تحقيق إخباري: فنانة فلسطينية ناجية من قصف إسرائيلي تجسد بريشتها المعاناة التي تعيشها بعد فقدان أفراد عائلتها

2022-05-25 03:06:31|arabic.news.cn
Video PlayerClose

في الصورة الملتقطة يوم 24 مايو 2022، الفنانة الفلسطينية زينب القولق في معرضها بعنوان "عمري 22 عاما وفقدت 22 شخصا" بمدينة غزة . بوجه شاحب وخطوات متثاقلة تتنقل الشابة الفلسطينية زينب القولق (22 عاما) بين لوحاتها الفنية التي رسمتها بريشتها لتجسد المعاناة التي تعيشها بعد مرور عام على فقدانها أفراد عائلتها. (شينخوا/ رزق عبد الجواد)

 

غزة 24 مايو 2022 (شينخوا) بوجه شاحب وخطوات متثاقلة تتنقل الشابة الفلسطينية زينب القولق (22 عاما) بين لوحاتها الفنية التي رسمتها بريشتها لتجسد المعاناة التي تعيشها بعد مرور عام على فقدانها أفراد عائلتها.

وأطلقت الفنانة زينب القولق (22 عاما) اليوم (الثلاثاء) معرضا فنيا يحاكي اللحظات الصعبة التي عاشتها أثناء انهيار منزل عائلتها فوق رؤوس ساكنيه في موجة التوتر الأخيرة في مايو من العام الماضي.

وجاء المعرض الذي حمل اسم "عمري 22 وفقدت 22 شخصا" بتنظيم من المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وهو منظمة مستقلة غير ربحية، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين.

وعرضت القولق خلال المعرض تسع لوحات فنية كانت قد رسمتها عقب انتهاء موجة التوتر التي اندلعت بين الفصائل الفلسطينية المسلحة على رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجيش الإسرائيلي.

وتقول القولق لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما تقف إلى جوار لوحاتها الفنية إن الرسومات تهدف إلى "عرض قضيتها إلى العالم وتسليط الضوء على الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين.

وتضيف الشابة التي بدت بوضع نفسي صعب والتي بقيت نحو 12 ساعة تحت أنقاض منزلها قبل تمكن فرق الإنقاذ من انتشالها على قيد الحياة، أن الضحايا ليسوا أرقاما ولكنهم قصص مأساوية جراء الحروب الإسرائيلية التي تشن على قطاع غزة.

وغلب على اللوحات التي عرضت في المعرض الطابع التراجيدي والتي نجحت في نقل الزوار إلى المشهد ذاته الذي عايشته القولق كما لو أنهم كانوا في المكان ذاته.

وعصر يوم العاشر من مايو 2021 أطلقت الفصائل المسلحة على رأسها كتائب القسام الجناح العسكري لحماس وابلا من الصواريخ على إسرائيل ردا على استفزازات عناصر الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح شرق مدينة القدس.

وعلى إثر ذلك، رد الجيش الإسرائيلي بشن غارات مكثفة في مناطق مختلفة من القطاع بعضها تركزت وسط الأحياء السكنية بدعوى استهداف أنفاق لحركة حماس ما تسبب بانهيار عدد من المباني السكنية فوق رؤوس سكانها ما تسبب بمقتل عائلات بأكملها.

وامتدت المواجهة العسكرية التي تعتبر الأعنف منذ العام 2014 بين الجانبين لمدة 11 يوما قبل أن تنجح مصر في رعاية اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء المواجهة التي أدت لمقتل أكثر من 260 فلسطينيا، مقابل 14 إسرائيليا جراء الهجمات الصاروخية.

وفي ليلة 16 مايو من العام الماضي، قصف الجيش الإسرائيلي بشكل عنيف شارع الوحدة وسط مدينة غزة بذريعة استهداف شبكة أنفاق تتبع لحماس، ما تسبب بتدمير ثلاثة مباني سكنية فوق رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار.

وانتشلت فرق الإنقاذ الفلسطينية حوالي 60 قتيلا من تحت الأنقاض فيما نجا عدد قليل من المتواجدين بتلك المنازل المستهدفة، القولق ووالدها وشقيقها كانوا الناجين الوحيدين من عائلتهم فيما قتل 22 آخرين.

