب الكتاب حيث يجني الطالب فوائد فكرية كثيرة من خلال تنمية مهارات انتقاء الكتابة والفكرة والمعلومة.

وسلط الضوء على أن القراءة في هذه المسابقة والقراءة بشكل عام تدفع الطفل اللاجئ إلى مواكبه بقية الطلبة غير اللاجئين ومعايشة العصر.

بدوره قال الطالب عبد الرحمن فوزي هليل (16 عاما)، وهو في الأصل من مدينة غزة في فلسطين ويدرس في الصف العاشر في مدرسة الهاشمي الإعدادية، "إن القراءة ستفتح العالم أمامك. ومن خلالها، ستحصل على جميع المعارف التي تريدها".

حنين خلف (يمينا) وعبد الرحمن فوزي يقرآن في مكتبة المدرسة. (شينخوا)

وذكر أن "القراءة ستجعل من المرء الشخص الذي يريد جميع الناس التحدث معه، والجلوس معه لاستقاء المعرفة منه"، لافتا إلى أن القارئ هو من سينقل المعارف إلى الآخرين".

وقال "أنا اتطلع إلى جميع الكتب في كافة المجالات، وأحب الكتب التاريخية وبخاصة الكتب التي تختص بالتاريخ الإسلامي،" وأشار إلى أنه يطمح في المستقبل إلى أن يصبح طبيبا عند الالتحاق بالجامعة الأردنية.

أما الطالبة حنين خلف (15 عاما) من قضاء الخليل في فلسطين وتدرس في الصف العاشر في مدرسة الزهور الإعدادية، فقالت إنها شغوفة بالقراءة للإطلاع على كل جديد من أجل رفعة نفسها وذاتها.

وأضافت "إنني أحب القراءة لأنها تغذي الروح وأقرأ ما كتب العلماء في الماضي لكي أعرف كيفية العيش في المستقبل والخروج بحلول للمشاكل التي قد تواجه المجتمع".

وأشارت إلى أن لديها موهبة الرياضة فهي لاعبة تايكواندو في الاتحاد الأردني للتايكواندو.

وقالت إنها تشغل نفسها بما هو مفيد، وتسعى إلى أن تكون مميزة، وتحب قراءة مختلف أنواع الكتب في شتى المجالات، ولكنها تميل إلى كتب التنمية البشرية والكتب العلمية.

الطلاب يأخذون درسا في المدرسة. (ِشينخوا)

وأكدت أن الدافع للقراءة بشكل عام هو بمثابة طوق النجاة للأمم الغارقة بالجهل والمرض، مشيرة إلى حبها لكتب التنمية البشرية لتطوير ذاتها والاستفادة منها في التعامل مع الآخرين وكذا إلى حبها للكتب العلمية لزيادة معلوماتها في مختلف أنواع العلوم.

وأشارت إلى أنها تطمح إلى أن تصبح طبيبة في المستقبل خاصة في جراحة الأوعية الدموية، وقالت إنها تقرأ في الوقت الحالي كتبا بعيدة عن الطب خاصة في التنمية البشرية والبرمجة وغيرها من العلوم.

وأكدت أن قراءة الكتاب لها شعور خاص وأفضل من القراءة من خلال الهاتف أو الحاسوب عبر الإنترنت لأن الإدمان على الهاتف أو الحاسوب يؤذي بشكل من الأشكال العين من كثرة التعرض له.

وقالت إن القراءة مفيدة جدا للإنسان ويمكن أن تنمي شخصيته وتزيد ثقته بنفسه في مختلف الجوانب.

بدورها تنظم وزارة التربية والتعليم الأردنية في مدارسها مسابقات تحت عنوان "تحدي القراءة العربي" على مستوى المملكة والتي تساهم في زيادة الوعي بأهمية القراءة لدى الطلبة وتنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير التحليلي الناقد وتوسيع مداركهم وتساعد الطلبة في تحسين مهارات اللغة العربية عند الطلبة وصولا إلى زيادة قدرتهم على التعبير بطلاقة وتعزيز الوعي الثقافي عندهم، وتوسيع آفاق تفكيرهم، وتعزيز قيم التسامح والانفتاح لديهم عبر تعريفهم بأفكار الكتاب والمفكرين والفلاسفة بخلفياتهم المتنوعة وتجاربهم الواسعة في نطاقات ثقافية متعددة.

وبالنسبة لوزارة الثقافة الأردنية، فلديها برنامج وطني للقراءة لتعزيز القدرات الوطنية في اكتساب المعرفة التي تعد الأساس المتين للتغيير الاجتماعي الثقافي وإحداث التنمية والتحديث، حيث تلعب القراءة بوسائلها وأوعيتها المتعددة أداة أساسية في اكتساب المعرفة إلى جانب أساليب التعليم والتعلم المتعددة.

010020070790000000000000011100001310570446