وتستذكر القولق الساعات التي عاشتها تحت الأنقاض قائلة: "مرعبة ولم أكن أعرف من نجا أو مات من أفراد عائلتي، لم أكن أريد أن أتخيل الأسوأ، ولكن للأسف وجدت الأفظع والأكثر ألما حيث أنني فقدت غالبية أفراد عائلتي".

وتضيف "طول العام لم أتمكن من التعبير عن مشاعري تجاه هذه الجريمة بحق الإنسانية، فلا أحد يمكنه أن يتصور مشاعر الحزن والقهر التي أعيشها (...) لذلك قررت أن أعبر عما يجول في خاطري من خلال لوحاتي الفنية التي تنقل أصعب المواقف التي عشتها".

وعلى مقربة من ابنته يقف شكري القولق يظهر نوعا من القوة والتماسك لإعطائها شعور بالأمان والطمأنينة.

ويقول شكري لـ ((شينخوا))، "زينب اعتادت رسم الطبيعة واللوحات الجميلة، لكن بسبب فظاعة القصف الإسرائيلي أصبحت ترسم لوحات مأساوية تعبر عن مدى الحزن الذي تعيشه".

ويعمل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على دعم عشرات الآلاف من أقارب الضحايا الناجين من القصف الإسرائيلي حتى إيصال صوتهم إلى العالم بحسب مها الحسيني مديرة الاستراتيجيات.

وتقول الحسيني إن غالبية عمليات "القتل الجماعية التي ترتكبها إسرائيل يتم التعامل مع الضحايا كأنهم أرقام ولكن يجب أن يتوقف هذا المفهوم، مؤكدة ضرورة التعرف على قصص أولئك الناجين من أجل تسليط الضوء عليهم وفضح الممارسات الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي.

وتمكنت القولق من خلال لوحاتها من نقل سامي السعودي (22 عاما) أحد زوار المعرض إلى مكان الحدث وأن تجعله يشعر كما لو أنه عايش "مأساتها".

ويقول سامي لـ ((شينخوا)) إن اللوحات "تلامس المشاعر وتشعر الناظر إليها بالحزن على المأساة التي حلت بعائلة القولق"، داعيا إلى مساندة ضحايا الحروب الإسرائيلية وتشجيعهم على مواصلة حياتهم على الرغم من "الجراح التي يعانون منها".

وأعلنت ثلاث منظمات حقوق إنسان فلسطينية وهي (مؤسسة الحق ومركز الميزان والمركز الفلسطيني) اليوم، تقديم مذكرة لمكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تشمل وصفا وتحليلا دقيقا "للجرائم" الإسرائيلية التي وقعت على المدنيين الفلسطينيين في غزة خلال موجة التوتر الأخيرة بحسب بيان مشترك.

وقال مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوراني إن "العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو الماضي هو المثال الأحدث على سلسلة العمليات العسكرية الأكثر تدميراً بهدف إلحاق أضرار ومعاناة بصورة غير متناسبة بالمدنيين في القطاع، الذي يقبع منذ 15 عاماً لحصار غير قانوني".

وتخلص المذكرة المقدمة إلى أن إجراء تحقيق فوري وملموس وشامل وفتح المحكمة لقضايا محددة ضد المتهمين الإسرائيليين هو الطريقة الوحيدة لإنهاء عقود من "الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، ما يسهم في منع ارتكاب المزيد منها".

 

في الصورة الملتقطة يوم 24 مايو 2022، الفنانة الفلسطينية زينب القولق في معرضها بعنوان "عمري 22 عاما وفقدت 22 شخصا" بمدينة غزة. بوجه شاحب وخطوات متثاقلة تتنقل الشابة الفلسطينية زينب القولق (22 عاما) بين لوحاتها الفنية التي رسمتها بريشتها لتجسد المعاناة التي تعيشها بعد مرور عام على فقدانها أفراد عائلتها. (شينخوا/ رزق عبد الجواد)

 

في الصورة الملتقطة يوم 24 مايو 2022، نساء يزُرن معرض الفنانة الفلسطينية زينب القولق بعنوان "عمري 22 عاما وفقدت 22 شخصا" في مدينة غزة. بوجه شاحب وخطوات متثاقلة تتنقل الشابة الفلسطينية زينب القولق (22 عاما) بين لوحاتها الفنية التي رسمتها بريشتها لتجسد المعاناة التي تعيشها بعد مرور عام على فقدانها أفراد عائلتها. (شينخوا/ رزق عبد الجواد)

الصور

010020070790000000000000011100001310603350